أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جنأ

صفحة 101 - الجزء 1

  جَمُومُ الشّدّ شائِلةُ الذُّنَابَى ... تخَالُ بَيَاضَ غُرّتِها سِرَاجَا

  وفلان واسعُ المَجَمّ وضَيّقُ المَجَمّ، كما يقال: واسع العَطَن وضيّقه، وأصله مَجَمّ البئر؛ قال:

  رُبّ ابنِ عَمٍّ ليسَ بابنِ عَمِ ... داني الأذاةِ ضَيّقِ المَجَمِ

  وقال:

  عَرَضنا فقُلنا هَسَّلامُ عليكُمُ ... فأنكرَها ضَيْقُ المَجَمّ غَيُورُ

  أبدل من ألف لام التعريف هاءً. ورجل أَجَمُ: لا رمحَ معه. وبيتٌ أَجَمُ: لا رمحَ فيه. قال أوسٌ:

  وَيْلُمِّهِمْ مَعشراً جُمّاً بيوتُهُمُ ... من الرّماحِ وفي المَعرُوفِ تَنكِيرُ

  هو كقولهم حافٍ من النعل، وأقرعُ من الشَّعر. وسطحٌ أجَمُ: لا سُترَةَ له. وحِصْنٌ أجَمُ: لا شُرَفَ له، وقريَةٌ جَمّاءُ. وفي الحديث: «تُبْنى المَساجدُ جُمّاً والقُرَى شُرَفاً». وحذف جُمّةَ الجزَرة ثمّ أكلها. وفي حديث عائشة ^: «ألي كان يَستجمُ مَثَابَةَ سَفَهه». مِن استجمّ البئرَ إذا ترَكها حتى يَجِمَ ماؤها. وسَقَاني في جُمجُمَةٍ وفي قِحْفٍ يعني في قَدَحٍ.

  جمن - كَمَن جلَبَ الجُمَان إلى عُمَان؛ وهو حَبّ من فضّة يُعمل على شكل اللّؤلؤ، وقد يسمّى به اللّؤلؤ؛ كما قال:

  كجُمانَةِ البَحرِيّ جاء بها ... غوّاصُها من لُجّةِ البَحرِ

  جمهر - هذا قول الجمهور، وشهد ذلك الجماهيرُ. وجَمْهَرَ الأشياءَ: جمعها؛ قال ذو الرُّمّة:

  أبَى عزُّ قَوْمي أن تُخافَ ظَعائني ... صَباحاً وأضعافُ العَدِيدِ المُجَمْهَرِ

  جنأ - جَنَأ عليه جُنُوءاً إذا انكَبّ عليه؛ قال:

  جُنُوءَ العائِداتِ على وِسَادِي

  وأرادوا أن يضربوه فتَجانَأتُ عليه أقيه بنَفسي. وبه جَنَأ أي حَدَبٌ، ورجلٌ أجْنَأُ الظَّهر، والظليمُ أجْنَأُ.

  جنب - رجلٌ جُنُبٌ وقومٌ جُنُبٌ {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}. وأجْنَبَ وتجَنّبَ واجتَنَبَ، وجارٌ جُنُبٌ وهو الذي جاوَرَك من قوم آخرين، ليس من أهل الدار ولا من أهل النسب، وهؤلاء قومٌ أجْنَابٌ؛ قالت الخنساء:

  يا عينُ فِيضي بدَمعٍ منكِ تَسْكَابَا ... وابكي أخاكِ إذا جاوَرْتِ أجْنَابَا

  ولا تَحْرِمْني عن جَنَابَةٍ أي من أجل بُعْدِ نسَبٍ وغُربة، ومعناه لا يصدر حرمانك عنها كقوله تعالى {وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}؛ قال عَلْقَمَةُ:

  فلا تَحرِمَنّي نائِلاً عن جَنَابَةٍ ... فإنّي امرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غرِيبُ

  وأنا في جَنَابِ فلان أي في فِنَائِه ومَحلّتِه. ومشَوْا جانِبَيه وجَنَابَيْه وجَنَابَتَيْه وجَنَبَتَيْه؛ قال كعب بن زهير:

  يَسعى الوُشاةُ جَنَابَيْها وقولُهُمُ ... إنّكَ يابنَ أبي سُلْمَى لمَقْتُولُ

  ونزلوا في جَنَبَاتِ الوادي. وقعد جَنْبَةً إذا اعتزَلَ القومَ. وتقول: طَانِبِ الكِرَام وجَانِبِ اللّئَام. ولَجّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ أي في مُجَانَبَةِ أهله. وجنَبْتُ الدابةَ أجْنُبُها جَنَباً بالتحريك. وفي الحديث: «لا جَنَبَ في الإسلام». وهو أن يجنُبَ المسابقُ فرساً فإذا دنا من الغاية انتقل عليه ليَسْبِقَ. وأعطاه الجَنْبَ: انقادَ له. وفلان تُقَاد الجَنائِبُ بين يَدَيه، وهو يركَبُ نَجِيبَه ويقود جَنِيبَه. وجانَبَه: مشى إلى جَنْبِه، وهو جَنِيبُه. وفرس طَوْعُ الجِنَابِ: سَلِسُ القِيَادِ. وأصْحَبَ جَنِيبُه إذا طاوَعَه. وهو أجنَبيٌ مني وأجْنَبُ. وجَنَبْتُه الشرَّ فاجتنبَه، وجنّبْتُه إيّاه فتجنّبَه. وقيل للتُّرْسِ: المِجْنَبُ، لأنّه يَجْنُب صاحبَه أي يقيه ما يكره كأنّه آلة لذلك. وكان في إحدى المُجَنِّبَتَين وهما جناحا العسكر. وجَنَبَتِ الرّيحُ: هَبّتْ جَنُوباً. وجُنِبَ القومُ: أصابتْهم، وسحابةٌ مجنوبة. وأجْنَبُوا: دخلوا فيها. والمجنوبُ في سبيل الله شهيدٌ، وذاتُ الجَنْبِ داء الصَّناديدِ.

  ومن المجاز: اتّقِ الله الذي لا جَنِيبَةَ له أي لا عَديلَ