أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

يئس

صفحة 710 - الجزء 1

  ي

  يئس - يَئِسَ منه يأساً واستيأس، وأيأستُه. وهو بين عَطفةِ مُطمَعٍ وصَدْفة مُؤيَسٍ. ورجل يؤوس. وتقول: الله يُخلف ويؤوس والعبد كنود يؤوس.

  ومن المجاز: قد يئستُ أنّك رجلُ صدقٍ بمعنى علمت؛ قال سُحَيم:

  أقول لهم بالشِّعب إذ يَيْسِرونني ... ألم تيأسوا أنّي ابن فارِس زَهْدَمِ

  وقال آخر:

  ألم تيأس الأقوامُ أنّي أنا ابنه ... وإن كنتُ عن عَرْض العشيرة نائيا

  وذلك أن مع الطمع القلقَ ومع انقطاعه السكونَ والطُّمأنينةَ كما مع العلم ولذلك قيل: «اليأس إحدى الراحتين».

  يبب - منزلٌ خرابٌ يَبابٌ، تقول: دارهم خرابٌ يَباب لا حارس ولا باب. وحوض يَباب: لا ماء فيه؛ قال:

  قد وَرَدتْ وحوضُها يَبابُ ... كأنّها ليس لها أربابُ

  حتى يُصلحوا حوضَها؛ وقال الكميت في خالد بن عبد الله القسريّ وكان حفّاراً غرّاساً:

  أخبرتْ عن فِعاله الأرضُ واستن ... طق منها اليَبابَ والمعمورا

  حفر فيها الأنهار وغرس الأشجار وأثّر الآثار فهي تنطق بما أحدث فيها؛ وقال أيضاً:

  بيَباب من التّنائف مَرْتٍ ... لم تُمخَّط بها أُنُوفُ السِّخال

  أي لم يقم فيها أحد حتى تلد فيها غنمه، وخرّبوه ويبّبوه.

  يبس - يَبِس الشيءُ يَيْبَسُ ويَيبِس، وسُمع بعض العرب: جَمّرتُ الخبزَ كي يَابَسَ ظهرُه: جعلتُ عليه الجمرَ، ويبّستُه وأيبستُه، وأرضٌ يابسة، وقد يبستْ إذا ذهب نداها. وعُود يابس، وعيدان يُبَّسٌ. ومكان يَبَسٌ، والسفينة لا تجري على يَبَسٍ، {طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً}. وهي ترعَى اليَبْسَ واليبيسَ: ما يبس من النبات. وأيبست الأرضُ، وأرضٌ مُوبِسة: يَبِس نباتُها.

  ومن المجاز: قد يَبِسَ ما بينهما إذا تقاطعا. ولا تُوبس الثرى بيني وبينك؛ قال جرير:

  أتغلبُ أُولي حلفةً ما ذكرتكم ... بسوء ولكنّي عتبتُ على بَكْرِ