أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قلت

صفحة 519 - الجزء 1

  قالبُ حِملاقيه قد كاد يُجَنّ

  ورجلٌ قَلْبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قَلْبٌ وقَلْبَةٌ؛ قال أبو وجزة:

  قَلْبٌ عقيلةُ أقوامٍ ذوي حَسَبٍ ... ترمي المقانبُ عنها والأراجيلُ

  أي تذبُّ عنها لعزّة قومها. وأعرابيّ قَلْبٌ. وإنّه لمن قُلوب المهارَى إذا كان من سِرّها. وجئتك بهذا الأمر قَلْباً: مَحْضاً. وفي الحديث: «إن لكلّ شيء قَلْباً وقلب القرآن يس». وكان يحيَى بن زكرياء يأكل الجراد وقُلوبَ الشجر. وقطَع قَلْبَ النخلة وقُلبها: شحمتها وهي الجُمّار، وقطَع قِلَبَةَ النخل، وقَلَبتُ النخلةَ: نزعتُ قُلبَها. وفي يدها قُلْبُ فضَّةٍ: سوار شُبِّه بقُلب النخلة في بياضها. ويقال للحيّة البيضاء: قُلْبٌ.

  قلت - أقلته الله فقلَت. وأقلته السفر البعيد. وفيه قَلَتُ النّفْس؛ قال:

  مَظِنَّةٌ مِن قَلَتِ النّفُوسِ

  وامرأة مِقْلاتٌ: لا يحيا لها ولد، ونسوة مقاليتُ؛ قال:

  يظلّ مقاليتُ النساء يطأنَهُ ... يقلنَ ألا يُلقَى على المرء مِئزَرُ

  وتقول: لا تزال المِقلات، على المِقلاة. «وأبرد من ماء القَلْت والقِلات» وهي النقرة في الصّخرة.

  ومن المجاز: اجتمع الدسم في قَلْتِ الثريدة وهي أُنقوعَتُها. وغاض قَلْتُ عينه وهو وَقْبُها. وطعنه في قَلْتِ خاصرته وهو حُقّ الورِك؛ قال النابغة:

  شديد قِلاتِ الموقفينِ كأنّما ... به نَفَسٌ أو قد أراد ليزْفِرَا

  الموقِف: عَصَبة في جوف خرْمة الوَرِك فإن انفكّتْ عَرِجت الدابة ولم تبرأ أبداً. وضربه في قَلْت ركبته وهي عينها، وفي قَلْتيْ ترقوتيه. وكلّ هَزْمة في عضو فهي قَلْتٌ.

  قلح - رجل أقْلَح وقَلِحٌ. وقَلِحتْ أسنانُه، وأقلحَها الزّمانُ، وقلّحتُها: أزلتُ قَلَحها. وفي مثل: «عَوْدٌ يُقَلَّح في مُسِنٍّ يؤدَّب». ويقال للجُعَل: أقْلَحُ، لقَذَر فمه. تقول: فلان أقْلَح كأنّه أقلح.

  ومن المجاز: فلان مقَلَّح: مُجَرّب.

  قلد - قَلّدتُه السيفَ: ألقيتُ حِمالته في عنقه فتقلّده، ونجاد السّيف على مُقلَّده. وقلّد البُدْنَ. وفتح البابَ بالإقْليدِ وهو المفتاح؛ قال تُبَّعٌ حين حَجَّ:

  وأقمنا بهِ من الدّهر سَنْباً ... وجعَلنا لبابِه إقْليدَا

  واستوفَى قِلْدَهُ من الماء: شِرْبه. واستوفَوا أقلادهم. وأقمتُ إقْلِدي إذا سقى أرضَه بقِلده. وهم يتقالدون الماء: يتناوبونه.

  ومن المجاز: قُلِّد العملَ فتقلَّده. وأُلقيتْ إليه مقاليدُ الأمور. وضاقت عليه المقاليدُ إذا ضاقت عليه أموره. وأقلَدَ البحرُ على خَلقٍ كثير: أرْتَج عليهم وأطبق لما غرقوا فيه؛ قال أميّة:

  تُسَبِّحُه الحيتانُ والبحرُ زاخراً ... وما ضمّ من شيء وما هو مُقْلِدُ

  وأعطيتُه قِلْد أمري: فوّضتُه إليه، من قِلْدِ الماء؛ قال:

  وأعطتْه بالأقلادِ كلُّ قَبيلَةٍ ... ومدّتْ إليه بالرّكابِ الجحاجح

  وقُلّد فلانٌ قِلادة سوء: هُجيَ بما بقي عليه وسْمه. وقلَّده نعمة، وتقلّدها طوق الحمامة. ولي في أعناقهم قلائد: نِعَم راهنة، ونعمتُك قلادة في عنقي لا يفكها المَلَوان.

  قلس - قَلَسَ: قاءَ ملءَ الفم قَلْساً. وفي الحديث: «القَلْس حَدَث». والقَلَس محركاً: اسم ما يُقْلَس. وقلَست نفسه ولقِستْ: غَثَت. وتقول: قلستْ فقلستْ أي غثتْ فقاءت. وقلّستُه فتقلّس من القَلَنْسُوة. وجرّوا السفينةَ بالقَلْس والسّفين بالقُلُوس؛ أنشد ابن الأعرابيّ:

  في شَعْشَعانٍ كعمود القَلْس

  أي كالدَّقَل والدَّقِل. وقَلَّس المُقَلِّسون وهم الذين يلعبون في الأعياد بين يدي الأمراء بالسيوف والحراب ويضربون