أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رقش

صفحة 245 - الجزء 1

  وارقدَّ في سيره: أسرع؛ قال ذو الرّمّة:

  يَرْقدُّ في ظلّ عَرّاصٍ ويطردُه ... حفيفُ نافجَةٍ عُثنونها حَصِبُ

  وهذه رحى رقديّة منسوبة إلى جبل كما تُنسب الأرحاء في خوارزم إلى بلد؛ قال ذو الرّمّة:

  تفضّ الحصَا عن مجمراتِ وقيعَةٍ ... كأرْحاء رَقْدٍ زَلَّمتها المَنَاقِرُ

  وعندي راقود خلّ وهو نحو الإردبة يُسيَّع داخله بقار.

  ومن المجاز: امرأة نؤوم الضُّحى، ورقود الضُّحى: للمتنعمة. ورقد عن ضيفه إذا لم يتعهّده؛ قال:

  شَتومٌ لشَيخيْهِ سَرُوقٌ لجارِهِ ... وعن ضَيفِه سُخنُ الفرَاشِ رَقُودُ

  وأرقدتُ بالبلد: أقمتُ فيه. وأصابتنا رَقدة من حرّ وهي أن تدوم نصف شهر أو أقلّ. وَرَقَدَ الثوبُ مثل نام الثوبُ إذا لم يكن فيه مُستَمتَعٌ.

  رقش - رقَّشه وترقَّشه ونقَّشه؛ قال المرقّش:

  والدّارُ قَفْرٌ والرّسومُ كمَا ... رَقَّشَ في ظَهرِ الأديمِ قَلَمْ

  وحيّة رقشاء، وحيّات رُقْش. وهو يترقّش للنّاس: يتزيّن لهم. والمرأة تترقّش وتتقيّن إذا تنمّصتْ وتزيّنَتْ. وهدرتْ رقشاء البعير: شقشقته. وانظر إليه كيف يَرتَقِش أي يظهر حسنه وزينته.

  ومن المجاز: رقَّشَ فلان إذا نمَّ لأن النَّمّام يزين كلامه ويزخرفه؛ قال رؤبة:

  عاذلَ قد أُولعْتِ بالتّرْقيشِ

  كما قيل له: واش ونمّام لأنّه يَشِيه وينمنمه.

  رقص - رَقَصَ المخنَّثُ والصّوفيّ رقْصاً، وهذه مَرقَصة الصّوفيّة. وأرقصتِ المرأة ولدها ورقَّصته، وقالت في ترقيصه كذا.

  ومن المجاز: رَقَصَ البعيرُ رَقَصاً ورَقَصاناً: خَبَّ، وأرقصه صاحبُه، وأرقصوا في سيرهم. وترقَّصوا: ارتفعوا وانخفضوا. وقرأ ابن الزّبير (وَلأَرْقَصُوا خِلالَكُمْ).

  وأتيته حين رقَص السّرابُ: اضطرب؛ قال لبيد:

  حتى إذا رَقصَ اللّوامعُ بالضُّحَى ... واجتابَ أرديَةَ السّرَابِ إكامُها

  والنبيذ إذا جاش رَقَص؛ قال حسّان:

  بزُجاجَةٍ رَقَصَتْ بما في قَعرِها ... رَقَصَ القلوص براكبٍ مُستعجلِ

  والحمار يرقُص إذا لاعب أُتُنه. وفلاة مُرقصة: تحمل سالكيها على الإسراع. وفلان يرقُص في كلامه: يسرع. وله رَقَصٌ في القول: عجلة. ولقد سمعتُ رَقَصَ النّاسِ علينا أي سوء كلامهم؛ قال أبو وجزة:

  فَما أرَدْنا بها مِنْ خُلّةٍ بَدَلاً ... وَلا بها رَقَصُ الوَاشِينَ يستمعُ

  وهو يرقُص فؤادُه بين جناحيه من الفزع. ورقَصَ الطعام وارتقص: غلا سعره، وقد غُلِّط راويه بالقاف. وقيل: قد صَحّ بالفاء من الرُّفْصَةِ وهي النّوبة.

  رقط - هو أرقط بيّن الرُّقْطَةِ والرَّقَط وهو نُقَط صغار من سواد وبياض أو من حمرة وصفرة تكون في الشّاء والدّجاج والحيّات. وقد رقط رقطاً وارقطَّ.

  ومن المجاز: رقَّطتَ على ثوبي ونقَّطتَه إذا رشّش عليك فصارت فيه نُقط من الماء. وكان عبيدُ الله بن زياد أرقطَ شديدَ الرُّقْطَة فاحشَها كانت في جسده لُمَعٌ كالخِيلان وأكبر منها. وبعير أرقط إذا أخذه عَرٌّ كالقُوَباء.

  رقع - الصاحب كالرُّقعة في الثّوب فاطلبه مشاكلاً. وثوبٌ فيه رُقَعٌ ورِقاع، وثوبٌ مرقوع ومُرَقَّع في مواضع، وارقَعْ ثوبك، واسترقَعَ: طلب أن يُرقَعَ.

  ومن المجاز: رَقَعَه بسهم: أصابه به؛ قال الشمّاخ:

  تَزَاوَرُ عن ماء الأساوِدِ أنْ رَأتْ ... بهِ رامياً يَعتامُ رَقْعَ الخَوَاصِرِ

  وأصاب رُقعة الغرَض وهي قرطاسه. ورقَعتُه بقولي فهو مرقوع إذا رميتَه بلسانك وهجوته. ولأرقعنّه رَقْعاً رصيناً. ورأى فيه مُتَرَقَّعاً: موضعاً للشتم؛ قال: