أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

أيك

صفحة 26 - الجزء 1

  وهي الوَدَكُ، وكلٌ⁣(⁣١) من الأدْهانِ يؤتَدَمُ به كالخَلّ والزّيتِ ونحوِهما، واستَأهَلَها: أكَلَها؛ قال حاتم:

  قلتُ كُلي يا مَيّ وَاسْتَأهِلي ... فإنّ ما أنْفَقْتِ مِنْ مالِيَهْ

  وثريدةٌ مأهولَةٌ. تقول: حَبّذَا دارٌ مأهُولَةٌ وثريدةٌ مأهُولَةٌ.

  أيي -⁣(⁣٢) ما هي بدارِ تَئِيّةٍ أي تَمَكُّث. يقال: أَيّيْتُ بالمكان وتأيّيْتُ به؛ قال زُهَير:

  وعلِمْتُ أنْ لَيسَتْ بدارِ تَئِيّةٍ ... فكَصَفْقَةٍ بالكَفّ كانَ رُقادي

  وكأنّما ألقت عليه الشّمسُ أَيَاتَها أي شُعَاعَها.

  أيد - رجلٌ أيِّدٌ وذو أيْدٍ، ورفع الله السماء بأيْدِه، وكان ابنُ الحَنَفِيّةِ أَيِّداً؛ وقال الجَعْدِيّ:

  أيِّدِ الكاهِلِ جَلْدٍ بازِلٍ ... أخْلَفَ البَازِلَ عاماً أوْ بَزَلْ

  وقد آدَ وتَأيّدَ؛ قال امرؤ القيس يصفُ النّخلَ:

  فأثّتْ أعَالِيهِ وآدَتْ أُصُولُهُ ... ومالتْ بقِنْوَانٍ من البُسرِ أحمرَا⁣(⁣٣)

  وأيّدَ الحائِطَ بإيَادٍ. وكَرّ على إيَادَيِ العسكَرِ وهما جَناحاه. قال العَجّاجُ:

  بذي إيَادَيْنِ لُهَامٍ لَوْ دَسَرْ ... برُكْنِهِ أرْكانَ دَمْخٍ لا نقَعَر⁣(⁣٤)

  وأتَى بعَنْقَفِيرٍ مُؤيِدٍ⁣(⁣٥).

  ومن المجاز: إنّه لأَيِّدُ الغَدَاء والعَشَاء إذا كان حاضراً كثيراً، وقد آدت ضِيافتُه؛ قال يصفُ امرأةً مِضْيافَةً:

  رَأيْتُكِ للزُّوّارِ كالمَشْرَبِ الّذِي ... إذا عَطِشُوا يَوْماً فمَنْ شاء أوْرَدَا

  جُذَامِيّةٌ آدَتْ لها عَجْوَةُ القُرَى ... وتَخْلِطُ بالمأقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدَا

  أيض - آضَ سَوادُ شعرِه بياضاً وفَعَلَ ذلك أيضاً.

  أيك - فلان فرْعٌ من أيكة المجد. وتقول: كَذّبَ صاحبُ مُلَيْكَه كما كَذّبَ أصحابُ الأيْكَه.

  أيم - الحربُ مأيَمَةٌ مَيْتَمَةٌ. وتركوا النّساء أيَامَى والأولاد يَتَامَى. وفي المَثَل: «كُلُّ ذاتِ بَعْلٍ سَتَئِيمُ». وقد آمَتْ أَيْمَةً وتَأيّمَتْ، ورجلٌ أَيِّمٌ: طالَبْ عُزُوبَتُه. وكان رسول الله ÷ يَتَعَوّذُ من الأيْمَةِ. قال:

  ما للسَّرَنْدَى أطالَ اللهُ أَيْمَتَهُ ... خَلّى أبَاهُ بِغُبرِ البِيدِ وَادّلجَا

  وتَأيّمَ الرجلُ؛ قال:

  فإنْ تَنْكِحي أنْكِحْ وإن تَتأيّمي ... يَدَ الدّهْرِ ما لمْ تَنْكِحي أتَأيّمِ

  وتقول: هي أَيِّمٌ ما لها قَيّمٌ. وأَيَّمَ امرأتَه: جعلها أيّماً؛ وأنشد أبو عمرو:

  يضرِبُ رَأس البَطَلِ المُدَجَّجِ ... بصَارِمٍ مُؤيِّمٍ مُزَوِّجِ

  وأنشد:

  وعِرْسَكَ أَيَّمْتَها والبَني ... نَ أيْتَمْتَ والغَزْوُ من بالِكَا

  أين - آن وقتُكَ بمعنى حَانَ. وأمَا آنَ لك أن تفعل. ووجَفَتِ الإبِلُ على الأَيْنِ أي على الإعْيَاء. وتقول: أينَ منها الأَينُ؟ وقال:

  أقولُ للمَرّارِ والمُهاجِرِ ... إنّا ورَبِّ القُلُصِ الضّوَامِرِ

  أي أعْيَيْنا من الأَيْنِ. ومن أَين لك هذا؟ وأيّانَ ترجع بمعنى متى.

  أيه - أيّهْتُ به إذا صِحْتَ به. وإيهِ حَديثاً: اسْتِزَادَةٌ. وإيهاً لا تُحَدِّثْ: كُفّ؛ قال ذو الرُّمّة:

  وقَفْنَا فقُلْنا إيهِ عَنْ أُمّ سالِمٍ ... وكَيفَ بتَكْليمِ الدّيارِ البَلاقِعِ


(١) هكذا بالأصل وعبارة اللسان وكل شيء من الأدهان الخ.

(٢) وضع المؤلف | هذه المادة في أول فصل الهمزة مع الياء وحق الترتيب أن توضع آخره.

(٢) وضع المؤلف | هذه المادة في أول فصل الهمزة مع الياء وحق الترتيب أن توضع آخره.

(٣) فأثت: عظمت والتفت.

(٤) دمخ: جبل.

(٥) بعنقفير مؤيد: بداهية شديدة.