أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سلم

صفحة 306 - الجزء 1

  وجاء فلان انسلال السّيل: لا يُؤبَه له. وهو سليله وهي سليلتُه. وسُلّ فلان وبه سِلّ وسُلال، وقد سَلّه الدّاء.

  ومن المجاز: سَلّ السّخيمة من قلبه، والهدايا تَسُلّ السّخائم وتَحُلّ الشكائم. وهو سُلالة طيّبة. وخرجتْ سَلّة هذا الفرس على سائر الخيل وهي دَفْعَته في جريه. واستَلّ النّهرَ جدْوَلٌ إذا انشَقّ منه؛ قال ذو الرّمّة:

  يَسْتَلُّها جَدْوَلٌ كالسّيفِ مُنْصَلِتٌ

  وبرْق ذو سلاسل، وبَدَتْ سلاسِلُ البَرْق، وقد تَسَلْسَل البرق: استطال في خَفَقانه. وتسلْسل فِرِنْدُ السّيف، وسيف مُسَلْسَل. ورمل ذو سلاسل. وما أقومَ سَلاسلَ كتابه وهي سطوره؛ قال البعيث:

  لمَنْ طَلَلٌ بالسِّدْرَتَينِ كأنّهُ ... كتابُ زَبُورٍ وَحْيُه وسَلاسلُهْ

  وثوب مُسَلْسَل: رقَّ من البِلى، ولبستُه حتى تسلسَل؛ قال ذو الرّمّة:

  قِفِ العَنْسَ في أطلالِ مَيّةَ فاسألِ ... رُسُوماً كأخلاقِ الرّداء المُسَلسَلِ

  سلم - سَلِم من البَلاء سَلامة وسَلاماً، وسَلِم من المرض: برئ، وسَلَّمَه الله. وسلّم إليه الشيء فتسلّمه. وسالمتُ العدوّ مسالمة، وتسالموا، وخذوا بالسَّلْم، وفلان سَلْمٌ وسِلْمٌ لفلان وحرْب له. وعَقَد عَقْدَ السَّلَم، وأسلم في كذا. وأسلم لأمر الله وسَلّم واستسلم. وأسلمَه للهَلَكة. وهو سَلَمٌ في يد العدوّ: مُسْلَم. واستلم الحَجَرَ، من السِّلام وهي الحجارة. وفي مثل: «أكْتَمُ للسّرّ من السِّلام». وتقول: عَصَبَ سَلَمَتَهْ وقَرَعَ سَلِمَتَهْ. وفَصَدَ الأُسَيْلِمَ وهو عِرْق في ظاهر الكَفّ. و «على كلّ سُلامَى من أحدكم صَدَقَة» وهي عظامُ الأصابع اللّيّنة.

  ومن المجاز: قول ذي الرّمّة:

  ولم يَسْتَطِعْ إلْفٌ لإلْفٍ تحِيّةً ... منَ النّاسِ إلّا أنْ يُسَلِّمَ حاجبُهْ

  وبات بليلةِ سَليم وهو اللّديغ. وسَلِمَتْ له الضّيْعَة: خَلَصَت، ومنه (وَرَجُلاً سالِماً لِرَجُلٍ). {وأَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}. وأسلمَ السِّلْكُ الجُمانَ؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  فقالا لها فارْفَضّ فَيضُ دُمُوعِها ... كما أسلَمَ السِّلكُ الجُمانَ المُنَظَّما

  واذهبْ بذي تَسلَمُ، ولا بذي تَسْلَمُ ما كان كذا. ورجل مستَلَم القَدَمين: ليّنهُما. وقد استَلَم الخُفُّ قَدَميه: ليَّنَهُما. وفلان «ما تَسَالَمُ خَيْلاه كَذِباً» و «لا تَسَايَرُ خَيْلاه كَذِباً». وكلِمة سالمةُ العَينَين: حسَنة؛ قال:

  وعوراءَ من قيلِ امرئ قد دَفَعتُها ... بسالمَةِ العَيْنَينِ طالبَةٍ عُذْرَا

  سلهب - فرس سَلْهب: طويل، وخيل سلاهب.

  ومن المجاز: رمح سَلْهب؛ قال سليم بن مُحرِز:

  ونَمْنَعُ سِرْبَ الجارِ إنْ رَامَهُ العِدَا ... جِهَاراً بخَطِّيٍّ تُهَزّ سَلاهِبُهْ

  ويجوز أن تكون الهاء مَزيدة لقولهم: رمح سَلْبٌ.

  سلو - سلَوْتُ عنه وسَلِيتُ ولا أسلو عنك ولا أسْلَى ولا أسلاك أُخْرى اللّيالي، وأسلاني عنه وسَلّاني، وفيه مَسْلاة عن الكَرْب. وإنّه لفي سَلْوَةٍ من عيشه: في رَغَد يُسْلِيه. ولا آتيك ولو حملْتَني على داحِسٍ وجَلْوَى وأطعمتَني المَنّ والسَّلْوَى.

  ومن المجاز: شرِب فلان السُّلوان إذا سَلا، ولقد سقَيْتَني سَلْوة من نفسك: رأيتُ منك ما سَلَوْت به عنك. و «انقطع السَّلَى في البطن» إذا اشتدّ الأمر. و «وقع فلان في سَلَى جَمَل»: في أمر صعب لأن الجمل لا سَلى له.

  سمت - خذ في هذا السَّمْت وهو النّحو والطريق، وما أحسن سَمْتَه، وقد سَمَتَ نحوه يَسْمُتُ ويَسْمِتُ سَمْتاً؛ قال:

  خَوَاضِعَ بالرُّكبانِ خُوصاً عُيونُها ... وهنّ إلى البيتِ العَتيقِ سَوَامِتُ

  وسامتَه مسامتَة. وتسمّتَه: تعمّده وقصد نحوه. وسَمّت على الشيء: ذكر اسم الله تعالى عليه. وسمّت العاطسَ.

  سمج - شيء سَمْج وسَمِج وسميج: لا ملاحة فيه، وقد سَمُج سماجة؛ قال أبو ذؤيب: