أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جمل

صفحة 100 - الجزء 1

  {وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ}. وأُخرِجَ في جامعَةٍ وهي الغُلّ؛ وقال:

  كأيْدي الأسارَى أثْقَلَتْها الجَوامعُ

  ورأيتُهم أجمعين، وجاءوا بأجمعهم، وهو يَعمَل نهارَه أجمَعَ، ولَيلَتَه جَمْعاء، ورأيتُهنّ جُمَعَ. وهو جميعُ الرأي وجميعُ الأمر؛ قال ذو الرُّمّة:

  حَدَاها جَميعُ الأمر مجلَوِّذُ السُّرَى ... حُدَاءً إذا ما استَأنَسَتْه يَهُولُها

  يريد الحمار. وحيٌ جميعٌ. ورجل مجتمعٌ: استوت لحيتُه وبلغ غايةَ شَبابه. وكنتُ في جامع البَصْرَةِ. وجَمّعَ القوْمُ: شَهِدوا الجُمُعَةَ. وأدام الله جُمْعَةَ بينكما كما تقول أُلفةَ بينكما. وأجْمَعُوا الأمرَ وأجْمَعُوا عليه. وفلانةُ بجُمْعٍ أي عذراء. وضربه بجُمْع كفّه. واستَجمَعَ لفلان أمرُه.

  واستَجمَعَ السّيلُ. واستجمَعَ الفرسُ جَرْياً؛ قال يصف السراب:

  ومُستَجمِع جَرْياً ولَيسَ ببارِحٍ ... تُباريهِ في ضاحي المِتانِ سَوَاعِدُهْ

  أي مجاريه. واستجمع الوادي إذا لم يَبقَ منه موضعٌ إلّا سال. وعن بعض العربِ: الرُّمَةُ وفَلْجٌ لا يَسْتَجمِعان إنّما يَسيلان في نواحيهما وأضواجِهما. واستَجْمَعَ القومُ: ذهبوا كلّهم. وجمعوا لبني فلان إذا حشَدوا لقتالهم {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}. وأجْمَعَتِ القِدْرُ غَلْياً؛ قال امرؤ القيس:

  ونَحُشُّ تحتَ القِدْرِ نُوقِدُهَا ... بِغَضَا الغَرِيفِ فأجْمَعَتْ تَغْلي

  ومن الكناية: فلانة قد جَمَعَتِ الثيابَ أي كَبِرَتْ، لأنّها تلبَس الدّرْعَ والخِمارَ والمِلْحَفَةَ.

  ومن المجاز: أمر بني فلان بجُمْعٍ أي مكتوم، استعير من قولهم: فلانة بجُمْعٍ، يقال: أمركم بجُمْعٍ فلا تُفْشُوه.

  جمل - فلان يعامل الناس بالجميل. وجامَلَ صاحبَه مجامَلَةً، وعليك بالمداراة والمجاملة مع الناس. وتقول: إذا لم يجمِّلْك مالُك لم يُجْدِ عليك جَمالُك. وأجْمَلَ في الطّلب إذا لم يَحْرِصْ. وإذا أُصِبْتَ بنائِبَةٍ فتَجَمّلْ أي تَصَبّر. وجَمَالَكَ يا هذا؛ قال أبو ذُؤيْب:

  جَمَالَكَ أيّها القَلبُ القَرِيحُ

  أي صبرَك. وأجْمَلَ الحسابَ والكلامَ ثمّ فصّله وبيّنه. وتعلّمَ حسابَ الجُمَّل. وأخذ الشيءَ جُمْلَةً. وجَمَلَ الشحمَ: أذابَه. واجْتَمَلَ وتجمّل: أكل الجَميلَ وهو الوَدَكُ. واجْتَمَلَ إذا اسْتَوْكَفَ إهالَةَ الشحم على الخبز وهو يعيده إلى النار. وقالت أعرابيّة لبنتها: تجمّلي وتعفّفي أي كلي الجميل واشرَبي العُفافَةَ أي بقيّة اللبن في الضرع. وتقول: خذ الجَميلَ وأعطِني الجُمالةَ وهي الصُّهارَةُ. واسْتَجْمَلَ البَعيرُ: صار جملاً، ولا يسمّى جملاً إلّا إذا بَزَل، وناقَةٌ جُمَالِيّةٌ: في خَلْقِ الجمل، ألا ترى إلى قوله: كأنّها جَمَلٌ وَهْمٌ ضَخْمٌ. ورجلٌ جُمَاليٌ: عظيم الخَلْقِ ضخم.

  ومن المجاز: اتخذ الليلَ جَمَلاً.

  جمم - عدد جَمٌ، وأحبُّك حبّاً جَمّاً، وجاءوا جمّاً غفيراً، والجَمّاءَ الغفيرَ. وجَمّ المالُ وماءُ البئر جُمُوماً، وجَمّتِ الرّكِيّةُ: اجتمع ماؤها. واسْتَقِ من جَمّةِ البئر، ومَجمّها، ومُستَجَمّها وهي مجتمع مائِها، وهذه بئر واسعة المَجَمّ. وأعطاه جُمَامَ وجَمَامَ وجِمَامَ المَكّوكِ وجُمَامَ وجَمامَ وجِمَامَ القدَحِ بالثلاث. وقال يعقوب: لا يكون الضمّ إلّا في المكيال وحده. ووردتُ الماء زُرْقاً جِمامُه، جمع جَمّة. والفرس في جَمَامِه، بالفتح لا غير، وجمّ الفرسُ وأجمّه صاحبُه. وأجمّ لسانَه من الكلام، وإناءٌ جَمّان. وحلَقَ جُمّتَهُ. وجَمّمَتِ الجاريَةُ ولمّمَتْ: صارت لها جُمّةٌ ولِمّةٌ، وجاريةٌ مُجَمِّمَةٌ ومُلَمِّمَةٌ. وجَمّمْتُ المكيالَ: ملأتُه. وبئرٌ جَمُومٌ: كثيرة الماء. ورعَتِ الماشيةُ الجَميمَ وهو ما غطّى الأرضَ من النّبات. وثورٌ أَجَمُ: لا قَرْن له، وشاةٌ جَمّاءُ. وجَمْجَمَ في صدره شيئاً: أخفاه. والتقَوْا يضربون الجَماجِمَ.

  ومن المجاز: فرسٌ جَمُومُ الشدّ؛ قال النّمِرُ بن تَوْلَب يصف فرَساً: