أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جبت

صفحة 81 - الجزء 1

  واندَسّ في جُبّته كما يندسّ الثعلبُ⁣(⁣١) في جُبّتِه. وضُرِبت على بابه الجباجِبُ أي الطّبول، جمع جُبْجُبَةٍ، بالضمّ، وهي في الأصل زُبُلٌ لِطَافٌ من جلود. ويقال للكُرُوش الجَبَاجِب، جمع جَبْجَبَةٍ، بالفتح. يقال: تجبجَبوا أي اتخذوا جَبَاجِبَ، والتَقَينا بالجَباجِب، وهي علَم لمنْحَرِ مِنًى، لأنّ الكُرُوش تُلقى فيها. وامرأة جَبّاء: صغيرة الثديين، استعارة من النّاقة الجَبّاء. ومنه حديث الأشتر: أنّه قال لعلي، ¥، صبيحة بنائِه بالنّهْشَلِيّة «كيف وجد أمير المؤمنين أهلَه؟ فقال: كالخير من امرأةٍ قَبّاء جَبّاء». وجَبّتْ فلانة النساءَ حُسْناً: بَذّتْهُنّ حتى قطعتهنّ عن المفاخرة، يقال: جابّتْهنّ فجَبّتْهنّ، وجابّه في القِرَى فجبّه، إذا كان أحسن قِرًى منه، وقد تجابُّوا.

  جبت - هو شرّ من أصحاب السَّبْت ومن المؤمنين بالجِبْت.

  جبذ - تقول: جَبَذَه ثمّ نَبَذَه.

  جبر - جَبَرَ المُجَبِّرُ يدَه فجَبَرَتْ؛ قال العجّاج:

  قد جَبَرَ الدِّينَ الإلَهُ فجَبَرْ

  ومسح على الجَبائِر ولبسَ الجبائرَ، وهي الأَسْوِرَة، وقيل الدّماليج، والواحدة فيهما جِبَارَة وجَبِيرة. وذهب دمه جُبَاراً، و «جَرْحُ العَجْماء جُبَارٌ». وهو جَبّار من الجبابرة، وقد تجبّر، وويل لجبّار الأرض من جبّار السماء. وفيه جَبَرِيّة، وقوم جَبْرِيّة، وفيهم جِبْرِيّة. وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع الملك.

  وفي الحديث: «دَعُوها فإنّها جَبّارَة». وما كانت نُبُوّةٌ إلّا تَناسخها مُلْكُ جَبَرِيّةٍ أي إلّا تجبّرَ الملوكُ بعدها.

  ومن المجاز: نخلةٌ جَبّارة: طويلة تَفُوتُ اليدَ، وهي دون السَّحُوقِ. وناقة جَبّارٌ: عظيمة، بغير تاء. وقد فسّر قوله تعالى: {قَوْماً جَبَّارِينَ} بعِظامِ الأجرام. وقلب جَبّار: لا يقبل موعظة. وطلع الجبّار أي الجوزاء لأنّها في صورة ملك متوّج على كرسي. وقلبي إلى جابرِ بن حَبّة وهو الخبز؛ قال:

  فلا تَلُوميني ولُومي جابِرَا ... فجابرٌ كلّفَني الهوَاجِرَا

  وجبَرَ اللهُ يُتْمَه، وجبرتُ الفقيرَ: أغنيته، شبّه فقره بانكسار عظْمه. وفي الدعاء: اللهمّ اجبُرْنا. وجبرتُ فلاناً فاجتَبَر أي نَعَشْتُه فانتَعَش؛ قال:

  مَنْ عَالَ مِنّا بعدَها فلا اجتَبَرْ

  واستَجبرتُه إذا بالغتَ في تَعهّده، وفلان جابرٌ لي مستجبر؛ وقال الراعي:

  أعَبدُ بنَ حارٍ للدّموعِ البَوَادِرِ ... وللجَدّ أمسى عظْمُه في الجَبَائِرِ

  أي عَثَرَ فتكسّر حتى احتاج إلى المجبِّر، وهو من المجاز الحسن.

  جبس - فلان جِبْسٌ من الأجْبَاسِ، وهو الدنيء الجبان؛ قال:

  ماضٍ إذا الأجباسُ بعد الكَرَى ... تَناكَحَتْ أزواجُ أحلامِها

  جبل - جَبَله الله على الكَرَم: خلقَه، وهو مَجْبُولٌ عليه. وأجَنّ اللهُ جِبالَه أي قبر خَلْقَه من الجَنَنِ. وجِبِلّةُ فلان على كذا، وهو من الجِبِلّةِ الأوّلين {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً}. وأجْبَل القوْمُ وتجبّلوا: صاروا في الجِبال.

  ومن المجاز: امرأة جَبِلَةٌ وجَبْلَةٌ: عظيمة الخَلْق. وناقة جَبِلَةُ السّنام: تَامِكَتُه. ورجل جَبِلُ الوجه، وجَبِلُ الرّأسِ: غليظُهما. وسيفٌ جَبِلٌ ومِجْبالٌ: لم يُرَقَّق؛ قال:

  صَافي الحَديدَةِ لا نَابٍ ولا جَبِلُ

  وامرأة مِجْبَال: غليظة الخَلْقِ. ويقال للثوب المحكم: إنّه لجيّد الجِبِلّة. وأجْبَل الحافرُ: بلَغَ الصّلابةَ وإن لم تكن جَبَلاً. وأجْبَلَ الشاعرُ: أُفْحِم. وسألناهم فأجْبَلُوا إذا لم يُنَوِّلُوا؛ قال الكميت:

  فَبَانَ وأبْقَى لنا من بَنِيهِ ... لهَامِيمَ سادوا ولم يُجْبِلُوا

  وطلبَ حاجة فأجبل أي أخفق. وأجْبَل القومُ لم يَنْفُذ حَديدُهم.


(١) الثعلب: ما دخل من الرمح في السنان.