أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فيد

صفحة 486 - الجزء 1

  فهق - الحوض ملآن يفهَقُ. وأفهقَ الكأسَ وأدهقها. ومُنفهِقُ الوادي: متّسعه. وانفهقت العينُ والطعنة وغيرهما. ونزلنا بأرض تنفهق مياهاً عذاباً. وأتيتُ الحوض وهو ينفهق بالماء؛ وقال:

  وأطعن الطّعنة النّجلاء عن عُرُضٍ ... تنفي المَسابيرَ بالأزبادِ والفَهَقِ

  وعينٌ وطعنَةٌ وأرضٌ فَيهقٌ. وتقول: أقمنا ببَيْهق في دارٍ فَيْهق.

  فهم - تقول: من لم يؤتَ من سوء الفهْم أُتيَ من سوء الإفهام، وقلّ من أوتي أن يَفْهَمَ ويُفْهِم، ورجلٌ فَهِمٌ: سريع الفهم، ولا يتفاهمون ما يقولون. وتقول: من جزع من الاستبهام فزع إلى الاستفهام.

  فهه - رجلٌ فَهٌ وامرأةٌ فَهَّةٌ؛ قال:

  فلَم تُلْفِني فَهّاً ولم تلفِ حجّتي ... مُلجلجة أبغي لها من يُقيمُها

  وما سمعتُ منك فَهَّةً في الإسلام قبلها أي مرّة من الفهاهة أو كلمةً فهّةً أي ذات فَهاهة. وكانت مني فَهَّةً أي غفلةً. وخرجت لحاجة فأفَهَّني عنها فلان إذا نسَّاكها.

  فيأ - فاء إلى الله فَيْئةً حسَنةً إذا تاب ورجع. وفاء المُولي فَيْئةً وفِيئَةً: وطلّق امرأته وهو يملك فَيْئتها وفِيئتها أي رجعتها، وله على امرأته فَيئةٌ وفِيئةٌ. وهو سريع الغضب سريع الفَيئة والفِيئة. وفاء عليه الظّلّ وتفيَّأ؛ قال امرؤ القيس:

  تيَمّمتِ العينَ التي دون ضَارجٍ ... يَفيءُ عليها الظّلّ عَرْمَضُها طامي

  وتعالَ نقعدْ في الفَيْء، وفلان يتَّبع الأفياء؛ قال:

  لعمري لأنتَ البيتُ أُكرمُ أهلَهُ ... وأقعدُ في أفيائِه بالأصائِلِ

  وتقول: فلان لا يُقرَبُ من أفيائه ولا يُطمَع في أشيائه. وتفيَّأ بالشجرة: استظلّ بها. «ومَثَلُ المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيِّئُها الرّياح»؛ قال كعب بن زهير يصف الظليم:

  قَرِعُ القَذال يَطيرُ عن حَيزومه ... زَغَبٌ تُفَيّئُه الرّياحُ سَخيفُ

  وفيَّأتِ المرأة شَعرها: حرّكته خيلاءَ، وتفيّأتْ لزوجها: تكسّرت له وتميّلت غُنْجاً، ويقال للفاجرة: تتفيّئين لغير بعلك. وفلان يتفيَّأُ الأخبارَ ويستفيئها. وأفاء الله عليهم الغنائم، ونحن نستفيء المغانم؛ قال الحريث بن حَرَجةَ:

  فإنْ يكُ مال باد منّا فإنّنا ... نثمِّره ونَستَفيءُ المَغانِمَا

  وطاعَ لهم الفَيْءُ، وتقول: ما لَزِمَ الفَيْء إلّا حُرِمَ الفيْء.

  ومن المجاز: تفيَّأتُ بفيئك أي التجأتُ إليك.

  فيح - مكانٌ أفيحٌ ومهامهُ فِيحٌ.

  ومن المجاز: الحمَّى من فَيْح جهنّم أي ممّا فار من حرّها، من فاحت الشجة إذا فارت بالدّم الكثير. وطعنةٌ فيَّاحةٌ. ورجلٌ فَيَّاحٌ: فيّاض بالعطاء الواسع الكثير. ولو ملكتُ الدنيا لفيَّحتُها في يوم واحد أي لفرَّقتها بسعة وكثرة. وناقة فيّاحة: غزيرة؛ قال:

  ذاكَ أبي يا كرَماً وجُودا ... قد يمنَحُ الفيَّاحة الرَّفُودا

  يحسِبُها حالبُها صَعُودَا ... وهيَ تَبيتُ لا تَعَشَّى عُودا

  ومن قول مغاويرهم: فِيحي فَيَاحِ اي اتّسعي يا غارة وانتشري؛ قال:

  شددنا شدَّةً لا عيبَ فيها ... وقلنا بالضُّحى فيحي فَيَاحِ

  فيد - أفدتُ منه خيراً واستفدته؛ قال الشمّاخ:

  أفادَ سماحَةً وأفادَ حمداً ... فليسَ بجامِدٍ لَحِزٍ ضَنينِ

  وفادتْ له من عندنا فائدةٌ أي حصلت. وفلان يمشي على الأرض فَيَّاداً مَيَّاداً أي مختالاً مَيَّالاً. وما فاد حتى بلغ رزقه النّفاد أي ما مات؛ قال: