أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رنم

صفحة 255 - الجزء 1

  أرِجاتٌ يَقضِمنَ من قُضُبِ الرَّنْ ... دِ بثَغرٍ عَذْبٍ كشوْكِ السَّيَالِ

  رنف - قال رجل لعبد الملك: خرجتْ بي قرحة، قال: في أيّ موضع من جسدك؟ قال: بين الرّانِفَة والصَّفَنِ، فأعجبه حُسنُ ما كَنى، وهي ما سال من الألية على الفخذين، وقيل فرعها الذي يلي الأرض عند القعود. يقال للعَجْزاء: إنّها لذات روانف؛ قال عنترة:

  متى ما تَلقَني فَرْدين ترْجُفْ ... روانفُ ألْيتَيكَ وتُستَطارَا

  وتقول: لهنّ روادفُ رواجف ترتجّ منهنّ الرَّوانف.

  ومن المجاز: علَوْا روانفَ الإكام: رؤوسها؛ قال:

  وإنْ عَلا من أكْمِها رَوانِفا ... أشفَى علَيها طامعاً وخائِفَا

  رنق - له رَوْنَقٌ أي حُسن وبهاء، وذهب رونقُه. ورنّقه: كدّره كأن معناه ذهب برونقه الذي هو صفاؤه. وماء رَنْقٌ ورَنِقٌ. ورنّقَ الطائرُ: وقف صافّاً جناحيه لا يمضي.

  ومن المجاز: ذهب رونق شبابه أي طراءته. وأتيته في رونق الضُّحى، كما تقول: في وجه الضُّحى؛ وأنشد ابن الأعرابيّ:

  وهل أرْفعنّ الطَّرْفَ في رَوْنق الضُّحى ... بهَجْلٍ منَ الصَّلْعاء وهوَ خَصِيبُ

  والسّيف يزينه رونقُه أي ماؤه وفرنده. وما في عيشه رَنَقٌ. ورنِّقْ ولا تعجل أي توقّف وانتظر. ويقال: «رَمّدتِ المِعْزَى فَرَنِّقْ رَنّقْ» و «رَمّدتِ الضّأنُ فرَبِّقْ رَبّقْ». ورنّقَتِ السفينةُ: دارت في مكان واحد لا تمضي. ورنّقتِ الرّايةُ: ترفرَفَتْ فوق الرّؤوس؛ قال ذو الرّمّة:

  إذا ضربتَه الرّيحُ رَنّقَ فوْقَنَا ... على حدّ قوسينا كما خَفَق النَّسْرُ

  ورنّقَتْ منه المنيّةُ: دنا وقوعها؛ قال:

  ورَنّقَتِ المَنيّةُ فهْيَ ظِلٌ ... على الأبطالِ دانيَةُ الجَنَاحِ

  وفيه بيان جليّ أن ترنيق المنيّة مستعار من ترنيق الطائر حيث جعل المنيّة كبعض الطير المرنِّقة بأن وصفها بصفته من التظليل ودنوّ الجناح. ورنّقتِ السِّنةُ في عينه: خالطتها ولم ينم. ورنّق الأسيرُ: مدّ عنقه عند القتل كما يمدّ الطائر المرنِّق جناحه.

  رنم - ترنّم المغنّي ورنّم ورَنِمَ رَنَماً: رجَّع صوتَه، وسمعتُ له رنيماً ورَنَمَةً حسنةً وترنُّماً وترنيماً. وترنّم الطّائرُ في هديره. وفي صوت المكّاء ترنيم.

  ومن المجاز: ترنّمتِ القوسُ؛ قال الشمّاخ:

  إذا أنبَضَ الرّامونَ عَنها ترَنّمتْ ... ترَنُّمَ ثَكْلَى أوْجَعَتْها الجنائِزُ

  وعُودٌ رَنِمٌ؛ قال علقمة:

  قد أشْهَدُ الشَّرْبَ فيهم مِزْهَرٌ رَنِمٌ ... والقَوْمُ تَصرَعُهُمْ صَهباءُ خُرْطُومُ

  وتقول: نَقَرَتْه بعَنَمِه فأنطقتْه برَنَمِه.

  رنن - سمعتُ له رنّة ورنيناً: صيحة حزينة، وقد رنّ وأرنّ.

  ومن المجاز: أرنّتِ القوسُ والسحابةُ، وقوس وسحابة مِرنان. وعُودٌ ذو رنّة.

  رنو - رنا إليه ورنا له رُنُوّاً: أدام إليه النظر وظلّ رانياً إليه. وكأسٌ رَنَوْناةٌ: دائمة؛ قال ابن أحمر:

  مَدّتْ علَيهِ الملكَ أطْنابَه ... كأسٌ رَنَوْناةٌ وطرْفٌ طِمِرّ

  ومن المجاز: حدّثني فرنوتُ إلى حديثه. ورنوتُ عنه: تغافلت. وأسأل الله أن يُرْنِيَكم إلى الطاعة أي يصيّركم تسكنون إليها لا إلى غيرها. وله شرف يُراني الكواكبَ، سمعته من العرب.

  روأ - روّأْتُ في الأمر فرأيتُ من الرأي كذا. والرَّوِيّة ثمّ العزيمة. وليس لفلان رويّة. ولا يقف على الرَّوايا إلّا أهل الرَّوايا. ولهم بديهة وروِيّه وقلوب من العلم رويّه؛ قال:

  ولا خَيرَ في رأيٍ بغَيرِ رَوِيّةٍ ... وَلا خيرَ في جَهلٍ تُعابُ بهِ غَدا