أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

طبخ

صفحة 383 - الجزء 1

  وأنا أُطابّ هذا الأمرَ منذ حين كي أبلغه. وامتدّتْ طِبَبُ الشّمسِ وطِبابُها: حبالها. وأخذنا في طِبّةٍ من الأرض وهي قطعة مستطيلة دقيقة كثيرة النّبات، ومشينا في طِبابَةٍ من الأرض وطريدةٍ، وله طِبابة حسنة وهي ديار متساطرة، وفلان في تلك الطِّبّة وهي النّاحية. وإنّك لتلقَى فلاناً على طِبَبٍ مختلفة: على ألوان.

  طبخ - طَبخَ اللّحمَ والمرقَ، وخبزةٌ جيّدة الطبخ، وآجرّة جيّدة الطبخ، ويقال: أتطبُخون وأتطبَخون قديراً أم مليلاً، واطّبخ واشتوى لنفسه، وهذا مُطَّبَخهم ومشتواهم، وما أطيبَ طبيخَهم، وهو يشربُ الطبيخَ المنصَّف، وطبخ الصّبّاغ البَقَّمَ وغيره، وأخذ طُباخة البَقَّم فصبغ بها وطرح سائرها وهي اسم ما يُحتاج إليه ممّا يُطبخ كالصُّهارة والعُصارة. وتَطبّخ الرجل: أكل البِطِّيخ، وأكل الطَّبِيخَ: لغة أهل المدينة.

  ومن المجاز: طبَخَتْهم الهواجر، وخرجوا في طَبيخة الحرّ وطبائخه وهي سمائمه وقت الهجير. وطبَخه الجُدَريّ والحَصْبة؛ قال:

  طبيخُ نُحازٍ أو طَبيخُ أَمِيهَةٍ ... صغيرُ العظام سيءُ القِشْم أملطُ

  ومنه: الحُمّى الطابخُ: الصّالب. وما به طُباخٌ وطَباخٌ: قوّة. وما في كلامه طُباخ وطَباخ: فائدة، وأصله اللّحم الأعجف الذي ما فيه جدوى لطابخه. وهو أبيض المطبخ، وهم بِيضُ المطابخ؛ وقال:

  أمّا الملوكُ فأنت اليوْم ألأمُهم ... لؤماً وأبيضُهم سربالَ طَبّاخِ

  طبع - طَبَعَ السّيفَ والدرهمَ: ضربه. وهو طَبّاعٌ حسن الطِّباعة، وطبعَ الكتابَ وعلى الكتاب: ضرب عليه الخاتم، ورأيت الطّابَعَ في يد الطّابِعِ. وطَبِعَ السّيفُ: ركبه الصدأ الكثير، وسيفٌ طَبِعٌ. وطَبّعَ الإناءَ: أتْأقه. وتَطبّع النّهرُ حتى إنّه ليندفقُ. ورأيتُ طِبْعاً وأطباعاً تجري. وعن بعض العرب في وصف امرأة: جَنّاءةُ ثمارِها طَفّارَةُ أطباعها؛ وهي الأنهار المملوءة. وناقة مُطبَّعة: سمينة أو مُثقلة.

  ومن المجاز: طَبَعَ الله على قلب الكافر. وإنّ فلاناً لطَمِعٌ طَبِعٌ: دنِس الأخلاق، «ورُبّ طَمَع يَهدي إلى طَبَع». وقال المغيرة بن حَبْناء:

  وأمُّكَ حِينَ تُنسَب أمُّ صِدْقٍ ... ولكنّ ابنَها طَبِعٌ سَخيفُ

  وهو مطبوعٌ على الكرم، وقد طُبِعَ على الأخلاق المحمودة، وهو كريم الطَّبْعِ والطَّبيعة والطِّباع والطَّبائع. وهو متطبّع بكذا. وهذا كلام عليه طبائع الفصاحة.

  طبق - «وافقَ شَنٌ طبقه»: غِطاءه. ووضع الطّبَقَ على الحُبّ وهو قناعه، وأطبقتُ الحُبّ والحُقّة ونحوهما، وأطبقتُ الرّحى إذا وضعتَ الطّبَق الأعلى على الأسفل. وطابَقَ الغطاءُ الإناءَ، وانطبق عليه وتطبّق. ويقال: لو تطبّقتِ السماءُ على الأرض ما فعلتُ. والسمواتُ طِباقٌ: طبَقة فوق طَبَقةٍ أو طَبَقٌ فوق طَبَقٍ. وطبّقَ العُنقَ: أصاب المفصل فأبانها. وسيفٌ مطبِّق. وحقيقة التطبيق: إصابة الطّبَق وهو مَوصِلُ ما بين العظمين.

  ومن المجاز: مطرٌ طَبَقُ الأرض. وجرادٌ طَبَقُ البلاد: قد غطّاها وجَلّلها بكثرته، وطَبّقَ الأرضَ، ومطرٌ وجرادٌ مطبِّق: عامّ. وهذه بنتُ طَبَقٍ وإحدى بناتِ طَبَقٍ. وفي مثل: «إحدى بناتِ طَبَق شرُّكِ على رأسكِ» وهي الداهية وأصلها الحيّة لأنّها تُشبه الطبَق إذا استدارت أو لأن الحوّاء يمسكها تحت طبق السَّفَط أو لإطباقها على الملسوع. و {لَتَرْكَبُنَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}: منزلةً بعد منزلة وحالاً بعد حال. وبات يرعَى طَبَقَ النّجوم: حالها في مسيرها؛ قال الرّاعي:

  إذا أمستْ تَكالأَ راعِياها ... مخافةَ جارها طَبَقَ النّجوم

  وليس هذا بطِبْقٍ لذا أي بمطابق له. ومضى من اللّيل طَبَقٌ. وأقمتُ عنده طَبَقاً من النّهار وطَبَقَةً: طائفة. ومضى طَبَقٌ بعد طَبَقٍ: عالَم من النّاس بعد عالم؛ قال العبّاس:

  تُنقَّل من صالبٍ إلى رحِمٍ ... إذا مضَى عالَمٌ بدا طَبَقُ