أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حوت

صفحة 146 - الجزء 1

  ومن المجاز: هو يحنو عليّ حنوّ الأب البرّ، ويتحنّى عليّ، وحَنَتِ المرأة على ولَدِها حنوّاً إذا لم تتزوّج بعد أبيه، وهذه أُمٌ حَانِيَةٌ. وطوى عليه أحْنَاءَ صَدره. وهو أعرف بأثناء الأمور وأحنائِها. وهو يتقلّب بين أحناء الحقّ ويتحَرّى أنحاء الصدق؛ قال الكميت:

  وآلُوا الأُمُورَ وأحناءها ... فلم يُبْهِلُوها ولم يهملوا

  من الإيَالَة. وضربت حَنْوَ عينه أي حِجَاجَها.

  حوب - فيه حَوْبٌ كبير، واللهمّ اغفرْ لي حَوْبَتي. وهو يَتَحَوّب من القبيح: يتحرّج منه. وحرس الله حَوبَاك. وفعلت كذا لحَوْبَةِ فلان أي لحرمته وحقّه وما يأثم الرجلُ إن لم يُرَاعِه؛ قال الفرزدق:

  فهَبْ لي خُنَيْساً واتّخِذْ فيه مِنّةً ... لحَوْبَة أمٍّ ما يَسُوغُ شرابُهَا

  حوت - آكَلُ من حُوتٍ، وهو حُوتيّ الالتقام، وتقول: التقمه الحُوت وأكله الحَيّوت؛ وهو ذكر الحَيّات.

  ومن المجاز: حَاوَتَني فلان عن كذا إذا خادعك عنه وراوغك. وظلّ فلان يحَاوِتُني بخدعه، ومعناه يُدَاوِرُني فعلَ الحوت في الماء؛ قال:

  ظَلّتْ تُحاوِتُني رَبْداءُ داهيَةٌ ... يوْمَ الثَّوِيّةٍ عن أهلي وعن مالي

  حوج - ليس لي عنده حَوْجاءُ ولا لَوْجاء. وهذه حاجتي أي ما أحتاج إليه وأطلبه، وخذ حاجتك من الطعام. وفي نفسي حاجات، وإن كانت لك في نفسك حاجة فاقضها، وانْجُ إلى مَنْجَاك من الأرض. وأُحْوِجْتُ إلى كذا، وأَحْوَجَني إليكم زمان السوء، ولا أَحوجني الله إلى فلان. وخرج فلان يَتَحَوّج: يتطلّب ما يحتاج إليه من معيشته.

  حوذ - حاذ الإبلَ إلى الماء يَحُوذُها: ساقها، وحَادٍ أحوَذيٌ. وبعير ضخم الحَاذَيْنِ وهما موقعا الذنب من الفخذين. وزَلّ عن حَالِ الفرس وحاذِه وهو موضع اللبد. واستحوذ عليه: غلبه.

  ومن المجاز: رجل خفيف الحَاذِ، كما يقال: خفيف الظهر، استعير من حاذ الفرس. وكذلك خفيف الحال مستعار من حاله؛ قال:

  خَفيف الحاذِ نَسّالُ الفَيافي ... وعبدٌ للصّحابَةِ غيرُ عَبدِ

  ورجل أحْوَذِيٌ: يَسوق الأمور أحسن مَسَاق لعلمه بها.

  حور - في عينها حَوَرٌ، واحوَرّتْ عينها؛ وقال ذو الرُّمّة:

  إذا شَفّ عن أجيادِها كُلّ مُلْجم ... من القَزّ واحْوَرّتْ إليكَ المَحَاجِرُ

  أي ابيضّت، وجفنة مُحْوَرّة مُبْيَضّة بالسّدِيفِ؛ قال:

  يا وَرْد إنّي سأموتُ مَرّه ... فمن حَليفُ الجفنَةِ المحوَرّه

  ودقيقٌ وخبزٌ حُوّارَى؛ قال النمر:

  لها ما تَشتَهي عَسَلٌ مُصَفًّى ... وإن شاءتْ فَحُوّارَى بسَمْنِ

  وامرأة حَوَارِيّة، ونساء حواريات: بيض؛ قال الأخطل:

  حواريّة لا يدخل الذّمُّ بيتَها ... مُطَهَّرَة يأوي إليها مُطَهَّرُ

  وقال آخر:

  فقُل للحواريّاتِ يَبْكِينَ غَيرَنا ... ولا يَبكِنا إلّا الكلابُ النّوَابحُ

  و «أعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ». والباطل في حُورٍ، وهما النقصان، كالهَوْنِ والهُونِ، والضَّعف والضُّعف. وحاورتُه: راجعته الكلام، وهو حسن الحِوَارِ، وكلّمتُه فما ردّ عليّ مَحُورَةً، وما أحارَ جَوَاباً أي ما رجع؛ قال الأخطل:

  هَلّا رَبَعْتَ فتَسألَ الأطْلالا ... ولقَد سألتُ فَما أحَرْنَ سُؤالا

  وأحار البعير بجِرّتِه؛ قال:

  وهنّ بروك لا يُحِرْنَ بجِرّةٍ ... لهنّ بمبيَضّ اللُّغَامِ صَرِيفُ

  وحوّر القرصَ: دوّرَه بالمِحْوَرِ. ونزلنا في حارة بني فلان وهي مستدار من فضاء، وبالطائف حَارَاتٌ: منها حارة بني عوف، وحارة الصَّقْلة؛ وهو: