أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رضب

صفحة 234 - الجزء 1

  منك؛ وقال كثيّر:

  سأجزيهِ بها رَصَداتِ شُكْرٍ ... على عُدَوَاءِ دارِي واجتنابي

  وهي المرّاتُ من الرّصَدِ الذي هو مصدر رَصَدَه بالمكافأة، ويجوز أن يكون جمع الرَّصْدة وهي المطرة.

  رصص - بنيانٌ مرصوص ومرصَّص. وقد ارتصّتِ الجنادلُ وترصّصتْ. وفي أسنانه رَصَصٌ. ورجلٌ أرَصُ وامرأة رَصّاءُ. وتراصُّوا في الصلاة وارتصُّوا. ورصّتِ الدّجاجَةُ والنّعامةُ بَيْضَها: سوّته بمنقارها ورجليها لتقعد عليه. وبَيْضٌ رَصِيصٌ؛ قال امرؤ القيس:

  على نِقْنِقٍ هَيْقٍ لهُ ولعُرْسِه ... بمنعرج الوَعساء بَيْضٌ رَصِيصُ

  وامرأة رَصّاء الفخذين: خلاف بدّاء. ورُصّت على القبر الرّصائص: رُكمتْ عليه الحجارة، جمع رَصّاصَةٍ.

  ومن المجاز: إن فلاناً لَرَصّاصَةٌ إذا كان بخيلاً يشبَّه بالحجر أو بهذا الجوهر كما قيل: رجُل فِلِزٌّ.

  رصع - رَصّعَ التّاجَ: حلّاه بكواكب الحلية. وما أملح حليةَ سيفك وسرجك ورصائعها وهي حلق الحلى المستديرة، الواحدة رَصِيعة. ورَصيعة اللّجام: العقدة التي عند المُعَذَّرِ كأنّها فَلْسٌ. ورصيعة المصحف: زِرُّه. ورصّعتُ السّير: عقدتُ فيه عُقَداً مثلّثة. ورصّع الطائر عشّه بالقضبان والريش: قارب بعضه من بعض ونسجه. وأسنانه مرتَصِعة: مرتصّة. وتراصعَ العصفوران: تسافدا. وراصع الطائر أنثاه.

  رصف - رَصَفَ الحجارةَ ورصّفها. وجرى الماء على الرَّصَفِ والرِّصافِ وهي الصّخر المرصوف؛ قال العجّاج:

  مِنْ رَصَفٍ نازَعَ سَيلاً رَصَفَا

  وتراصفوا في الصلاة وفي القتال. وتقول: تراصفوا ثمّ تقاصفوا. وشدّ فُوقَ سهمه وأصل نصله بالرِّصاف وهو ما يُرصف به من العَقَب وهو الرَّصَافة والرَّصْفة. ورَصَفَ إحدى قدميه إلى الأخرى: ضمّها. وتراصفت أسنانه تراصفاً وهو تنضُّدها. واصطكّت رصَفتاهما وهما عيْنا الركبتين.

  ومن المجاز: امرأة رَصُوفٌ: ضيقة الهَنِ. ورجل رصيف: محكم العمل، وقد رَصُف رَصافة. ويقال: أجاب بجوابٍ مترَّصٍ حصيف بيّنٍ رصيف ليس بسخيف ولا خفيف. وهذا أمر لا يرصُف بك. وهو راصف بفلان: لائق به.

  رصن - رَصُنَ البناء وغيره رَصانة فهو رصين، ورُصِن فهو مرصون، وأُرْصِنَ فهو مُرْصَنٌ. وتقول: هذه درع رصينة حصينة.

  ومن المجاز: له رأي رصين، وكلام متين رصين. وهو رصين الرأي. وسمعتهم يقولون: رَصِّنْ لي هذا الخبر بمعنى حقِّقْه. وإذا عملت عملاً فأرصنه وأتقنه.

  رضب - ترضّبَ المرأةَ: ترشّف رضابها، وبات يَرضُبُ ريقَها.

  رضح - رَضَحَ رأسَ الحيّةِ ورضَحَه، ورَضَحَ النّوى ورضخه. وهم يتراضحون ويتراضخون بالنُّشَّاب: يترامون به. ورأيتهم يترضّحون الخبز ويترضّخونه: يكسرونه ويأكلونه. وأما رضختُ لهم من مالي رَضْخَةً، وأمَرَ لهم برَضْخٍ، والمساكينُ يُرْضَخُ لهم، وعندي رَضْخٌ من خبز، ووقعت رَضْخَةٌ من مطر ورِضاخٌ منه فبالخاء، ومنه فلان يَرْتَضِخُ لُكنَةً أعجميّةً إذا لم يخلُ من شيء منها.

  رضض - ضربه فرضّ عظامه: دقّها. وكان في الكعبة رُضَاضُ الألواح. وطار فُضَاضاً ورُضَاضاً. وكثر عنده الرَّضّ والرَّضِيض وهو التمر اليابس يُرَضّ ويُلقى في الحليب؛ قال:

  جاريَةٌ شَبّتْ شَباباً غَضّا ... تُغْبَقُ مَحضاً وتُغَدّى رَضّا

  وشرب المُرِضّةَ والمِرَضّةَ وهي الرَّثيئة؛ قال ابن أحمر:

  إذا شرِبَ المُرِضّةَ قال أوْكي ... على ما في سقائِك قد رَوِينَا

  من أرَضّ بالأرْض: أربّ بها فلم يبرح لأنّها تُثقل شاربها فتُربضه، وُصفت بفعل شاربها مجازاً، وأمّا المِرَضّةُ، بالكسر، فلأنّها ترضّه إلى الأرض أي تكسره إليها وتُميله أو تُفتّر عظامه وتكسّرها. والماء يجري على الرَّضراض وهو الحصى الصغار. والحصى يترضرض عن أخفافهنّ. وامرأة رضراضة من السِّمَن. وكَفَلٌ رَضْرَاضٌ.