أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شبث

صفحة 319 - الجزء 1

  وهو كقولهم: أوقد بالنّميمة ناراً؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  ليسَ كالعَهدِ إذْ علِمتُ ولكِنْ ... أوْقَدَ النّاسُ بالنّميمَةِ نَارَا

  وشَبّ الخِمارُ وجهها، وهو شَبوبٌ لوجهها. والجوهر يَشُبّ بعضه بعضاً. و «لبس رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم مِدْرعةً سوداء فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما أحسنها عليك يَشُبّ سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها». أي يرفعه ويزيده. ورجل مشبوب: حسن الوجه؛ قال العجّاج:

  ومِنْ قُرَيشٍ كلّ مَشبوبٍ أغرّ

  وطلعتِ المشبوبتان أي الزُّهَرَتانِ وهما الزُّهَرة والمشتري لحسنهما وإشراقهما؛ وقال الشمّاخ:

  وعَنْسٍ كألْواحِ الإرَانِ نَسأتُها ... إذا قيلَ للمَشبُوبَتَينِ هُما هُما

  وشبّ له كذا وأُشِبّ: رُفع وأُتيح؛ قال يصف امرأة مذؤوبة:

  أُشِبَ لها القِلَّوْبُ من بطن قَرْقَرَى ... وقد يجلُبُ الشّيْءَ البَعيدَ الجَوالِبُ

  ولقيتُه في شَباب النّهار، وقدِم في شباب الشّهر؛ وقال مُليح الهذليّ يصف ظعائنَ:

  مَكَثنَ على حاجاتهِنّ وقَدْ مَضَى ... شَبابُ الضُّحى والعِيسُ ما تتبَرّحُ

  وقصيدة حسنة الشّباب وهو التشبيب؛ قال كثير:

  إذا شَبّبْتُ في غَيرِ ابنِ لَيْلى ... عَرُوضَ قَصِيدَةٍ بَغُضَ الشّبابُ

  وكان جرير أرقّ النّاس شَباباً. وكان أبو الحسن الأخفش يقول: الشّباب قطيعة لجريرٍ دون الشعراء، وشَبّبَ قصيدته بفلانة؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  فبتِلْكَ أهذي ما حَييتُ صَبابَةً ... وبها الحَياةَ أُشَبّبُ الأشْعَارَا

  وأشَبّ اللهُ تعالى قَرْنَك. وأشَبّ فلان بنينَ إذا شَبّ بنوه. وهو مشبوب الأظافر: محدَّدُها كأنّها تلتهب لحدّتها؛ قال:

  صَعبُ البَديهَةِ مَشبُوبٌ أظافِرُهُ ... مُوَاثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَينِ حسّاسُ

  شبث - تشبّثَ به، وشابثه. وكأن فِرِندَه مدارجُ شِبثانٍ وهو جمع شَبَثٍ.

  شبح - لاح لي شَبَحٌ: شخْصٌ، وهم أشباحٌ بلا أرواح، و «أدقّ من شَبَحٍ باطلٍ» وهو الهَباء، وقيل: الأسماء ضربان أسماء الأشباح وهي التي أدركتها الرؤية والحسّ، واسماء الأعمال وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحسّ، وهو كقولهم: أسماء الأعيان وأسماء المعاني. وشَبَحَ الإهابَ:

  مدّه بين الأوتاد، وشَبَحه وشَبّحَه بين العُقَابَين. ورجلٌ مشبوحُ الذّراعين، وشَبَحَ الدّاعي: مدّ يديه في الدّعاء ورفعهما؛ قال جرير:

  فعَلَيكَ من صَلَواتِ رَبّكَ كُلّما ... شَبَحَ الحَجيجُ مُبَلِّدينَ وغارُوا

  هبطوا غَورَ تِهامة.

  ومن المجاز: الحِرْباء يَشْبَحُ على العُود أي يمدّ يديه كالدّاعي.

  شبر - شَبَرَهُ يَشبُرُه ويَشبِرُه: قدّره بشِبره، وهو أشبر من صاحبه: أوسعُ شِبراً.

  ومن المجاز: هو قصير الشِّبر مُقارَب الخَلْق؛ قالت الخنساء:

  مَعَاذَ اللهِ يَنكِحُني حَبَرْكَى ... قَصِيرُ الشِّبرِ من جُشَمَ بن بَكْرِ

  وشَبَرَهُ مالاً وأشبره: أعطاه، والشَّبَرُ العطاء وهو من الشِّبْر كما قيل: الباع واليد: للكرم والنعمة. ومَن لك بأن تَشبُر البسيطة: لمن يتكلّف ما لا يطيق.

  شبط - قرَّبُوا إليهم شَبابيطَ كالبَرابِط وهي سمك صغار الرّؤوس دقاق الأذناب عراض الأوساط، الواحد شُبُّوطٌ وشَبُّوطٌ وشبَّه به البَرْبَطَ.

  شبع - رجلٌ شَبعانُ وامرأة شَبعَى، وقومٌ شِباع، وتقول: