أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شفي

صفحة 334 - الجزء 1

  وطعام مَشفوهٌ: كرت عليه الأيدي. وفي الحديث: «إذا صنع لأحدكم خادمُه طعاماً فليُقْعِده معه فإن كان مشفوهاً فليضع في يده منه أُكلة». وكاد العيال يَشفَهون مالي. وما سمعتُ به ذاتَ شَفة وذاتَ فم: كلمة، وما كلّمني ببنت شَفَةٍ. وفلان خفيف الشفة: قليل الاستجداء. وله في النّاس شَفة حسنة: ذكر جميل، وما أحسن شَفَةَ النّاس عليك. وشافَهتُ البلد والأمرَ إذا دانيتَه.

  شفي - شُفي مريضُهم واستشفى من علّته، وأشفِني: هبْ لي ما يَشفيني. وأشفى على الهلاك. وخرزه بالإشفَى وبالأشافي.

  ومن المجاز: «شِفاء العِيّ السّؤال»؛ وقال ذو الرّمّة:

  فأدلى غُلامي دَلوَهُ يَبْتَغي بها ... شفاءَ الصّدى واللّيلُ أدهمُ أبْلَقُ

  أراد الماء. واستشفى برأيه. ومواعظه لقلوب الأولياء أشاف وفي أكباد الأعداء أشاف؛ الأوّل جمع جمع الشّفاء. وهو على شَفا الهلاك. وما بقي منه إلّا شَفاً أي طرَف ونَبْذ.

  شقح - قبيح شَقيح. و «نُهي عن بيع ثمر النّخل قبل أن يُشَقِّحَ»: أن يُزهيَ.

  شقر - أحمر كالشَّقِر وهو شقائق النُّعمان، وقيل: السِّنْجَرْفُ؛ قال:

  وتَساقَى القَوْمُ كأساً مُرّةً ... وعلا الخَيلَ دماءٌ كالشَّقِرْ

  وأبثّه شُقوره. وأشأم من الشّقراء.

  شقص - أخذ شِقْصَه. وهو شقيصي: شريكي. وشَقّصَ الشاةَ تَشقيصاً: عَضّاها. ويقال للقَصّاب: المُشقِّص. وفي الحديث: «من باع الخمر فليُشَقِّص الخنازيرَ».

  شقق - برجله شُقوق وشُقاق. وفي القَدَح شَقّ وشُقوق. ولا تكتب بقلم ملتوٍ ولا ذي مَشَقّ غير مستوٍ. وأخذ شِقّه: نصفه {لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ} بمشقتها ومجهودها. ووقع في شِقّ من هذا الأمر ومَشَقّة ومَشاقّ. وشَقّ عليه ذلك. وقعدوا في شِقّ من الدار: في ناحية منها. وخذ من شِقّ الثياب: من عُرضها ولا تختر. وقد اشتقّ الفرسُ في عدْوه: مال في أحد شِقّيه. وسمعتُ بمكّة من يقول لحامل الجُوالق: استشِقّ به أي حرّفه على أحد شِقّيه حتى ينفُذَ البابَ. وطارت من الخشبة أو القصبة شِقّة: شَظِيّة. وشقّه فانشقّ، وشقّقَه فتشقّق. وأعطني شُقّة من الثوب وشُقَقاً. وعنده شِقاقُ الكَتّان. و {بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ}: الطريق، وشُقّة شاقّةٌ، وقطعوا شُقَق الفلا وشاقَّهُ. وبينهما شِقاق ومُشاقّةٌ. وفرسٌ أشقّ أمَقّ. ونزلوا في شقيقة من شقائق الرّمل وهي أرض صُلبة بين رملتين تُنبِتُ الشجَرَ والعشبَ.

  ومن المجاز: «شَقّ فلان عصا المسلمين»: خالفهم. وانشقّتِ العصا بينهم: تفرّقوا. وشَقّ الصبحُ والنّابُ وبَصَرُ الميتِ شُقوقاً. ورأيتُ برقاً يشُقّ شَقّاً إذا استطال ولم يأخذ يميناً وشمالاً؛ وقال الشمّاخ:

  إذا ما اللّيلُ كانَ الصّبحُ فيهِ ... أشَقَ كمَفرِقِ الرّأسِ الدّهينِ

  أراد ذنب السّرحان. وتشقّق الفرسُ: ضَمُر. واشتَقّ في الكلام والخصومة: أخذ يميناً وشمالاً وترك القصدَ؛ قال رؤبة:

  وكَيْدِ مَطّالٍ وخصْمٍ مِبْدَهِ ... يَنوي اشتِقاقاً في الضّلالِ المِتْيَهِ

  وقال:

  لوْ صَخبتْ حَوْلاً وحَوْلا لم تُفِقْ ... يَشتَقّ في الباطِلِ منها المُمتَذِقْ

  تذهب في كلّ شِقّ منه. واشتَقّ الطريقُ في الفلاة: مضى فيها؛ قال الشمّاخ:

  وأغبرَ وَرّادِ العِدادِ كأنّهُ ... إذا اشتَقّ في جَوْزِ الفَلاةِ فليقُ

  يَرِدُ العِدَّ سالكُوه، فليقٌ صبْحٌ، وقيل: موضع حلقوم البعير. وهو أخي وشقيقي وشِقّ نفسي. ورجل شَقّاقٌ: مُطَرْمِذ يَتَنَفّجُ ويقول كان وكان ويتبجّح بصحبة السلطان وما أشبه ذلك. ويقال للفصيح: هَدَرتْ شِقشِقته، وأصلها لهاة الفحل ولا تكون إلّا للعربيّ.