أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رقق

صفحة 246 - الجزء 1

  وما ترَكَ الهاجونَ لي في أديمِكم ... مَصَحّاً ولكِنّي أرَى مترَقَّعَا

  ورَقَعتُ خَلّة الفارس إذا أدركته فطعنته وهي الفرجة بينك وبينه؛ قال عديّ:

  أحالَ عليهِ بالقَناةِ غلامُنا ... فأذرعْ بهِ لخلّةِ الشّاةِ راقِعَا

  ومرّ يرقَع الأرضَ بقدميه. ورَقَع الشيخُ: اعتمد على راحتَيه عند القيام. وجمل مرقوع وبه رِقاع من جرب ورُقعة من جرب وهي النُّقبة. ورقَّع النّاقةَ بالهِناء ترقيعاً: تتبع رِقاعها أي نُقَبها به. وبقرة رقعاء: مختلفة الألوان كأنّها رِقاعٌ. وهذه رُقعة من الكلإ، وما وجدنا غير رِقاع من العُشب. وفي مثل: «فيه من كلّ زِقٍ رُقَعٌ» أي فيه من كلّ شيء شيء. ولهم رُقعة من الأرض: قطعة، ورِقاع الأرض مختلفة. وتقول: الأرض مختلفة الرِّقاع متفاوتة البقاع؛ ولذلك اختلف شجرها ونباتها وتفاوت بنوها وبناتها. وهذا الثوب له رُقْعة جيّدة؛ قال:

  كرَيْطِ اليَماني قَد تَقادَمَ عَهدُهُ ... ورُقعتُهُ ما شئتَ في العينِ واليَدِ

  ورقَّع حالَه ومعيشتَه: أصلحها؛ قال:

  نرقِّعُ دنيانا بتَمزيقِ دينِنا ... فلا دينُنا يَبقى ولا ما نُرَقِّعُ

  وهو رَقاعيّ مال كرقاحيّ لأنّه يرقع حاله. ورجلٌ مُرَقَّعٌ ومُوَقَّع: مجرَّبٌ. ورجل رقيع وهو الذي يتمزّق عليه رأيه وأمره، وقد رَقُع رَقاعة. وأرقعتَ يا فلان: جئتَ برقاعة. وتقول: يا مَرْقَعَانُ ويا مرقعانة: للأحمقين، وتزوّج مرقعان مرقعانة فولدا مَلْكَعاناً وملكعانة. وفي الحديث: «لقد حكمت بحكم الله فوق سبعةِ أرقعةٍ». لأنّ كلّ طَبَقٍ رقيعٌ للآخر. وعاقَرَ الخَمرَ وراقَعَها: لازمَها. وما ارتقعتُ بهذا الأمر: ما اكترثتُ له ولم أبالِ به؛ قال:

  ناشدتَنا بكِتابِ اللهِ حُرْمَتَنا ... ولم تكنْ بكتابِ اللهِ تَرْتقِعُ

  وما ترتقعُ مني برَقاع: ما تقبل نصيحتي. وما رَقَعَ فلان مَرْقعاً: ما صنع شيئاً.

  رقق - رَقَ الشيءُ رِقّةً، وشيءٌ رَقيق. وعن بعض العرب: لا يزدادُ إلّا رُقُوقاً حتى يُخلَّل. وأرقّه ورَقّقه. وطعنه في مراقّ بطنه وهي ما رَقّ منه في أسافله. وضرب مَرَقَ أنفه، ومراقَ أنفه. وابتلّ رقيقاه: ناحيتا منخريه؛ وقال مزاحم:

  أصَابَ رَقيقَيْهِ بمَهْوٍ كأنّهُ ... شعاعةُ قرْن الشّمس ملتهب النَّصْلِ

  يريد خاصرتيه. وحوَّر القرص بالمِرقاق وهو السّهم الذي يرقَّق به. وخبزٌ رُقاقٌ. وجاء بشواء في رُقاقَةٍ. وأرضٌ رَقاقٌ: ليّنة التراب رقيقة. وعبد رقيق من عبيد أرقَّاء، وأَمَة رقيقة من إماء رقائق، وقد رَقَ رِقّاً، وضُرِبَ الرِّقُ عليه، وعبد الشّهوة أذلُّ من عبد الرّقّ، والعبدُ المعتَق بعضه يسعى فيما رَقَ منه، وأعتق أحد العبدين وأرقَ الآخر، واستُرِقّ فلان، وتقول: أقرّ له بالحقّ وكتبه في الرَّقّ والرِّقّ. وزرعوا في الرَّقَّة وهي الأرض إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيّام المدّ ثمّ يحسر عنها فتكون مَكرَمَة للنّبات وجمعها الرِّقاق وبها سمّيتِ الرَّقَّة. وتَرقرق الماءُ: جرى جرياً سهلاً، ورقرقته أنا، وماء رَقراق، وترقرق الدّمع.

  ومن المجاز: في حاله رِقَّة، وعجبتُ من قِلّة ماله ورِقّة حاله. وهو رقيق الدِّين ورقيق الحال، وأرقّ فلان: رقّتْ حاله. وفي ماله رَقَقٌ. وشاخ ورقّ عظمه، ورقّتْ عظامه. ورققتُ له، ورقّ له قلبي، وأرقّ الوعظُ قلبَه ورقَّقه. وأرقّتْ بكم أخلاقكم إذا شحوا ومنعوا خيرهم. وكلامٌ رقيقُ الحواشي، ورقَّق كلامه. ورقَّق عن كذا: كَنَى عنه كناية يتوضّح منها مغزاه للسّامع. وفي المثل: «أعن صَبوح تُرقِّق». واسترَقّ اللّيلُ: مضى أكثره؛ وقال ذو الرّمّة:

  كأنّني بَينَ شَرْخَيْ رَحل ساهمَةٍ ... حرْفٍ إذا ما استرَقّ اللّيلُ مأمومُ

  ورقَّق مشيَه إذا مشى مشياً سهلاً. ورقَّق ما بين القوم إذا أفسده؛ قال الأعشى:

  وما زالَ إهداء الهَوَاجرِ بَينَنا ... وتَرْقيق أقوَامٍ لِحَينٍ ومأثمِ