أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ربذ

صفحة 215 - الجزء 1

  ورَبّاه، وَرَبَبْته؛ قال النّابغة:

  فبدَتْ ترائبُ شادِنٍ مُترَبّبٍ ... أحوَى أحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ

  وهو ربيبه، وهي ربيبته، وهن ربائبه. وأظلتهم الرَّبَابُ والرَّبَابَةُ. وأربَ الرجلُ بمكان كذا وألبَّ: أقام. والطير مُرِبّة بالوكور. ونعجة رَغُوثٌ وعنزٌ رُبّى: حديثتا النتاج. وهذا مَرَبّ القوم لمجمعهم؛ قال ذو الرّمّة:

  بأجرعَ مِرْباعٍ مَرَبٍ محَلَّل

  وقعد على رُبّان السفينة وهو سُكّانُها: ذنبها. والعيش برُبّانه: بحداثته.

  ومن المجاز: رَبَ معروفَه؛ قال:

  كلِفٌ برَبّ الحمدِ يزْعمُ أنّه ... لا يُبتَدا عُرْفٌ إذا لم يُتمَمِ

  وفرسٌ مربوبٌ: مصنوع. والجرّة تُرَبَّبُ فتضرى. ودُهنٌ مربوبٌ ومُرَبَّبٌ ومُرَبًّى: مطيّب بالرّياحين من البنفسج والياسمين والورد ونحوها. وأرَبّتِ السحابة بأرضهم.

  ربت - المرأة تُرَبِّتُ صبيّها وهو أن تضرب بيدها على جنبه قليلاً قليلاً حتى ينام؛ قال:

  ألا لَيتَ شعري هَل أبيتنّ لَيلَةً ... بحَرّةِ لَيلى حيثُ رَبّتَني أهْلي

  ربث - رَبَثَه عن كذا وربّثَه: ثبّطه. وفيه رَبيثة عن الخير. وأخذ الشيطان عليهم بالربائث أي بالحوائج المثبطات عن العبادة. وفلان يتثبّط عن كذا ويتربّث ويتباطأ ويتلبّث. ويقال: جريه كريث وأمره ربيث؛ من قولهم: فلان كريث عن الأمر: ناكص عنه. واربَثّتِ الغنم وانبثّت: انتشرت. ولا تزال غنمهم منبثّة مُرْبَثّة. واربَثّ القومُ في منازلهم ورأيهم: تفرّقوا.

  ومن المجاز: اربَثّ أمرهم: انتشر ولم يلتئم؛ قال أبو ذؤيب:

  رَمَيناهمُ حتى إذا اربَثّ أمرُهمْ ... وعادَ الرّصيعُ نُهيَةً للحَمائِلِ

  ربح - رَبِحَ في تجارته. واشترى سلعة يطلب فيها الرِّبح والرَّبَحَ والرَّبَاحَ. وهو يَترَبّحُ ويترقّح أي يطلب الأرباح ويتكسّب. ورابحتُه على سلعته. وامرأة رِبَحْلَةٌ: لحيمة عظيمة الخَلْق. ورجل رِبَحْلٌ وهو من الربح: الزيادة، واللام مزيدة. وأمْلَحُ من رُباحٍ بالتخفيف والتثقيل، وهو القرد. وأكل فلان زُبّ رُبّاحٍ وهو ضرب من التّمر.

  ومن المجاز: تجارة رابحة. وقد ربِحَتْ تجارتك، وربحت دارك إذا بعتها بربح. والبِرّ خير تجارةٍ رَباحا والبارّ أضوأ الناس مصباحا.

  ربخ - امرأةٌ رَبُوخٌ: يُغشى عليها عند الجماع وهو من الرخاوة. يقال: مشى حتى ترَبّخَ. وتقول: سوط عذابٍ إلى سوط رَبوخٌ تحت عِذْيَوْط.

  ربد - نعامة ربداء ونعامٌ رُبْدٌ وظليم أربدُ ونمر أربد. وفيه رُبدةٌ وهي نحو الرّمدة وهي لون الرماد. وتربّدتِ السّماء، والسماء متربّدة: متغيّمة. وربّدت الشاة: أضرعت فرؤيَ في ضرعها لمع سوادٍ. وقد تربّد ضرعها؛ قال:

  إذا والدٌ منها تَرَبّدَ ضرْعُها ... جعلت لها السّكين إحدى القلائدِ

  أراد ذات ولد هو في بطنها. وتربّد وجهه من الغضب. واربَدّ وارمَدّ. وأبيضُ في متنه رُبَدٌ وهي فرنده. ورَبَدتُ الإبلَ: ربطتها، والإبل في المِربدِ وهو الموضع الذي تُربدُ فيه، جعل حابساً حيث بني على مِفعَل. وقيل: مِربد البصرة، ومِربد المدينة وهو متّسع كانت الإبل تُربَدُ فيه للبيع وهو مجتمع العرب ومتحدّثهم. والتمر في المِربد وهو البيدر لأن التمر يُربَدُ فيه فيشمَّس. يقال: رَبَدْتَ تمرَك رَبْداً حَسناً.

  ومن المجاز: داهية ربداء: منكَرة. وعام أربدُ: مُقْحِط؛ قال الرّكّاض:

  إنّي إذا ما كانَ عامٌ أرْبَدُ ... وابتَعَد السّعرُ وخَفّ المِرْفَدُ

  عندي مواساةٌ لها لا تنفَدُ

  أي للفرس. والمِرفد القَدَح الكبير.

  ربذ - ربِذَت يداه بالقِداح: خفّتا. وإنّه لَرَبِذ الأصابع