أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

صفق

صفحة 356 - الجزء 1

  وإحدى الشفتين، وامرأة صغواء، وأقام صَغاه: مَيله؛ قال:

  قِراعٌ تكلَح الرَّوقاءُ منهُ ... ويعتدلُ الصَّغا منهُ سَويّا

  وهؤلاء صاغية فلان: قومه الذين يميلون إليه. وأكرموا فلاناً في صاغِيته. وصغَتْ إلينا صاغِية من بني فلان.

  ومن المجاز: فلان يُصغي إناء فلان إذا نقَصه ووقَع فيه. وأصغَى حقَّه: نقَصه؛ قال:

  فإنَّ ابن أختِ القوْمِ مُصْغًى إناؤه ... إذا لم يُمارِسْ خالَه بأبٍ جَلْدِ

  وقال الكميت:

  فإنْ تُصغِ تَكفأه العداة إناءَنا ... وتسمعْ لنا أقوالَ أعدائنا تَخَلْ

  «والصَّبيُّ أعلم بمَصْغَى خدّه» أي هو أعلم بمن يذهب إليه وبمن ينفعه. وتقول: من عَرَضَ له فَلَّ صفاه وأقام صَغاه. وتقول: الصَّغا في الأديان أقبح من الشَّغا في الأسنان.

  صفح - نظر إليه بصَفْحِ وجهه وبصُفْحِ وجهه. وضربتُه على صَفْحه وعلى صَفحته: على جنبه. وجلا صَفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفَّح الشيءَ: تأمَّله ونظر في صَفَحاته. وتصفَّح القومَ: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفَّح الأمرَ. وصفَحتُ عنه: أعرضْتُ عن ذَنْبه. وأتيتُ فلاناً في حاجة فصفَحني عنها: ردَّني. وضربه بالسّيف مُصْفَحاً ومُصفَّحاً: بعرضه لا بحدِّه. ورأس مُصْفَحٌ: عريض. وصافحه بيده. وصفَّحَ بيديه وصفَّق. «والتسبيح للرّجال والتصفيح للنساء». واستلُّوا الصّفائح: السيوفَ العِراض. وكأنّه صفيحةٌ يمانِيَةٌ. ووُضعتْ على القبر الصفائحُ والصُّفّاح: الحجارة العراض.

  ومن المجاز: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً}. وأبدَى له صَفْحتَه: كاشفَه.

  صفد - رأيته يرسُف ويرسِف في الصَّفَد والصِّفاد، وقُرِّنوا في الأصفاد، وصفَده وصفَّده: أوثقه بالحديد. وصفَدَه وأصفَده: أعطاه. وتقول: إن أفدتني حرفاً فقد أصفدتني ألْفاً. وتقول: الصَّفَد صَفَدٌ أي العطاء قَيْدٌ.

  ومن المجاز: صفَّدتُه بكلامي تصفيداً إذا غلبته.

  صفر - إناء صُفْرٌ وصَفْرٌ وصِفْرٌ. ويدٌ صُفْرٌ وصَفْرٌ وصِفْرٌ: يستوي فيه الجميع. وقد صَفِرَ صَفَراً وصَفَارَةً. ويقال: نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناء وصَفَر الإناء. وما أصغيتُ لك إناء ولا أصفَرْتُ لك فِناء. وفي الحديث: «صَفْرَةٌ في سبيل الله خيرٌ من حُمْرِ النَّعَم». وهي الجوْعة وخلوُّ البطن من الطعام. وصَفَرَ للدابّة. وصفَرَ الصَّبيُّ في الصَّفّارة: هَنَة من نُحاس. وهو «أجبن من صافِر» وهو الذي يَصفِرُ لريبة فهو وجِلٌ أن يُظهَرَ عليه. وقيل: هو طائر ينكس رأسه ليلاً ويتعلَّق برجليه وهو يصفِر خيفةَ أن ينام فيؤخذَ. ورجلٌ مصفورٌ، وبه صُفارٌ: داء يصفرُّ منه. ووقع في البُرِّ الصُّفار: صُفرة تقع فيه قبل أن يسمن وسمنه أن يمتلئ حبّه. وغلبتْ بنو الأصفر الرُّومَ: سُمُّوا لصُفرةٍ في أبيهم.

  ومن المجاز: «صَفِرَتْ وِطابه»، وصفِرَ إناؤه إذا هلك؛ قال امرؤ القيس:

  وأفلتَهنَّ عِلْباءٌ جَريضاً ... ولو أدركنَه صفِرَ الوِطابُ

  «ولا يَلْتاطُ بصَفَرِي» إذا لم تحبَّه. وعضَّ على شرسوفه الصَّفَرُ إذا جاع.

  صفف - صفّ القومَ وصفَّفهم. وتصافّوا واصطفّوا. وصافّوهم في القتال. ورأيته في المَصَفِ وفي المصافِ وهي مواقف القتال. وصَفَ الصبيانُ الكعابَ. وطيرٌ صَوَافُ: تصفُ أجنحتها ولا تحرِّكها. والبُدْنُ صَوَافُ: صُفِّفتْ لتُنحر. وفي داره صُفَّةٌ وصِفافٌ. وهو جاري مُصَافّي: صفّته بحذاء صفّتي، كقولك: مراوقي. ولحم صَفيف: صُفَ في الشّمس ليقدَّد أو على النّار ليُشوى. وصَفَ قدميه في الصّلاة {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}. وقاعٌ صَفْصَفٌ: أملسُ.

  ومن المجاز: ناقة صَفُوفٌ: تَصُفُّ بين محلبين أو ثلاثة في الحلب. وأصلحْ صُفَّةَ سَرْجِك. وأصففتُ السَّرجَ: جعلتُ له صُفَّةً.

  صفق - ضربه على صَفْقَيْ عُنقِه: على جانبيها. وأنا أحبّ أهل ذلك الصَّفْقِ وهو الناحية. وهذه صَفْقَةٌ مباركة وهي