أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قشر

صفحة 508 - الجزء 1

  ومن المجاز: رجلٌ مُقَشَّب النسب، وقَشَّبه: عابه واغتابه. وقَشَبَهُ بسوءٍ: لَطَخه به.

  قشر - لَوْزٌ مَقْشورٌ ومُقَشَّر، وهذه قُشارتُه. وثوبٌ رقيق كقشر الحيّة: كسَلْخها. وحيّةٌ قشراء. وشجرة قشراء. وفلان يتفكّهُ بالمُقشَّر أي بالفُستُق المقشور: اسمّ غالبٌ عليه.

  ومن المجاز: خرج في قِشرَتَين نَظيفتين: في ثوبين. وعليه قِشْرٌ حَسَنٌ. ورجلٌ ذو رُواءٍ وقِشْرٍ. وجاريةٌ بضَّةُ القِشْر والقِشْرة وهو البَشَرَةُ. ورجلٌ مُتَقَشّرٌ: عُريانٌ. وجاء بالجواب المقشَّر. وهو أشقرُ أقشرُ: شديد الحمرة كأنّما قُشِرَ جِلدُه. ومَطْرَةٌ قاشرةٌ: شديدة الوقع تَقْشِرُ وَجْهَ الأرض، وسَنَةٌ قاشِرَةٌ وقاشورةٌ؛ قال:

  فابعَثْ عليْهِم سَنَةً قاشورَهْ ... تحْتَلِقُ المالَ احتلاقَ النُّورَهْ

  ورجلٌ قاشورٌ: مشؤوم، وقد قَشَرَ النّاسَ: شأمهم.

  قشش - فلانٌ يقُشُ الأموالَ: يجمعها. وأخذ قُماشَ البيت وقُشاشَه، وما أكل عندنا إلّا قَشّ ما وَجَدَ، واقتَشَّه وتَقَشّشَه، وهو قَشّاشٌ وقَشُوشٌ: يَلُفُّ ما قَدَرَ عليه. ورأيته يَقُشُ الأحاديث، ويقال للصَّبيَّة الصغيرة الجثة التي لا تكاد تَنْبُتُ: إنّما هي قِشَّةٌ. ويقال: «أكيس من قِشَّةٍ» وهي القُرَيْدَةُ. وقرأ المُقَشْقِشَتَين: سورتي الكافرين والإخلاص: من تَقَشْقَشَ البعير إذا بَرئَ من الجَرَب وقَشْقَشَهُ الهِناء لأنّهُما تُبْرِئان من النّفاق؛ وأنشد النّضر:

  إنّي أنا القِطْرانُ أشْفي ذا الجَرَبْ ... عندي طِلاءٌ وهِناءٌ للنُّقَبْ

  مُقَشقِشٌ يُبرِئُ منهم مَن جَرِبْ ... وأكشِفُ الغُمَّى إذا الرِّيقُ عَصَبْ

  وقَشَ القومُ: أحيَوْا بعد الهُزال.

  قشع - انْقَشَعَ الغَيمُ وتقشَّع وأقشَع، وقَشَعَتْه الرّيح.

  ومن المجاز: انقشع الظلامُ والبردُ. واجتمعوا عليه ثمّ انقشعوا. وانقشعوا عن الماء وتَقَشَّعُوا: تفرّقوا. وانقشع الهمّ عن القلب. وانقشع البلاء عن البلاد. وانقشعوا عن أماكنهم: جَلَوْا عنها. وفلانٌ يَقْشَع بِنُخَامَتِهِ: يَرْمي بها، ويَرْمي بقُشَاعته. والنُّورُ يَقْشَعُ الظّلامَ؛ قال:

  كُهُولاً وشُبّاناً على قَسَمَاتِهِمْ ... قَوَاشِعُ نُورٍ أوْ بُرُوقٌ أوَالِقُ

  و «طارَتْ به أمُ قَشْعَمٍ» أي المِنيّةُ. وفلانٌ لم تَتَقَشّع جَاهِلِيَّتُه؛ قال القطاميّ:

  إذا باطِلي لم تَقَشّعْ جاهِلِيَّتُهُ ... عنّي ولم يترك الخِلّانُ تَقْوَادي

  قَوْدي إلى الباطل.

  قشف - هو قَشِفٌ ومُتَقَشِّفٌ: لا يَتَنَظَّفُ، وفيه قَشَفٌ، وهو يتقشّف في لباسه: يتبلّغ بالمُرَقَّع والوَسِخ؛ وهو في قَشَفٍ من العيش: في يُبْسٍ، وقد قشَّف الله عَيْشَه، ورأيته على حال قَشِفَةٍ؛ وهذا عامٌ أقْشَفُ.

  قشو - تقول: إذا فُتِحَتْ قَشْوَتُها نَفَحَتْ نَشْوَتُها؛ وهي طَبْلُ المرأة الذي فيه طيبُها وأدهانُها وحِنّاؤها وهي من خُوصٍ تَتّخذ فيها مَواضعَ للقَوارير بحواجزَ بينها. وجمعها: قِشَاءٌ، كرَكْوةٍ ورِكاءٍ؛ قال أبو الأسود العِجْليّ:

  لها قَشْوَةٌ فيها مَلابٌ وزَنْبَقٌ ... إذا عَزَبٌ أسرَى إلَيها تَطَيّبَا

  وقضيبٌ مَقْشُوٌّ. وقشوتُ العصا: لحَوْتُها.

  قصب - أرضٌ مَقْصَبَةٌ: كثيرةُ القَصْباء وهي القَصَبُ النّابتُ. وتقول: قَصَبُ الخَطّ أنفذُ من قَصَب الخطّ. وقَصّبَ الزّرعُ: صار له قَصَبٌ. وعن بعض العرب: قلتُ أبياتاً فَغَنَّى بها حَكَمُ الوادي فو الله ما حرّك بها قَصّابةً إلّا خِفتُ النّارَ فتركتُ قولَ الشِّعر وهي الوَتَر. ونَفَخ في القَصّابة: في المِزمار، ورأيتُ القُصّاب، يَنفُخون في القُصّاب؛ أي الزمّارين ينفخون في المزامير، جمعُ قاصبٍ؛ وقال رؤبة:

  في جَوْفِهِ وَحْيٌ كوَحْي القَصّابْ

  أراد الزمّار. ورأيتُ القصّاب يُنَقِّي الأقصاب: الأمعاء،