أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حجج

صفحة 113 - الجزء 1

  وله دَعَوَاتٌ تَخْرِقُ الحُجُبَ أي تبلغ العرش، وما لدعوة المظلوم دون الله حِجَابٌ. وفلان يَحْجُبُ الأميرَ أي هو حاجبُه، وإليه الخاتَمُ والحِجابَةُ، وقد استحجَبَ المأمونُ بِشْراً، وهو حَسَنُ الحِجْبَةِ، وهم حَجَبَةُ البيت، وملك مَحجُوبٌ، ومُحْتَجِبٌ، وقد احتجَبَ عن الناس. وفرس مشرفُ الحَجَبِ، والحَجَبَاتِ. والحَجَبَةُ رأسُ الوَرِكِ.

  ومن المجاز: بدا حاجبُ الشمس وهو حَرْفُها، شُبِّه بحاجب الإنسان؛ قال:

  تراءتْ لنا كالشّمسِ بينَ غمامَةٍ ... بدا حاجِبٌ منها وضَنّتْ بحاجِبِ

  ولاحَتْ حَوَاجِبُ الصّبح: أوائلُه؛ قال عبد الرحمن بن سَيْحَانَ المُحَارِبيّ:

  حتى إذا الصّبْحُ لاحَتْ لي حَوَاجبُه ... أدبَرْتُ أسْحَبُ نحوَ القوْمِ أثْوَابي

  ونظرتْ أعرابِيّةٌ إلى رجل يأكل وَسَطَ الرّغيف، فقالت: عليك بحَوَاجبِ الرّغيف. واحْتَجَبَتِ الشمسُ في السحاب. واقعد في ظِلّ الحِجاب أي في ظِلّ الجبَل. وهتَكَ الخوفُ حجابَ قلبه وهو جلدة تحجُب بين الفُؤاد والبطن، وهذا خوف يَهْتِكُ حُجُبَ القلوب.

  حجج - احتَجّ على خصمه بحُجّةٍ شَهْبَاءَ، وبحُجَجٍ شُهْبٍ. وحَاجّ خصمَه فحَجَّه، وفلان خصمه مَحْجُوجٌ، وكانت بينهما مُحَاجّةٌ ومُلاجّةٌ. وسلك المَحَجّةَ، وعليكم بالمناهج النَّيِّرة، والمَحَاجّ الواضحة. وأقمتُ عنده حِجّةً كاملةً، وثلاث حِجَجٍ كوامل. وحَجّوا مكّةَ، وهم حُجّاجٌ عُمّار كالسُّفّارِ للمسافرين، و «هؤلاء الدّاجّ وليسوا بالحَاجّ». والحَجيجُ لهم عَجِيجٌ. وفلان تَحُجّهُ الرّفاقُ أي تقصده؛ قال:

  يحُجّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا

  وحَجَ الجِرَاحَةَ بالمِحْجَاجِ وهو المِسْبَارُ.

  ومن المجاز: بدا حِجَاجُ الشّمسِ، كما يقال حاجبها؛ قال ابن مُقْبِل:

  فأمْسَتْ بأذنابِ المَرَاخِ فأعجَلَتْ ... بَرِيماً حِجَاجَ الشّمسِ أن يترَجّلا

  ومَرّوا بينَ حَجِاجَيِ الجبل وهما جانباه؛ قال:

  عُجْنَا إلَيك فِرَاراً من مُحَجَّلَةٍ ... عُصْمِ القَوَائِمِ أمثالِ الزّنَابِيرِ

  كأنّ أصواتَها والرّيحُ ساكرَةٌ ... بَينَ الحِجَاجَينِ أصوَاتُ الطّنابِيرِ

  كان فرارُه من البَعُوض.

  حجر - نشأتُ في حَجْرِ فلانٍ وحِجْرِه، وصلّيْتُ في حِجْرِ الكعبة، وهذه حِجْرٌ مُنْجِبَة من حُجُورٍ منجبات وهي الرَّمَكَة؛ قال:

  إذا خَرِسَ الفحلُ وَسْطَ الحُجُور ... وصاحَ الكِلابُ وعُقَّ الوَلَدْ

  قال الجاحظ: معناه أنّ الفحل الحِصَانَ، إذا عاينَ الجيشَ وبَوَارِقَ السيوف، لم يَلْتَفِتْ لِفْتَ الحُجُورِ، ونبَحتِ الكلابُ أربابَها لتغير هيئاتهم، وعَقّتِ الأمّهاتُ أولادهنّ، وشغلهنّ الرعبُ عنهم. وفي ذلك عِبْرَةٌ لذي حِجْرٍ وهو اللُّبّ. وهذا حُجْرٌ وحَجْرٌ وحِجْرٌ عليك: حرام. وحَجَرَ عليه القاضي حَجْراً. واسْتَقَيْنَا من الحاجِرِ وهو مُنهبِطٌ يُمْسِكُ الماء. وفلان من أهل الحاجِرِ وهو مكان بطريق مكّة. وقعد حَجْرَةً أي ناحيَةً، وأحاطوا بحَجْرَتَيِ العسكر وهما جانباه. وحَجّرَ حول العين بكَيّةٍ. وعَوْذٌ بالله منك وحَجْرٌ، وأعوذ بك من الشيطان وأحْتَجِرُ بك منه. وامرأة بيضاء المَحَاجِرِ، وبدا مَحْجِرُها من النّقابِ. ولهم مَحَاجِرُ وحدائق وهي مواضع فيها رِعْيٌ كثير وماء؛ قال الشمّاخ:

  تَذَكّرْنَ من وادي طُوَالَةَ مَشرَباً ... رويّاً وقد قَلّتْ مياهُ المَحَاجِرِ

  واستَحْجَرَ الطينُ وتحجّر: صَلُبَ كالحجر. وتَحَجّرَ ما وسّعَه الله: ضيّقه على نفسه. وحَجّرَ حول أرضه.

  ومن المجاز: رُميَ فلان بحَجَرِه إذا قُرِنَ بمثله.

  حجز - حَجَزَ بين المتقاتلَينِ، وبينهما حاجز وحِجَازٌ، وجعل اللهُ بيني وبينك حِجَاباً وحِجَازاً. وحَجَازَيْكَ