أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فكه

صفحة 480 - الجزء 1

  فكل - تقول: إذا صرَّ الأفكل أصابه الأفكل؛ الأوّل الشِّقراقُ وهو متشاءَمٌ به والثاني الرِّعدة، يقال: به أفكلُ، وهو مفكولٌ.

  فكه - تفكَّه القومُ: أكلوا الفاكهة، وفكّهتهم أنا.

  ومن المجاز: تفكَّهَ بكذا إذا تلذّذ به، وتركتهم يتفكّهون بعرض فلان أي يتلذّذون باغتيابه، وفلان فكِهٌ بأعراض النّاس. وفاكهتُ القوم مفاكهة: طايبتهم ومازحتهم. وما كان ذلك مني إلّا فُكاهة أي دعابة. ورجلٌ فَكِهٌ: طيّب النّفْس ضحوك؛ قال:

  فَكِهٌ إلى جنبِ الخوان إذا جرَتْ ... نكباء تخلع ثابت الأطنابِ

  وقال صخر بن عمرو بن الشريد:

  فَكِهُ العَشِيّ إذا تأوّبَ رَحلَهُ ... ركبُ الشّتاءِ مُسامِحٌ بالميسرِ

  وجاءنا بأُفكوهة وأُملوحة. وقوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} وارد على سبيل التهكّم أي تجعلون فاكهتكم وما تتلذّذون به قولكم {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ}.

  فلت - فَلَّتُّهُ من الورطة وأفلتُّه منها؛ قال نُصيح بن منظور الفقعسيّ:

  وأفلتني منها حماري وجبّتي ... جزَى الله خيراً جبّتي وحمارِيا

  وأفلتَ منها بنفسه وأفلتَها، وانفلتَ منها وتفلَّت، وأراه يتفلّت إليك وإلى صحبتك إذا نازع إليه. وتقول: لا أرى لك أن تتفلّت إلى هذا الأمر ولا أن تتلفّت إليه. واستفلتُ الشيءَ من يده، وأفلتُّه إيّاه: استلبته، ومنه: أرى أمّي افتُلِتَتْ نفسُها أي ماتت فجأة. وافتُلتَ الكلامُ: ارتُجِلَ. وكلّ شيء فُعل فَلتةً فقد افتُلتَ. ويقال: ذهبتْ نفسُه فَلتةً، وكانت بيعة أبي بكر فَلْتةً. وفالته بكذا مفالتة: فاجأه به. وعليه بُرْدةٌ فَلوتٌ: لا تنضمّ عليه فهي تنفلِتُ عنه كلّ ساعة.

  فلج - فَلجْتَ على خصمك، وفَلَجَتْ حجَّتُك. وخرج لك سهمٌ فالج أي فائز. والله أفلجك عليه وأظفرك؛ قال الطِّرمّاح:

  وأفلجهم في كلّ يوم كريهَةٍ ... كرامُ الفحول واعتيام الحواصن

  ولمن الفَلَجُ والفُلْجُ. وتقول: قُضِيَ لك الفَلَج فقضى لي الثَّلَج. واستفلج فلانٌ بأمره بالجيم والحاء إذا ملكه، ومنه قول الكاني في الطلاق: استفلجي بأمرك: وتعالَ أفالجك أموراً من الحقّ أي أسابقك إلى الفَلَج لأيّنا يكون. وفلَجتْ فلانة بقلبي: ذهبت به؛ قال أبو ذؤيب:

  وسُعدى بألبابِ الرّجالِ فَلُوجُ

  وأنا منه فالجُ بن خلاوةَ أي بريء خال. وتقول: فلان يدّعي عليَّ فَوْدَيْن وعلاوه وأنا منها فالج بن خلاوه، أي ألفين وخمسمائة. وفي أسنانه فَلَجٌ وتفليج، وثغر أفلجُ ومفلّج. واستقيتُ الماء من الفَلَج وهو الجدول. وفلَجوا الجزية بينهم: قسموها. وفلِّج بين أعشرائك لا تختلط أي فرّق بينها وهي أنصباء الجَزور. ويقال لقاسمها: المفلِّج. واكْتَلْ بالفِلْجِ والفالج وهو مكيال ضخم. وفُلِجَ الرّجلُ فهو مفلوج، وقومٌ مَفاليج. وتقول: فلان اكتال الفالج بالفالج أي أخذ منه النصيب الأوفر.

  فلح - وهب الله لك الفلاحَ والفَلَحَ وهو البقاء في الخير. وفي الحديث: «كلّ قوم على زينة من أمرهم ومَفلحةٍ من أنفسهم». وهو في معنى قوله تعالى {كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وتقول: ما المَفْرَحة والمَفْلَحَه إلّا حيث السداد والمصلحه. وأحسبك من فلَّاحة اليمن وهم الأكرة لأنّهم يفلَحون الأرض أي يشقّونها، وفي المثل: «الحديد بالحديد يُفلح» والفَلَحُ: الشقّ في الشفة السفلى، ورجل أفلحُ، وزوّجتموني قلحاء فلحاء. ولن يحلّ الفَرَح والفَلَح حيث القَلَح والفَلَح، ويقولون للأفلح: أبعد الله هذه الفَلَحةَ. وتقول: فلان فَلحس يشمّ ويلحس، وهو الكلب ويوصف به الحريصُ.

  ومن المجاز: «خشينا أن يفوتنا الفلاح» وهو السَّحور لأن به بقاء الصّوم.

  فلذ - تقول: هو فِلْذَة من كبدي. وفلَذتُ له من مالي: قطعتُ. وافتلذتُ منه حقّي: اقتطعتُه وانتزعته؛ قال: