أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زوي

صفحة 279 - الجزء 1

  زوي - أدركه زَوُّ المنيّة: قدَرُها. وكان تَوّاً فصار زوّاً: زوجاً. وركبوا في الزَّوِّ وهو اسمٌ لمجموع سفينتين تُقرَنان. وزوى وجهَه، وفي وجهه مَزاوٍ. وأسمعه كلاماً فانزوى له ما بين عينيه، وزَوَى ما بين عينيه. وانزوتِ الجلدةُ في النّار وتزوّتْ: تقبّضت. وزُوِيتْ لي الأرض. وتزوّى في الزاوية. وتقول: لا تزال في الزّاويه كأنّك من أهل الزّاويه؛ وهو موضع بالبصرة.

  ومن المجاز: زوَى المالَ وغيره: احتازَه. وزوَى عني حقَّه. وزَوى الرّجلُ الميراثَ عن ورَثَته: عدل به عنهم. وقد انزويتَ عنّا أي انقبضْتَ فلا تُباسطُنا.

  زهد - زَهُدَ وزَهَدَ وزَهِدَ في الشيء: رغب عنه. وفلان زاهد زهيد بيّن الزَّهادة والزُّهد وهي قلّة الطُّعْم، ويقال: زهيد الطُّعْم و «أفضل النّاس مؤمن مُزْهِد»: قليل المال، وقد أزهد إزهاداً، وقدّم إليهم طعاماً فتزاهدوه أي رأوه زهيداً قليلاً وتحاقروه. ومنه الحديث: «إنّ النّاس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الجَلد». أي احتقروه ولم يبالوا به.

  ومن المجاز: وادٍ زهيد: قليل الأخذ للماء. ورجل زهيد: قليل الخير. والنّاس يُزَهِّدونه: يُبَخّلونه. وهو زهيد العين: يُقنعه القليل، ونقيضه: رغيب العين، وله عين زهيدة وعين رغيبة. وما لك تمنع الزَّهَد، بفتحتين، وهو الزَّكاة لأن ربع العشر قليل. وخذ زَهَدَ ما يكفيك وهو القدر اليسير.

  زهر - زَهَرَتِ النّارُ والشّمس. وقمر زاهر وأزهر. ولا أفعل ذلك ما طلع الأزهران. وأزهر السراجَ: نوّره. وفتَنَته زَهرةُ الدّنيا. وروض مُزهِر، وقد أزهر النّباتُ، وله زهر وأزهار وأزاهير، وما أحسن هذه الزَّهَره كأنّها الزُّهَرَه؛ وكأن زَهْر النّجوم زُهْرُ النّجوم. وازدهِرْ به: احتَفِظْ به واجعلْه من بالك؛ قال جرير:

  فإنّك قَينٌ وابنُ قينينِ فازْدَهِرْ ... بِكِيرِكَ إنّ الكِيرَ للقَينِ نافعُ

  وفلان يتضَمّخ بالسّاهريَّة ويمشي الزّاهريَّة؛ وهما الغالية والبَخْتَرِيّة. واصطفَقَتِ المزاهرُ: العيدان.

  ومن المجاز: زَهَرَت بك ناري، وزَهَرت بك زنادي وأزهرْتَ زَندي. ووجه زاهر وأزهر: أبيض مضيء. وماء أزهر. ودُرّة زهراء. ولفلان دولة زاهرة.

  زهق - زَهَقَتْ وزَهِقَت نفسُه زُهوقاً، وأزهقها الله.

  ومن المجاز: {وَزَهَقَ الْباطِلُ} {فَإِذا هُوَ زاهِقٌ}. وسهم زاهق: جاوز الهدفَ ووقع خلفه. وفي الحديث: «إنّ حابياً خيرٌ من زاهقٍ». وهو الذي يحبو حتى يصيب، أي الضعيف الذي يصيب الحقّ خير من القوي الذي يخطئه. ومنه زَهَقَ الفرسُ الخيلَ: تقدّمها، وجاء فرسُك زاهقاً، وفرس ذات أزاهيق: ذات أعاجيب في الجرْي والسّبق، جمع أُزهوقة. وهذا الجمل مَزْهَقة لأرواح المطيّ: يَجْهَدن أنفسهن ولا يلحقنه. وخليج زاهق: سريع الجِرْية. وبئر زهُوق: بعيدة القعر.

  زهم - لحمٌ زَهِمٌ: متغيّر، ووجدتُ زُهومة اللّحم. وزَهِمَتْ يدُه: دَسِمَتْ.

  زهو - هم زُهاء مائة: حَزْرُهم وقدْرُهم. وزها البُسرُ وأزهى: احمرّ واصفرّ وهو الزَّهْو. وزهتِ الرّيحُ النّباتَ: هزّته. والمِروحةُ تُزهّي الرّيحَ؛ قال مزاحم في وصف ذنب البعير:

  كمِرْوَحَةِ الدّارِيّ ظَلّ يَكُرّها ... بكَفّ المُزَهّي سَكرَةَ الرّيحِ عُودُها

  مِن سكَرَتْ إذا سكَنَتْ. وازدهاني كذا: استفزّني. وفلان لا يزدهيه الوَعيد.

  ومن المجاز: زها السّرابُ الإكامَ والظُّعُن. وزُهي فلان بكذا يُزهَى به ومعناه زَهاه الإعجابُ بنفسه، وفيه زَهْوٌ، وهو «أزهى من الغراب»؛ وقال طفيل:

  عقاراً يَظَلّ الطّير يخطِفُ زَهوهُ ... وعالَينَ أعْلاقاً على كلّ مُفْأَمِ

  زيت - الزَّيتُ مخُ الزّيتون والحواشي مِخَخَة المتون. وطعام مَزِيتٌ ومزيوت: جُعل فيه الزّيت؛ قال أبو ذؤيب:

  أتَتكُم بِعِيرٍ لم تكُنْ هَجَرِيّةً ... وَلا حِنطَة الشّأمِ المَزِيتِ خميرُها

  وسويق مزيوت بالزّيت ملتوت. وزِتُّ رأسَ الصّبيّ: دهنته. وتقول: خيراً زِدتَني متى ما زِتَّني. وزيّته: زوّده الزّيتَ.