بصص
  الزمانُ لَمْحاً باصِراً. واجْعَلْني بَصِيرَةً عليهم أي رقِيباً وشاهداً، كقولك: عَيْناً عليهم. وأ مَا لَكَ بَصِيرَةٌ في هذا أي عِبرَةٌ؛ قال قُسّ:
  في الذّاهِبِينَ الأوّلِي ... نَ من القُرُونِ لنا بَصَائرْ
  وله فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ وذاتُ بَصائرَ وهيَ الصادقَةُ. ورأيتُ عليكَ ذاتَ البَصائِرِ؛ قال الكُمَيتُ:
  ورَأوْا عليكَ ومنكَ في ال ... مهدِ النُّهى ذاتَ البصَائِرْ
  وأتيتُه بين سَمْعِ الأرض وبَصَرِها أي بأرْضٍ خَلاءٍ ما يُبْصِرُني ولا يَسْمَعُ بي إلّا هيَ. وبَصَّرْتُه بالسّيف: ضرَبْتُه فبَصُرَ بحالِه وعَرفَ قدرَه؛ قال:
  فلَمّا التَقَيْنَا بَصّرَ السّيفُ رأسَهُ ... فأصْبَحَ مَنبُوذاً على ظهرِ صَفْصَفِ
  وهو من معنى قوله:
  أرْجَأتُهُ عَنّي فأبْصَرَ قَصْدَهُ ... وكَوَيْتُهُ فَوْقَ النّوَاظِرِ منْ عَلِ
  بصص - له بَصِيصٌ أي بَريقٌ. ورَماهُ بالبَصاصَةِ وهي العينُ. وتقول: طَرَقْتُهُ في السّنةِ الحَصّاصَه(١) فما رَمَقَني بذَنَبِ البَصّاصَه. وبَصّصَ الجَرْوُ وبَصّرَ: فَتَحَ عَيْنَيه.
  ومن المجاز: بَصّصَ النَّوْرُ إذا تَفَتّحَ. وبَصْبَصَ عندي بذَنَبِه إذا تَمَلّقَ.
  بصق - بَصَقَ في وجهِه إذا استَخَفّ به. وهو أبيضُ كأنّه بُصَاقَةُ القمَرِ وهي حجَرٌ أبيَضُ يَتَلألأ. وبَصْقَةٌ مني أفْضَلُ منكَ.
  بصل - جئتَ أعْرَى من المِغْزَل ورجَعْتَ أكْسَى من البَصَل. وقد تَبَصّلَ الشيءُ إذا تَضاعَفَ تَضَاعُفَ قِشْرِ البَصَلَةِ. وبَصّلْتُ الرجُلَ من ثيابه جرّدْتُه.
  ومن المجاز: خرجوا كأنّهم الأَصَل وعلى رؤوسهم البَصَل أي البَيْضُ، والأَصَلُ جَمْعُ أَصَلَةٍ وهي حَيّةٌ خَبِيثَةٌ.
  بضض - الأصْمَعيّ: أبيَضُ بَضٌ ولَهَقٌ بمعنى واحدٍ وهو الشّديدُ البَياضِ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو النّاصِعُ اللّوْنِ في سِمَنٍ. وقال المُبَرّدُ: هو الرّقيقُ البَشَرَةِ الذي يُؤثِّرُ فيه كلُّ شيءٍ. وامرأةٌ غَضّةٌ بَضّةٌ وبَضِيضَةٌ، وقد بَضِضَتْ بَضَاضَةً بالكسر؛ قال:
  يَترُكُ ذا اللّوْنِ البَضِيضِ أسْوَدَا
  وقال النّابغة:
  مَحْطُوطَةُ المَتْنَينِ غَيرُ مُفَاضَةٍ ... نُفُجُ الحَقِيبَةِ بَضّةُ المُتَجَرَّدِ
  وبَضَ الحَجَرُ: رَشَحَ بقَليلٍ من الماء بَضِيضاً. وما وقع العامَ إلّا بَضِيضَةٌ وإلّا بَضَائِضُ، والبَضَاضَةُ منه، كأنّ البَشَرَةَ لرقّتِها تَبِضّ بما وَرَاءها.
  ومن المجاز: ما يَبِضّ حَجَرُه إذا لم يَنْدَ بخَيرٍ. وما بَضّ له بشيء من المعروف؛ قال رؤبةُ:
  لوْ كانَ خَرْزاً في الكُلى ما بَضّا
  وما عِندي منه إلّا بَضِيضَةٌ.
  بضع - بَضَعَ من الشّاةِ بَضْعَةً إذا قَطَعَ قِطعَة، وبضَعَ الخشبَةَ؛ قال أوْسٌ في صِفَةِ القَوْس:
  ومَبْضُوعَةً من رَأْسِ فَرْعٍ شَظِيّةً ... بطَوْدٍ تَرَاهُ بالسّحابِ مُكَلَّلا
  وفلانٌ جَيّدُ البَضْعَةِ إذا كان لَحِيماً؛ كقولك جَيّدُ الكُدْنَةِ. وهو خاظي البَضيعِ أي سَمِينٌ. وعندي بِضْعَةَ عَشَرَ من الرّجال، وبِضْعَ عَشْرَةَ من النّساء، الذكورُ بالتاء، والإناثُ بطَرْحِها، على سَنَنِ حُكْم العَدَدِ. وأقمتُ عنده بِضْعَ سِنينَ وهو ما بينَ الثّلاثِ والعَشْرِ. وشَجّةٌ باضِعَةٌ وهي التي تَبلُغُ اللّحمَ. وسَمِعْتُ للسيوفِ بَضْعَه وللسّياطِ خَضْعَه، أي صَوْتَ قَطْعٍ وصَوْتَ وَقْع. وهذه بِضَاعَةٌ مُزْجَاةٌ. وتقول: قد نَعّشْتَ ضائِعَنا ونَفّقْتَ بَضَائِعَنَا؛ وقال:
  إحْمِلْ عَلَيها إنّها بَضَائِعُ ... وما أضَاعَ اللهُ فهوَ ضَائِعُ
(١) الحصاصة: السنة الجدباء.