أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فرد

صفحة 468 - الجزء 1

  ودجاجةٌ مُفْرِجة: ذات فراريج. وبيضة مُفرِجة ومُفرِخة من الفرّوج والفَرْخ. وجاؤوا وعليهم فراريجُ وهي الأقبية المشقوقة من وراء. وعن عقبة بن عامر: صلَّى بنا رسول الله ÷ وعليه فَرّوجٌ من حرير.

  فرح - لك عندي فَرْحَةٌ أي بشرى، وفلان إن مسّه خير فمِفراحٌ وفَرحانُ، وتقول: أفرحتني الدنيا ثمّ أفرحتني أي سرّتني ثمّ غمّتني، والهمزة: للسلب؛ أنشد ابن الأعرابيّ:

  ولما توَلّى الجيش قلتُ ولم أكنْ ... لأفرحه أبشرْ بغزْوٍ ومغنَمِ

  وتقول: المرء دائر بين مُفْرِحَين قاعد بين سَلامةٍ وحَين.

  فرخ - أفرختِ الحمامة وفرَّخت: صارت ذات فَرْخٍ. وأفرختِ البيضة: خرج فرخها. وهم يستفرخون الحمام أي يتخذونه للفراخ.

  ومن المجاز: «أفرخَ رُوعُك» أي خلا قلبك من الهمّ خلوّ البيضة من الفرخ؛ قال:

  وقلْ للفُؤادِ إن نَزا بك نزوَةً ... من الرَّوعِ أفرِخْ أكثرُ الرَّوع باطلُه

  وهذا ظاهر. وأما أفرخ روعك فيمن رواه، بالفتح، فوجهه أن يراد زوال ما يتوقّعه المرتاع وإذا زال ذلك انقلب الرَّوع أمناً، جُعل المتوقّعُ الذي هو متعلّق الرَّوع من الرُّوع بمنزلة الفرخ من البيضة وكثر حتى صار في معنى انكشف؛ قال ذو الرّمّة:

  ولَّى يَهُذُّ انهزاماً وسطَها زَعِلا ... جذلانَ قد أفرَخت عن رُوعه الكُرَبُ

  وأمّا «أفرخ القوم بيضتَهم» فالبيضة فيه منتصبة على التمييز كقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} ومعناه انكشاف أمرهم وظهور سرّهم. ويقال: أفرخ الأمرُ وفرَّخ إذا استبان بعد الاشتباه. وفرَّخ الزّرعُ: كثرتْ فِراخه. وفرَّخ شجرهم فِراخاً كثيرة وهي ما يخرج في أصوله من صغاره. وتقول هذيل: إن لم أفعل كذا فإنّي فَرْخٌ؛ يريد الحقارة. وسُمع منهم من يقول لراعيتيه: يا فرختان، يا مملوكتان. وسمعت العرب يقولون: فلان فَرْخٌ من الفروخ: يريدون ولَدَ زِناً. وقالوا: فلان فُرَيْخُ قومه: للمكرّم منهم، شُبّه بفُريخٍ في بيت قوم يربونه ويرفرفون عليه وللمعاني متصرفات ومذاهب، ألا تراهم قالوا: «أعز من بيضة البلد» و «أذل من بيضة البلد» حيث كانت عزيزة لترفرُفِ النعامة عليها وحَضنِها لها، وذليلة لتركها إيّاها وحضنِها أخرى.

  فرد - هذا شيء فَرْدٌ وفارِدٌ وفريدٌ. وفي الحديث: «لا تُمنعُ سارحتُكم ولا تُعدُّ فاردتُكم». وهي التي أفردتها عن الغنم تحتلبها في بيتك. وظبية فارد: منقطعة عن القطيع. وهو فارد بهذا الأمر أي منفرد به. وفردتُه فُروداً. وبعثوا في حاجتهم راكِباً مُفرِداً: لا ثانيَ معه. وجاؤوا فُرادى. وعددتُ الدراهم أفراداً أي واحداً واحداً. وطلعتْ أفرادُ النجوم وهي الدراري. وأفردتِ الحاملُ وأتأمتْ فهي مُفرِد ومُتئم إذا وضعت فرداً واثنين. واستفردتُ فلاناً: انفردتُ به، واستفردتُه فحدّثتُه بشُقوري أي وجدته فرداً لا ثانيَ معه. واستطرد للقوم فلمّا استفرد منهم رجلاً كرّ عليه فجدّ له. واستفرد الغوّاصُ هذه الدرّةَ: لم يجد معها أخرى. وفلان يفصّل كلامه تفصيل الفريد وهو الدرّ الذي يفصِل بين الذهب في القلادة المفصّلة فالدر فيها فريد والذهب مُفرَّد، والواحدة فريدة، وقيل: الفريد: الشذْرُ، ويقال لبائعه: الفَرّاد، وتقول: كم في تفاصيل المبرَّد من تفصيل فريد ومفرَّد. وتقول: ربّ نائل من أخي دَوْس ولعلّ أخا دوسٍ في الفردَوْس؛ وهو البستان الواسع الحسن، وجمعه: فراديس، تقول: خرج النّاس كراديس ينزلون الفراديس؛ أي جماعات.

  فرر - هو فَرَّار وفَرور وفَرورة. وأفررته: حملته على أن يفرُّ. وفي الحديث: «ما يُفِرُّك إلّا أن يقال لا إله إلّا الله». «وهؤلاء فَرُّ قريش أفلا أردّ على قريش فَرَّها؟». ويقال: فرُّ الجوادِ عينُه أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تَفِرّه. وامرأة غرّاء فرّاء: حسنة الثغر. وإنّها لحسنة الفِرَّة أي الابتسام. وافترّتْ عن ثغر كالبرد. والذئب يفرفر الشاة إذا مزّقها، ومنه سُمّي الأسد: فُرافِرا. والفرس يفرفر اللّجام ليخلعه عن رأسه.

  ومن المجاز: فررتُ عن الأمر: بحثتُ عنه، وفُرَّ عن هذا الأمر، وفُرَّ فلانٌ عمّا في نفسه، وفلان مفرور ومفرَّرٌ: