أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شرط

صفحة 326 - الجزء 1

  حسبتك راشداً فوجدتك شارداً.

  ومن المجاز والكناية: قافية شَرود: عائرة في البلاد، وقوافٍ شُرَّدٌ وشُرُدٌ؛ قال:

  شَرُودٌ إذا الرّاوُونَ حَلّوا عِقالَها ... مُحَجَّلَةٌ فيهَا كَلامٌ مُحَجَّلُ

  وقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم لخَوّاتٍ: «أما يشرُد بك بعيرك؟» فقال: أمّا منذ قيّده الإسلام فلا.

  شرر - شَرّ فلان يُشِرّ شَرارَةً، وهو شِرّير. ونار ذات شَرار وشَرر، وطارت منها شَرارة وشَررة، وتقول: كان أبوك نارَ شَراره وأنت منها شَراره. وشَرّه في الشّمس وأشرّه وشرّره وشرشره: بسطه. وضربه الكلب بشراشر ذنبه وهي أطرافه، وما تشرشر منه أي تفرّق؛ قال ابن هرمة:

  فَعَوَيْنَ يَستَعجِلنَهُ ولَقينَهُ ... يضرِبْنَهُ بشَرَاشِرِ الأذنابِ

  ومن المجاز: ألقَى عليه شراشِره إذا حرص عليه وأحبّه؛ قال ذو الرّمّة:

  وكائِن ترَى من رَشدَةٍ في كرِيهَةٍ ... ومِن غِيّةٍ تُلقَى عَلَيها الشَّراشِرُ

  وأشَرّ الأمرَ: أظهرَه.

  شرس - فيه شَكاسة وشَراسة، وهو عَسِر شَرِس. ومارسه فشارسه، وهو ذو شِراس وشَريس، وقد لان شريسه؛ قال:

  قَد علِمَتْ عَمرَةُ بالغَميسِ ... أنّ أبا المِسْوَارِ ذو شَرِيسِ

  وله نفسٌ شريسةٌ؛ قال:

  فظَلْتُ وَلي نَفسانِ نَفسٌ شَريسَةٌ ... ونَفسٌ تَعَنّاها الفراقُ جَزُوعُ

  شرط - شرط عليه كذا واشترط، وشارطه على كذا، وتشارطا عليه، وهذا شَرْطي وشَريطَتي. وطلع الشَّرَطانِ: قرْنا الحمَل وذلك في أوّل الرّبيع. ونوء أشراطيّ؛ قال:

  مِن باكِرِ الأشراطِ أشراطيُ

  ومن ثمّ قيل لأوائل كلّ شيء يقع أشراطه، ومنه أشراط السّاعة، ومنه: أشرَطَ إليه رسولاً إذا قدّمه وأعجله. يقال: أفرطه وأشرطه. وهؤلاء شُرْطة الحرب: لأوّل كتيبة تحضرها؛ قال يرثي أخاه:

  ألا لِلّهِ درُّكَ مِنْ ... فَتى قَوْمٍ إذا رَهبُوا

  فكانَ أخي لشُرْطَتِهمْ ... إذا يُدعَى لها يَثِبُ

  ومنه: صاحب الشُّرْطة، والصّواب في الشُّرْطيّ سكون الرّاء نسبة إلى الشُّرْطة والتحريك خطأ لأنّه نَسبٌ إلى الشُّرَط الذي هو جَمْعٌ. وأشرَط نفسَه وماله في هذا الأمر إذا قدّمها؛ قال أوس يصف فرساً:

  فأشْرَطَ فيها نَفسَهُ وهْوَ مُعْصِمٌ ... وألْقَى بأسْبابٍ لَهُ وتَوَكّلا

  وهو من شَرَطِ النّاس والمال وأشراطهم. ويقال للحالب: هل في حلوبتك شَرَطٌ؟ قال: لا، كلّها لُبَابٌ. وقد تشرّط فلان في عمله إذا تنوّق وتكلّف شروطاً ما هي عليه. وشدّه بالشَّريط والشُّرُطِ وهي خيوط من خوص. وشرَطه الحجّام بمِشْرطه، وتقول: ربّ شرطٍ شارط أوجعُ من شَرْط شارِط.

  شرع - عمل بالشَّرع والشَّريعة والشِّرْعة، وشَرَع الله تعالى الدين. وشرَع في الماء شُروعاً، ووَرَدَ المَشْرَع والشّريعة. والشرائع نِعْم الشرائع من ورَدَها رَوِيَ وإلّا دَوِيَ. وأشرَعْتُ الماشيةَ وشرّعتُها. وشَرَع البابُ إلى الطريق، وأشرعتُه. والناس فيه شَرَعٌ وشَرْعٌ: سواء. و «شَرْعُك ما بلّغك المحلّ». وركبوا فيها فمدّوا الشُّرُع وضربوا الشِّرَع؛ وهي الأوتار، الواحدة شِرْعة.

  ومن المجاز: مدّ البعير شِراعه إذا مدّ عنقه، شُبّهتْ بشِراع السفينة، وبعير شِراعيّ العنق وشُراعيّها؛ قال:

  شِرَاعيّة الأعْناقِ تَلقَى قَلُوصَها ... قدِ استَلأتْ في مَسْكِ كوْماءَ بازِلِ

  أي هي في بدن البازل وجسامتها وهي قلوص. ثمّ قيل: رمح شُراعيّ: طويل.

  شرف - علا شَرَفاً من الأرض، وعلوا أشرافاً وهو المكان