أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وضع

صفحة 680 - الجزء 1

  دسم أو غيره؛ قال أبو الهنديّ:

  سيُغني أبا الهنديّ عن وطبِ سالم ... أباريقُ لم يَعلَق بها وَضَرُ الزُّبدِ

  وطهِّر الوَضْراءَ، وعن الجاحظ: الوَضْرَى؛ وأنشد:

  إذا ملا بطنَه ألبانُها حَلَباً ... باتتْ تغنّيه وَضْرَى ذاتُ أجراسِ

  وهي الاست.

  ومن المجاز: فلان وَضِرُ الأخلاق، وفي أخلاقه وَضَرٌ، وهو ذو أوضارٍ إذا كان خبيثاً. وكان نقيَّ العِرْض فوضَّره بالدّناءة.

  وضع - وَضَعَ الشيءَ مَوضعَه ومواضعَه. والخيّاط يُوَضِّعُ القطنَ على الثّوب توضيعاً.

  ومن المجاز: وضَعه الشُّحُّ ودناءة النّسب. ووَضَع منه: غضّ منه. وتكلّمتْ بموضوع الكلام ومخفوضه؛ قال ذو الرُّمّة:

  يقطِّعُ موضوعَ الحديث ابتسامُها ... تقطُّعَ ماءِ المزن في نُطَف الخمر

  وهو من وُضّاع اللغة والصناعة. ووضَعتْ ولدَها. ووُضِع في تجارته وأُوضِعَ، ولا أزال أُوضِع في تجاراتي، ولم أزل موضوعاً فيها. وكم من وضيعة وُضِعتُها. وهو كثير الوضائع في بيع البضائع. والدابّة تضع في سيرها وهو سيرٌ دونٌ. ولها موضوع ومرفوع. وأوضعتُها. {وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ}. وواضعتُه على كذا، وتواضعنا عليه. وفي كلام بعضهم: إذا كان وجهُ السَّحَرِ فاقرع عليّ بابي حتى تعرف مَوضع رأيي. ورجلٌ وَضيعٌ، وقد وَضُع ضَعَةً ووَضاعةً، واتّضع وتواضع. وامرأة واضعٌ: لا خِمار عليها. وتعالَ أُواضعْك الرّهان. وفلان مُوَضَّعٌ. وفي كلامه توضيعٌ: تخنيث، وهو من وَضَّعَ الشجرة إذا هصرَها. وجملٌ عارفُ المُوَضَّع أي يعرف التّوضيعَ لأنّه ذلول فيَضع عند الركوب رأسَه وعنقَه؛ قال:

  فعوّجتْ من بازل جَلَنْفَعِ ... رِخْوِ السَّنام عارِفِ المُوَضَّعِ

  وضم - أوضمتُ اللّحمَ وأوضمتُ له: جعلت له وَضَماً وهو كلّ ما وُقيَ به من الأرض من خشبة أو خَصَفة أو غيرهما. ووَضَمتُه أضِمُه وَضْماً: إذا وضعته على الوَضَم، ورُويَ على العكس. وأُطعِموا الوضيمةَ: طعامَ المأتم.

  ومن المجاز: هو لحم على وَضَم: للذليل. واستضمتُ فلاناً واستوضمتُه: ظلمته وجعلته كالوَضَم في الذلّ؛ قال:

  إن لا يكن جسم فإنّ قلبا ... أصمَعَ للضَّيم أبيّاً شَغْبا

  يستَوضِمُ الجُبَّاءةَ الجِخَبّا

  الجُبَّأُ والجُبَّاءُ والجُبّاءَةُ: الضعيف، والجِخَبُّ مثله، وتوضَّم المرأةَ: وقع عليها.

  وضن - درع موضونة: منسوجة حلقتين حلقتين. ووضَن النِّسعَ، وقلِق وَضينُها: بِطانُها من الهزال، وقلِقتْ وُضُنُها.

  وطأ - وطِئه برجله وَطْأً وطِئَةً، ورأيتُ مَوطئ قدمه ومَواطئ أقدامهم، وتوطَّؤوه بالأقدام حتى قتلوه؛ قال ذو الرُّمّة:

  وإنّا لحيٌّ ما تزال جيادنا ... تَوَطّأ أكبادَ الكماة وتأسِرُ

  وأوطأتُه دابّتي حتى وطِئتْه. ووطّأتُ الفراش توطئة، ووَطُؤَ وَطاءةً، وفراش وطيءٌ، وما له وِطاءٌ ولا غِطاء، وواطأه على الأمر مواطأة، وتواطأوا عليه، وكلّ أحد يخبر عن رسول الله، ÷، من غير تواطؤ. وأوطأ في شِعره إيطاءً وهو اتّفاق القافيتين، من المواطأة.

  ومن المجاز: وطِئهم العدوُّ وَطأةً منكرة. وفي الحديث: «اللهمّ اشدد وطأتك على مُضَر». وثبّت اللهُ وطأتَه. وفلان وطيء الخُلق وقد وطؤ وَطاءة، وتقول: فيه وطاءة الخُلْق ووضاءة الخَلْق. ويقال للمضياف: موطّأ الأكناف إذا لم يَنْبُ جنابُه عن النُّزَّلِ. ودابّة وطيئة: بيّنة الوَطاءة. وهو في عيش وطيء، وأنا أُحبُ وطاءة العيش.

  وطب - عنده وِطابٌ من لبن وأوطابٌ. ومنه: الوَطْباء: العظيمة الثديين.