أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مرت

صفحة 587 - الجزء 1

  ما معجَّل معروفك بالقليل، أوْجز العطيّة: عجّلها.

  مذل - مَذِلَ المريضُ مَذَلاً ومَذُلَ مَذالة فهو مَذِل ومذِيل إذا لم يَتَقَارّ من الضّجر؛ قال الرّاعي:

  ما بالُ دَفّك بالفراش مَذِيلا ... أقذًى بعينِكَ أم أرَدتَ رَحيلا؟

  وامذَلّتْ مَفاصِلُه امْذِلالاً: فترت. وأمذله المرضُ والهمّ. ورجل مَذيلٌ، وقوم مَذْلَى.

  ومن المجاز: هو مَذِل بماله ومَذِل بسرّه؛ قال الأسود ابن يَعفُر النّهشليّ:

  ولقد أرُوحُ على التِّجارِ مُرَجَّلاً ... مَذِلاً بمالي لَيّناً أجْيادي

  وقال:

  ولا تَمذُلْ بسرّك، كلُّ سِرٍّ ... إذا ما جاوزَ الإثنَين فاشِ

  ومذِل من مضجعه ومن مكانه. ومذِلتُ من كلامك: قَلِقتُ. وما زال مَذِلاً بامرأته إذا لم يلائمها. ومذِلاً بمُقامه عندنا.

  مذي - خرج المَذْيُ والمَذِيّ كالوَدْي والوَدِيّ؛ وقال:

  تَمسَحُ بالكَفّينِ أقمريّا ... ذا وهَجٍ يَسْتنزل المَذِيّا

  ومذَيتُ وأمذيتُ، ويقال: كلّ ذَكَر يَمْذي وكلّ أنثى تَقْذي. وماذَى الرّجل المرأةَ: لاعبَها حتى خرج المذْيُ، ويقول الرجل للمرأة: ماذِيني وسافحِيني. وفي الحديث: «الغَيْرة من الإيمان والمِذاء من النّفاق». وهو أن يخلّي الديّوث بين الرجل وامرأته يتلاعبان؛ وروي: المِذال وهو أن يمذَلَ بفراشه لغيره. وخمر ماذيّة: سهلة في الحَلْق. وعسل ماذيّ: أبيض. ودرع ماذيّة: بيضاء. ونظر في المذِيّة وهي المرآة؛ قال:

  مثلُ المذيّة أو كشَنفِ الأنضُر

  ومن المجاز: أمذيتُ الشراب: أكثرتُ ماءه. وأمذيتُ الفرسَ ومذَيتُه: أرسلتُه يرعى.

  مرأ - هو امرؤ صِدقٍ، وهي امرأة سَوء. وفيه مُرُوءة وهي كمال الرّجوليّة، وقد مَرُؤ فلان، وتمرّأ. وفلان يَتَمَرّأ بنا أي يطلب المروءة بنقْصِنا وعيبنا، وهو مُتَمَرّئ بنا. ومرئ الرّجل ورَجِلَتِ المرأة أي صار كالمرأة وصارت كالرّجل. وطعام مَريء، وقد مَرؤ مَراءة، وهنّأني الطعام ومرّأني وأمرأني، واستمرأتُ الطّعام، وهذا ممّا يُمرئ الطّعام، ونزل الطعامُ والشّرابُ في المَريء وهو فم المَعِدة. وفي حديث الأحنف: يأتينا ما يأتينا في مثل مَرِيء النعامة.

  مرت - بَلدٌ مَرْتٌ بيّن المُروتة: قَفْرٌ لا نبات به، وبلاد مُروتٌ؛ قال:

  مَرْتٌ يناصي خَرْقَها مُرُوت

  ومرَتَ الشيءَ يمْرِته: مَلّسه، ومنه قول أعرابيّ من بني مازن حين سُئل عن سقيهم الخيل اللّبن فقال: إنّما تُسقى اللّبن لأنّه يَطوي الأياطِل ويُحْكم المُنّة ويَعقِد الحَيْل ويُصَمِّل العَضَل ويَشدّ البَصر ويُدْجي الشَّعر ويَمْرت الجَرَاهِيةَ ويحسّن السَّحناء ويَطْرد الدَّوَى، الحَيْل: شِدّة الظهر، ولا حَيْل: ولا قوّة، والجَراهية: ظاهر الجِلد.

  ومن المجاز: رجُل مَرْت الحاجبين ومرت الجسد: لا شعر عليه، وغلام مرت العذار: لم يختطّ.

  مرث - مَرَثَ الدّواءَ وغيره في الماء: مرَسه حتى تفرّق فيه. ومرَثتُ فيه الخبزَ: ليّنته. ومَرَث الصبيّ أمّه: رضعها. وهو يَمرُث الكِسرةَ بدُردُرِه: يمصّها ويكدمها، وفي حديث ابن الزّبير: كأنّهم صبيانٌ يمرُثون سُخُبَهم؛ قال:

  السّنُّ مِن جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والحِلمُ حِلمُ صَبيّ يمرُثُ الوَدَعَهْ

  وتقول: ألِفَ فلانٌ الظّلّ والدّعَه كأنّه صبيّ يمرث الودَعه.

  مرج - أمرجَ الدوابَّ ومَرَجها: أرسلها في المَرْج والمُرُوج. ومَرَجَ السلطانُ النّاسَ. ورجلٌ مارج: مُرسَلٌ غير ممنوع. ولا يزال فلان يَمْرُجُ علينا مُروجاً: يأتينا مفاجئاً. ومَرِجَ الخاتمُ في الإصبع: قَلِقَ.

  ومن المجاز: مَرَجَ اللهُ البَحْرَيْنِ. ومَرَجَ فلانٌ لسانَه في أعراض النّاس وأمرجَه، وفلان سَرّاجٌ مَرّاجٌ: كذّاب. ومَرِجتْ عهودُهم. وقد مَرِجَ أمرُهم مَرَجاً ومُروجاً،