غبن
  من أبي ذرّ». ويقال للمحاويج: بنو الغبراء؛ قال طَرَفَة ابن العبد:
  رأيت بني الغبراء لا ينكرُونَني ... ولا أهلَ هذاك الطِّراف الممَدّدِ
  وإذا سُئل عن رجل لا تُعرف له عشيرةٌ قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء النّاس. وطلب حاجة فرجع على غُبَيراء الظهر، وقمتُ من ذلك على غُبَيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزٌّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس؛ قال المخبّل السعديّ:
  فأنزَلَهُمْ دارَ الضَّياعِ فأصبَحوا ... على مَقعدٍ من موْطن العزِّ أغبَرَا
  وفي الحديث: «إيّاكم والغُبيراءَ فإنّها خَمْرُ العالَمِ». وهي السّكركة تتّخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء وشرابه ونُقله الغُبَيراء. وبه جُرحٌ غَبِرٌ وهو الذي لا يزال ينتقض، وقد غَبِرَ الجرحُ وهو من الغُبور، وتقول: عَمَلٌ كالظَّهر الدَّبِر وقلبٌ كالجُرح الغَبِر.
  غبس - زففن إليّ ذئبةً غَبساء؛ قال:
  كالذّئبَةِ الغَبساء في ظلّ السَّرَبْ
  وتقول: لن يبلغَ دُبَيْس ما غَبا غُبَيْس؛ وهو عَلَمٌ للجدي سُمّي لخفائه، والغُبْسة كلون الرّماد، وغَبَا بمعنى غَبيَ أي خفيَ، طائيّة؛ قال:
  وفي بني أُمِّ زُبير كَيْسُ ... على المتاع ما غَبا غُبَيْسُ
  غبش - خرجَ في الغَبَش، ونحن في أغباش اللّيل وهي بقاياه. وغبَشني عن سلعتي: خدعني عنها، وتغبّشني: تخدّعني، كما يقال: أوطأني العِشْوَةَ. وفلان يتغبّش النّاس أي يظلمهم لأن الظّلم ظُلمة. ومنه قول الرّسول ÷: «الظّلم ظلماتٌ يومَ القيامة».
  غبط - تقول: طلبُ العرفِ من الطُّلّاب كغَبْطِ أذناب الكلاب؛ وهو جسّها ليتعرّف سمنها كما يُفعل بالشّاء. وتقول العرب: اللهمّ غَبْطاً لا هَبْطاً. وفلان مغبوط ومغتبط، وهو في حالِ غِبطةٍ. وتقول: أُكرمتَ فاغتبِط واستكرمتَ فارتبط. ومال بالراكب الغبيط وهو الرّحل. وأغبطَ على البعير: أدام عليه الغبيط.
  ومن المجاز: أغبطتْ عليه الحمّى كأنّها ضربت عليه الغبيط لتركبه، كما تقول: ركبتْه الحمّى وامتطته وارتحلته، وأصابته حمّى مغبِطة. وأغبطتِ السّماء: دام مطرها. وفرس مُغبَط الكاثبة: مرتفع المنسج كأن عليه غبيطاً.
  غبق - غزتهم بنو فلان فأوبقوهم وصبَحوهم المنايا وغَبَقوهم. وتقول العرب: إن كنت كاذباً فشربتَ غَبوقاً بارداً أي عدمتَ اللّبن حتى تغتبق الماء. يقال: غبقه فاغتبق، وهو صَبْحانُ وغَبْقانُ، وعن زرقاء اليمامة: كنت أكحلهما بصَبوح من صَبِر وغَبوق من إثمد.
  غبن - في بيعه غَبْنٌ وفي رأيه غَبَنٌ، وقد غُبِنَ وغَبِنَ. وتقول: لحقته في تجارته غَبِينه ووُضع وضيعةً مبينه. وتغابن له: تقاعد حتى غُبنَ، وتغابنوا: غبنَ بعضُهم بعضاً.
  غبو - يقال: في فلان غباوة ترزقه. والأغنياء أكثرهم أغبياء. ولا يَغْبَى عليّ ما فعلتَ أي لا يخفى، وادخل في النّاس فإنّه أغبَى لك أي أخفى. وغبِ شَعرك: استأصله. وحفر فيها مُغبَّاة أي مُغوَّاة وحفرةً مُغطّاة.
  غتم - فلانٌ أغتمُ من قومٍ غُتْم وأغتامٍ. وفيه غُتْمة وهي العُجمة في المنطق من الغَتْم وهو الأخذ بالنّفَس، ومنه المثل: «أورده حياضَ غُتَيْم» وهو عَلَمٌ للمنيّة كشَعوب غير منصرف. وقالوا: قد أغتم آلُ العجاج الرَّجَزَ أي أكثروه وأداموه فهو فيهم. ويقال: لا تُغتم الزيارةَ فتملَّ: من اغتمّ الرّجلُ إذا أكثر من الأكل حتى أخذه الغَتْمُ من كَرْب الكَظَّة. وتقول: بقيتُ بين ثُلّةٍ أغتام كأنّهم ثَلّة أغنام.
  غثث - حديثكم غَثّ وسلاحكم رَثّ. وإنّكم لقومٌ غَثَثَةٌ. وأغثّ فلان في كلامه إذا تكلّم بما لا خير فيه. وفلان لا يَغِثّ عليه شيء أي لا يمتنع. وسمعت صبيّاً من هُذيْل يقول: غثَّتْ علينا مكّةُ فلا بدّ لنا من الخروج. ويقال للمستجدي الحريص: ما يَغِثُ عليه أحد أي ما يدع أحداً إلّا سأله. وغَثَ بعيري ثمّ غثَّثَ أي أزال غَثَاثَتَه ببعض السّمَن وهو