أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قطن

صفحة 515 - الجزء 1

  المَقْطِم وهو المذاق؛ قال ابن هَرْمة:

  أنقذ اللهُ به من فِتنَةٍ ... مُرَّةِ المقطِم في في من قَطَمْ

  ومن المجاز: فَحْلٌ قَطِمٌ: هائج. ومَلِكٌ قَطِمٌ: غضبان شُبّه بالفحل؛ وأنشد أبو زيد:

  إلى قَطِمٍ يستنفضُ النّاسَ طَرْفُه ... لهُ فوْقَ أعوادِ السّريرِ زَئيرُ

  أي إذا رأوه انتفضوا أي أُرْعِدوا هيْبة.

  قطن - قَطَنَ بالمكان: أقام به. وهو قاطن الدار وقطينها: ساكنها؛ قال:

  في دُور نَهْدٍ جَسدي قاطِنٌ ... والقلبُ مني في بيوتِ السّكون

  وخَفَ القَطِينُ: أهلُ الدار، وهم قُطَّانُ مكّةَ وقَطينُها: لمجاوريها، ويقال لأهل مكّةَ وعاكفيها: قطينُ الله. وهو قَطَنُ النّار: للقيّم على نار المجوس ومُوقِدِها. وهؤلاء قَطينُ فلان: لخدمه وحاشيته. وضربه على القَطَن وهو ما بين الوَرِكين؛ أنشد الأصمعيّ:

  بُنيَتْ على قَطَنٍ أجمَّ كأنّهُ ... فُضُلاً إذا قعدتْ مَداك رُخامِ

  وصكَّ البازي قَطَن القَطاة: زِمِكّاها. ولأنْفُضنَّك نفض القَطِنَة وهي الرُّمَّانة ذات الأطباق التي مع الكَرِش يقال لها: لقَّاطة الحصى. وزرع القُطْنِيّة والقِطْنِيّة والقَطانيّ وهي كلّ حبّ يطبخ من نحو العدَس والخُلَّر والماشِ. وفي الحديث: «ليس في القُطْنيّة زكاة»؛ قال:

  وما كنتُ أخشَى أن تكون منيّتي ... بأيدي عُلوجٍ يَطبخون القَطانيَا

  قطو - «ليس قَطاً مثلَ قُطَيٍ» أي ليس الأكابر كالأصاغر. وركبتُ قَطاة الفرس وهي مقعد الرَّديف. ويقال: تَقَطّيتها ويستعار لغير الفرس؛ قال العجّاج:

  وكستِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجَا

  ونساءٌ ثِقالُ القَطاة؛ قال ابن مقبل:

  ثقالُ القَطا غِيدُ السّوالف لم تُقِمْ ... على الخَسْفِ يملأنَ الدّماليجَ والحِجلا

  ومرّ يقطو في مشيته: يقارب الخطو كما تمشي القَطاة. وفرسٌ قَطْوانُ وذلك من النّشاط.

  قعب - قال:

  تلك المكارِمُ لا قَعْبانِ من لَبن

  وفي مثل: «أتاك رَيّانُ بقَعْبٍ من لبن».

  ومن المجاز: حافرٌ مُقَعَّبٌ: مدوّر كالقَعْب كما قال امرؤ القيس:

  لها حافِرٌ مثل قَعْبِ الوَلي ... د رُكِّبَ فيهِ وظِيفٌ عَجُرْ

  وحَجَرٌ مُقَعَّبٌ: فيه نُقْرَة كأنّه قَعْب، وسُرّةٌ مُقَعَّبَةٌ؛ وقال الأغلب:

  جارِيةٌ من قيسِ بن ثعلَبَهْ ... قَبّاءُ ذاتُ سُرّةٍ مُقَعَّبَهْ

  وإيّاك والتّقعيبَ في الكلام. وفلان مُقَعِّبٌ: للمتشدّق الذي يتكلّم بأقصى حَلْقه ويفتح فاه كأنّه قَعْبٌ.

  قعد - هذه بئرٌ قَعْدَةٌ: أي طولها طول إنسان قاعدٍ. وهو حَسَن القِعْدة، وقَعَد مثل قِعْدَةِ الدُّبّ. وأُتينا بثريدة مثل قِعدة الرّجُل، وهو قُعَدَةٌ ضُجَعَةٌ: للعاجز الذي لا يكتسب ما يعيش به. وفلانٌ قُعْدِيٌ وقِعْدِيٌ: يُحِبّ القعود في بيته؛ قال:

  إذا القُعَديّ صافحَ الأرضَ جَنْبُه ... تمَلمَلَ يُزْجي المكرُماتِ سبيلَها

  وقاعَدْتُه، وهو قَعيدي. وما لفلانٍ امرأةٌ تُقْعِده وتُقَعِّده.

  ومن المجاز: قَعَد عن الأمر: تركه. وقعد له: اهتمّ به. وقَعَدَ يشتمني: أقبل. وأرهف شفرته حتى قَعَدَتْ: كأنّها صارت حربة؛ وقال الدّيان الحارثيّ:

  لأُصْبحنْ ظالماً حرْباً رَباعِيَةً ... فاقعُدْ لها ودَعَنْ عنك الأظانينا

  وتقاعد عن الأمر وتَقَعَّدَ، وما قَعَدَ به عن نيل المساعي،