أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

غلم

صفحة 454 - الجزء 1

  غليظة، وغلُظ على خصمه، وفي فلان غِلظة. {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} وما أغلظَ طباعهم، وأغلظَ له في القول، وحلف له بأغلظ الأيمان، وما لك تغالطني وتغالظني وتعارضني وتغايظني؟

  غلف - السلطان من تجرّد لخلافه جُرِّد له السيف من غِلافه. ورحل مغلوف: له غِلاف؛ قال ذو الرّمة يصف ناقة:

  فما زلتُ أكسو كلّ يومٍ سراتها ... خصاصة مغلوف من الميْس قاترِ

  وقلبٌ أغلفُ: لا يعي، {وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ} وتقول: هكذا القلوب الغُلْف ليس معها إلّا الخُلف. وغلَّف لحيته بالغالية: غشّاها بها من الغِلاف. وعن ابن دريد: أنّها عاميّة والصّواب غلّاها وغلّلها. وتغلّف وتغلّل وتغلّى: وليَ ذلك من نفسه؛ قال جرير:

  حُورٌ تغلّلن العبيرَ روادعا

  أي أدخلن العبير في مخافي أبدانهن مثل الآباط وغيرها من معاهد الطّيب.

  غلق - بابٌ فُتُحٌ وبَابٌ غُلُقٌ.

  ومن المجاز: غلِق الرّهن في يد المرتهِن إذا لم يُقدَر على افتكاكه، وغلِق فؤاده في يد فلانة. واحتدّ فلان فنشب في حدّته وغلِق إذا اشتدّت به فلم تنشرح عنه. وإيّاك والغلَق والضجر والقلق. وإن بعيرك لغلِق الظّهر إذا لم يبرأ لكثرة الدَّبَر، وقد غَلِقَ ظهرُه. واستُغلِق عليه الكلامُ، وأُغلقَ عليه وأَغلَق إذا ضيق وأكره، ومنه: «لا طلاق في إغلاق» وكانت الأعاريب يقولون: إن قريشاً لقِنَة خبثى لها فُتَحٌ وغُلَقٌ أي خُدَعٌ يفتحون بها الأمور ويُغلقونها. ويقال: حلالٌ طِلْق وحرامٌ غَلِقْ. وكان فلان مفتاحاً للخير مِغلاقاً للشرّ؛ والمِغلاق والغِلاق والغَلَق: ما يُغلَق به الباب، ويفتح بالمفتاح. وأُغلِقَ القاتلُ في يد الوليّ إذا أُسلم يصنع به ما شاء، وتقول: أمر الوالي بالقاتل أن يُغلَق وبالأسير أن يُطلَق.

  غلل - وَفَتْ غَلّةُ ضيعته وهو كلّ ما يحصُل من رَيع أرض أو كرائها أو أجرة غلام أو نحو ذلك، وضيعةٌ مُغِلّة، وقد أغلّتْ، وله أُرَيْضة يستغلّها ويغتلّها. «لا إغلال ولا إسلال». وهدايا الولاة غُلول. يقال: غَلَ من المغنم وأغلّ. وتقول: يد المؤمن لا تَغُلّ وقلب المؤمن لا يَغِلّ؛ من الغِلّ وهو الحقد المنغلّ أي الكامن. وتقول: جعل الله في كبده غُلّةً وفي صدره غِلّا وفي ماله غُلولاً وفي رقبته غُلّا. وفلان جسده عليل وفي كبده غليل. وبرزتْ فلانة في غِلالة، وبرزن في غَلائلَ وهي شعار يُلبس تحت الثوب للبدن خاصّة، وتقول: قولوا للحلائل لا يبرزن في الغلائل. وامرأة السوء غُلٌ قَمِل وجرحٌ لا يندمِل. وبي وجدٌ تَغلغل في الحشا. وأبلغْ فلاناً مُغلغَلة وهي الرّسالة الواردة من بلد بعيد، وغلغلتُ إليه رسالة؛ قال الأخطل:

  لأُغَلغلنّ إلى كريم مدحةً ... ولأُثنينّ بنائِلٍ وفَعَالِ

  غلم - هم غلمتي وأُغْيلمتي، وكان رسول الله ÷ يلطخ أفخاذنا أُغيلمة بني عبد المطّلب. وبعير مغتلم: غالِبٌ هِياجُه، وهو شديد الغُلْمة.

  ومن المجاز: اغتلمتْ أمواج البحر. وتقول: بحرٌ لجُّه مغتلم وموجه ملتطم. وسِقاء مغتلم وخابيةٌ مغتلمة إذا اشتدّ شرابهما، وإذا اغتلمتْ عليكم هذه الأشربة فاقصعوا متونها بالماء.

  غلو - هو مني بغَلْوة سهمٍ وبغلوتين وبثلاثِ غَلواتٍ، والفرسخ التامّ: خمس وعشرون غَلْوَةً. وقد غلا بسهمه وغالَى به، وتغالينا بالسّهام، وترامينا بالمغالي، جمع: مِغلاة، وتقول: ما عنده من المعالي إلّا الرّميُ بالمغالي. وخَفِّضْ من غُلوَائك، وفعل ذلك في غُلَواء شبابه؛ قال:

  لم تَلتَفتْ للداتِها ... ومضَتْ على غُلَوائها

  وتقول: أنا لا أُحبّ الغُلُوَّ في الدّين والغَلاء في السِّعر والغِلاء في الرّمي. وأغلى السّعرَ وبه وغالاه وبه؛ قال لبيد:

  أُغلي السِّباء بكُلّ أدكنَ عاتِقٍ ... أو جَونةٍ قُدحتْ وفُضّ ختامُها

  وقال: