أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رتل

صفحة 220 - الجزء 1

  رِتاجُ الصَّلا مكنوزَةُ الحاذِ يَستَوي ... على مثلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ شَليلُها

  وجعل ماله في رتاج الكعبة إذا جعله هَدْياً إليها؛ قال:

  إذا أحْلَفُوني في عُلَيَّةَ أجنَحَتْ ... يميني إلى شَطْرِ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ

  أي حلفتُ بالكعبة.

  رتع - رتعتِ الماشيةُ رَتْعاً ورُتُوعاً، وإبل رِتاع ورُتَّع ورُتوع وهو أن ترعى كيف شاءت في خصب وسَعَة، وأرتعها أهلها وهم مُرْتِعون في مَرْتع واسع.

  ومن المجاز: رتع القوم: أكلوا ما شاءوا في رغد، وقوم راتعون، ورتع فلان في مال فلان؛ وقال الفرزدق:

  رَاحَتْ بِمَسْلَمَةَ البِغالُ عَشِيّةً ... فارْعَيْ فَزَارَةُ لا هَنَاكِ المَرْتَعُ

  وقال الحجّاج للغضبان حين خرج من ديماسِه: سَمِنْتَ. قال: أسمنني القيد والرَّتَعَة بفتحتين كالمَنَعَة والأَمَنَة. وأرتَعَتِ الأرضُ: أشبعتِ الرّاعيَة. ورتع فلان في لَحْمي إذا اغتابك؛ قال سُوَيد:

  ويُحَيّيني إذا لاقَيْتُهُ ... وإذا يَخلُو لَه لَحْمي رَتَعْ

  رتق - رتق الفَتْقَ حتى ارتتق، وقرئ {كانَتا رَتْقاً} ورَتَقاً. وعن ابن الكلبي: كانتا رَتْقاوَيْن ففتق الله السماءَ بالماء وفتق الأرضَ بالنّبات. وامرأةٌ رتقاءُ: بيِّنة الرَّتَق إذا لم يكن لها خَرق إلّا المَبَال.

  ومن المجاز: رَتَقْنا فَتْقَهم إذا أصلحوا أحوالهم ونعشوهم. ورتق فلان فَتْق القوم إذا أصلح ذات بينِهم؛ وقال أميّة:

  إنّ وَجّاً وما يلي بَطنَ وَجٍ ... دارُ قوْمي برَبوَةٍ ورُتُوق

  أراد الحصون والمُتَمَنّعات.

  رتك - رتك البعيرُ والظليم رَتَكاناً وهو عَدْو في مقاربة خَطْو، وإبل ونعام رواتك، وأرْتكتُ بعيري.

  رتل - ثغر مُرَتَّل ورَتِل ورَتَل: مُفَلَّج مستوي النِّبتَة حسَن التنضيد.

  ومن المجاز: رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً إذا ترسّل في تلاوته وأحسن تأليف حروفه. وهو يترسّل في كلامه ويترتّل.

  رتم - فلان ذَكور لا يحتاج إلى عَقْد الرَّتيمَة والرَّتَمَة وهي خيط يُعقد على الإصْبَع أو الخاتَم لتُسْتَذْكَرَ بها الحاجَةُ. ووعدني فلان عِدَة ورَتَم رَتْمَة وقال لي كذا. وارتتم: شدّ الرَّتَمَة على إصبَعه. ووعدتُ فلاناً وارتَتَمتُ له. وتقول: المستذكر بالرتائم مستهدف للشتائم. وكان الرجل إذا سافر عقد غُصْنَيْ شجرة بِرَتَمَة فإذا رجع فرآها مُنْحَلّة قال: قد خانتْني امرأتي؛ قال:

  ما يُعَدّي عنكَ إنْ هَمَّتْ بهمْ ... كثرَةُ ما تُوصِي وتَعْقادُ الرَّتَمْ

  جمع رَتَمَة.

  رتو - الحساء يرتو فؤاد الحزين: يَشدّه ويسكّنه. وبيننا وبينهم رَتْوَة: مسافة بعيدة قَدْرَ مَدّ البصر. ودنوتُ منه رَتْوَةً: خَطوة؛ قال:

  إنْ تَدنُ مني للوصَالِ دَنْوَه ... أدْنُ إلَيكَ للوَفَاء رَتْوَه

  رثأ - في مثل: «الرَّثيئَةُ تَفْثَأُ الغَضَب» وهي اللبن الحامض يُحْلَب عليه فيخثُرُ، ومنها: ارْتَثأ عليهم أمرُهم إذا اختلط.

  رثث - ثوبٌ رَثٌ، وحَبْل رثٌ، وقد رَثّ وأرَثّ وفيه رَثاثَة. ونقلوا رِثّةَ البيت وهي أَسْقاطه. واشترى رِثّةً فربح فيها.

  ومن المجاز: أُرْتُثَ فلان: حُمِلَ من المعركة مُثْخَناً ضعيفاً، من قولهم هم رِثَّة الناس لضعفائهم شُبّهوا برِثّةِ المتاع. ومرّ ببني فلان فارتثّهم؛ قال:

  يمّمْت ذا شَرَفٍ يَرْتَثُّ نائِلَهُ ... منَ البرِيّةِ جِيلٌ بعدَهُ جِيلُ

  وقالت الخنساء: أتَرَوْنني تاركةً بني عمّي كأنّهم عوالي الرّماح ومُرْتَثّةً شيخَ بني جُشَم! ورجل رثُ الهيئة. وكلام غَثٌ رَثٌ: سخيف. وفي هذا الخبر رَثاثة وركاكة إذا لم يصِحَّ.

  رثد - رَثَدْتُ المتاع: نضَدتُه، ومتاع رثيدٌ ورثِدٌ. والخُبز عندهم رَثيد. ورُثِدَتِ القصعة بالثريد والثريد فيها رثيد.