أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ثبط

صفحة 70 - الجزء 1

  ما ثَبّطَك؟ وهذا مَثْبِرُ فلانةَ: لمكان ولادتها، حيث يَثْبُرُها النِّفَاسُ. وهذا مَثْبِرُ النّاقةِ: لمَنْتِجِها؛ قال الطِّرِمّاح:

  بُجَاوِيّةٌ لم تَسْتَدِرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ ... ولم يَتَخَوّنْ دَرَّها ضَبُّ آفِنِ

  يعني لم تَلِدْ ولم تُحْلَب. ويقال: لا أفعل وربِ الأَثْبِرَةِ الغُبْرِ، وهو جمعُ ثَبِيرٍ وهي أربعة.

  ثبط - ثبّطه عن الأمر: ريّثَه فتثبّط، وما ثَبّطك عن ذلك؟ وغلامٌ ثَبِطٌ وجاريةٌ ثَبِطَةٌ: فيهما كسل وثِقَلٌ؛ قال:

  وفوْقَ مَتنَيْهِ غلامٌ ثَقْفُ ... لا ثَبِطُ القبضِ ولا أَلَفُ

  وفرسٌ ثَبِطٌ: ثقيلُ النّزْوِ على الحِجْرِ.

  ثبو - نفروا إلى العدوّ ثُبَاتٍ وثُبِينَ أي جماعاتٍ متفرّقةً. وعنده أُثْبِيّة من الخيل وأَثَابيُ. قال حُمَيدٌ الأرقطُ:

  قد أغتَدي والصُّبْحُ محمَرُّ الطُّرَرْ ... بسُحُقِ المَيْعَةِ مَيّالِ العُذَرْ

  كأنّه يَوْمَ الرّهانِ المُحْتَضَرْ ... دونَ أثَابيَ منَ الخَيلِ زُمَرْ

  ضارٍ غَدَا يَنفُضُ صِئْبانَ المَطَرْ

  ومن المجاز: قولهم ما يعدِلُه عندي مالٌ مُثَبًّى ولا ولدٌ مربًّى؛ أي مجموعٌ مجعولٌ ثُبَاتٍ. وثَبّى اللهُ لك النِّعَم: ساقها إليك ثُبَاتٍ؛ قال الحارث بن ثَعْلَبَةَ الأزْديّ:

  أُثْني على اللهِ إمّا كنتُ في بَلَدٍ ... حسْنَ الثّنَاء بما ثَبّى ليَ النِّعَمَا

  وثَبّى على الرجل: أثْنى عليه ثناءً كثيراً كأنّما أورد عليه ثُبَاتٍ منه.

  ثجج - ثَجّ الماءَ والدّمَ يثُجُّهُ ثَجّاً، وسحابٌ ثَجّاجٌ، وثَجّ الماءُ بنفسه يَثِجّ بالكسر ثَجِيجاً. يقال: اكتَظّ الوادي بثَجيجِه؛ قال حُذافَة بن غانم:

  بَنَوْها دياراً رَحبَةً وسُقُوا بها ... سحاباً تَثُجّ الماءَ من ثَبَجِ البَحرِ

  وقال عبيد:

  حَلّتْ عَزَالِيَهُ الجَنُو ... بُ فثَجّ واهيَةً خُرُوقُهْ

  ومن المجاز: خطِيبٌ مِثَجٌ مِسَحٌ. وفلان غيثُه ثجّاج وبحرُه عَجّاج.

  ثجر - طعنوهم في الثُّغَر والثُّجَر. والثُّجْرَةُ وسط النّحْر. وتقول أخذ سُلافَةَ العَصِير وترك حُثالَةَ الثَّجِير؛ وهو الثُّفْل.

  ومن المجاز: أقاموا في ثُجْرةِ الوادي أي في وسطِه.

  ثجل - رجل أثْجَلُ عَثْجَلٌ، والثَّجَلُ عِظَمُ البطن واسترخاؤه. واطلبِيها لي خَمْصاءَ نَجْلاءَ لا خَوْصَاءَ ثَجْلاءَ.

  ومن المجاز: حُلّةٌ نَجْلاءُ ومَزَادَةٌ ثَجلاءُ: واسعة؛ قال أبو النّجم:

  تَمشي من الرِّدّةِ مشْيَ الحُفَّلِ ... مَشْيَ الرّوَايَا بالمَزَادِ الأثْجَلِ

  الرِّدّة، من قولهم شاةٌ مِرَدٌّ إذا أضرعتْ. وطَعَنّا أثْجَلَ الليل إذا سَرَوْا في وَسَطِه؛ قال العجّاج:

  وأطْعَنُ الأثْجَلَ بَعدَ الأثْجَلِ ... مِنْ حَوْمَةِ اللّيْلِ بهَادِي جَمَلي

  وقال أبو النّجْم:

  حتى إذا اللّيْلُ تَوَلّى أثْجَلُهْ

  ثجم - أَثْجَمَتِ السّماءُ ثمّ أَنْجَمَتْ أي أمطرَتْ بسرعة ثمّ أقلعتْ.

  ثخن - ثَخُنَ الشيءُ: كثُفَ وغَلُظَ، ثِخَناً وثَخَانَةً وثُخُونَة، وثُوبٌ ثَخِينٌ، وهذا ثوبٌ له ثُخْنٌ وبُصْر.

  ومن المجاز: أَثْخَنَتْه الجِرَاحات، وتركه مُثْخَناً وَقِيذاً، وأثْخَنَ في العدوّ: بالغ في قتلِهم وغلّظ. وأثْخَن في الأرض: أكثر القتل. وأثْخَن في الأمر: بالغ فيه. وأثْخَنتُه معرِفةً، ورَصَنْتُه معرفةً إذا قتَلتَه علْماً. وأثْخَنَه قولُه: بلَغَ منه. وامرأة مُثخَنَة: ضخمةٌ. واستَثْخَنَ مني الإعياءُ والمرض: غَلَبَاني. واستَثْخَن مني النّومُ: غلبني. وفلان