أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خيف

صفحة 180 - الجزء 1

  بَليدٌ لم يخِطْ حَرْفاً بِعَنْسٍ ... ولكنْ كانَ يَختاطُ الخِفَاءَ

  خيف - فرس أخيفُ: إحدى عينيه زرقاء والأخرى كَحلاء. ونزلوا بالخَيْف وهو المكان المرتفِع. وأخافوا وأُخِيفُوا: نزلوا بخيف منى؛ قال الذّبياني:

  من صَوْت حِرْمِيّةٍ قالتْ لجارَتها ... هل في مُخيفكُمُ من يَشتري أدَمَا

  ومن المجاز: هؤلاء أخيافٌ أي مختلفون. وخيّفتْ بأولادها: جاءت بهم أخيافاً، وهم بنو الأخْياف. وأشياء مُخَيَّفَةٌ إذا كانت ضروباً مختلفة. وخُيِّفَ المال بينهم: وُزّع. وخُيّفت العُمُور بين الأسنان: فُرّقت.

  وأرْكَبُ في الرّوْعِ خَيْفانَةً

  أي جرادة، أراد فرسه.

  خيل - فيه خُيلاءُ ومَخيلَة. وهو يمشي الخُيَلاء. وإيّاك والمَخِيلَةَ وإسْبالَ الإزَار. واختال في مشيته وتخيّل؛ قال بِشر:

  بصَادِقَةِ الهَوَاجرِ ذاتِ لَوْثٍ ... مُضَبَّرَةٍ تَخَيَّلُ في سُرَاهَا

  وخايله: فاخره. وتخايلوا: تفاخروا؛ قال الطّرمّاح:

  إذا ذهبَ التّخايلُ والتّبَاهي ... لَقيتَ سُيُوفَنَا جُنَنَ الجُنَاةِ

  وخِلتُه كريماً مَخِيلةً. وأخطأتْ في فلان مخِيلتي أي ظَنّي. ورأيتُ في السماء مَخِيلَةً وهي السّحابة تخالُها ماطرَةً لرَعدها وبَرْقِها، ورأيتُ فيها مخائِل. والسماء مُخيلة للمطر: متهيّئة له، وقد أخالَتِ السماء وخَيّلت وتخَيّلَت وخايلت. وسحابة مُخايلة: إذا رأيتَها خِلتَها ماطرة. وأخالَ فيه الخَيرَ، وتخَيّل فيه الخير: رأى مخيلَتَه. وأخال عليه الشيءُ: اشتبه وأشكل. يقال: لا يُخيل ذاك على أحد؛ قال:

  الحَقّ أبلَجُ لا يُخيلُ سَبيلهُ ... والحَقّ يعرِفُه ذوو الألبابِ

  وخُيّل إليه أنّه دابّة فإذا هو إنسان. وتَخَيّل إليه. وافعل ذلك على ما خيّلتَ أي على ما أرَتْك نفسُك وشبّهتْ وأوهمتْ؛ قال:

  إنّا ذَمَمْنَا على ما خَيّلَتْ ... سعدَ بنَ زَيْدٍ وعَمْرَو بنَ تميم

  وفلان يمضي على المُخَيَّل أي على ما خَيّلت. وتخيّل الشيءُ: تَلَوّن؛ قال:

  كَأبي براقشَ كلّ لوْ ... نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيّلُ

  وتخيّل الخَرْقُ بالسَّفْر وهو ما يُريهم من تلوّنه بالآل؛ قال ابن مقبل:

  فَكَلِّفْ حَزَازَ النّفْسِ ذاتَ بُرَايَةٍ ... إذا الخرْقُ بالعِيسِ العِتاقِ تَخَيَّلا

  وخَيّل علينا فلان: أدخل علينا التهمة. وتخيّل علينا: تفرّس فينا الخير. تقول: تخيّلْ على أخيك ولا تُخَيِّل عليه. وخيّلتْ فلانةُ في المنام، وتخيّلَ لي خَيالُها؛ قال ذو الرّمّة:

  ألا خَيّلَتْ مَيٌّ وقد نامَ ذو الكَرَى ... فما نَفّرَ التّهويمَ إلّا سَلامُها

  وظهر خيالُه في المرآة. ونصب خيالاً في مزرعته وهو الفزّاعة. وعن الشّعْبيّ «وجدتُ رجال هذا الزمان خَيالات». وهؤلاء خَيّالة أي أصحاب خيْل. وكم عنده من خَيّالة ورَجّالة.

  ومن المجاز: قول القطاميّ:

  ألمحَةً من سَنا بَرْقٍ رَأى بَصَري ... أمْ وَجهَ عاليَةَ اخْتالَتْ بهِ الكِلَلُ

  أي تَزَيّنَتْ به وافتخرَتْ؛ وقال رؤبة:

  بَقْطَعْنَ خَيْلانَ الفَلا تَبَوُّعا

  أي علاماته.

  خيم - خَيّم بمكان كذا، وتَخَيّم؛ قال زهير:

  فلَمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمَامُهُ ... وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ

  وضربوا الخِيام والخَيْم والخِيَمَ. وهو كريم الخِيم. وخَام عن الحرب.

  ومن المجاز: خيّمتِ البقر: أقامت في مَرابضِها لا تبرح. وتخَيّمتِ الريح في الثوب والبيت: بقِيت فيه. وخَيّمْتُها أنا إذا غَطّيتَ الطّيبَ بالثوب حتى تَعْبَقَ فيه ريحُه.