أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رمح

صفحة 251 - الجزء 1

  ورَعَتِ الإبلُ الرِّمْثَ والأرماث وهو من الحَمْض؛ قال:

  ألا حَنّتِ المِرْقال واشتاقَ رَبّها ... تَذكَّرُ أرماثاً وأذكرُ مَعشرِي

  ولوْ عُلّمتْ صَرْفَ البيوعِ لسَرّها ... بمكّةَ أن تَبتاعَ حَمْضاً بإذْخِرِ

  أي تبيع رمْثاً بإذخر.

  رمح - رمحتُه: طعنتُه بالرّمح، ورجل رامح نابل، وهذا رَمّاح: حاذق في الرِّماحة، ورامحه مرامحة، وترامحوا وتسايفوا، ولهم رماح وأرماح. ورمحَتْه الدابة، ودابة رمّاحة: عضّاضة، ورَموح: عضوض.

  ومن المجاز: طلع السِّماك الرامح. وركض الجُنْدَبُ ورَمَح: ضرب الحصى برجله. وأخذتِ الإبلُ رِماحَها: منعتْ بحسنها أن تُنحر؛ قال النّمر:

  أيّامَ لم تأخذْ إليّ رِمَاحَها ... إبلي بجِلّتِها ولا أبكارِها

  وإبل ذوات رماح، وناقة ذات رمح؛ قال الفرزدق:

  فمكّنْتُ سَيفي من ذواتِ رماحها ... غَشاشاً ولم أحفِلْ بكاءَ رعائِيا

  وأخذتِ البُهْمَى رماحَها: منعتْ بشوكها أن تُرعَى. وأصابته رماح الجنّ: الطاعون؛ قال زيد بن جندبٍ الإيادي:

  ولو لا رماح الجنّ ما كان هزَّهم ... رِماحُ الأعادي من فَصِيحٍ وأعجَمِ

  وأنشد الجاحظ:

  لعمرُكَ ما خشيتُ على أُبَيٍ ... رماحَ بني مقيِّدَةِ الحمارِ

  ولَكِنّي خَشِيتُ على أُبَيٍ ... رماحَ الجنّ أوْ إيّاكَ حارِ

  الأنذال أصحاب الحمر دون الخيل. ورمَح البرقُ: لمع لمعاً خفيفاً متقارِباً. ورأيتُ مهاة ورامحاً أي ثوراً، سُمّي لقرنيه؛ قال ذو الرّمّة:

  وكائنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ ... بلادُ الوَرَى لَيستْ لَه بِبِلادِ

  وكسروا بينهم رمحاً: وقع بينهم شرّ. ومُنينا بيوم كظلّ الرّمح: طويل وضيّق؛ قال ابن الطَّثَرِيّة:

  ويوْم كظلّ الرّمحِ قصر طُوله ... دم الزّقّ عَنّا واصطفاق المزاهرِ

  وهم على بني فلان رمح واحد؛ قال طفيل:

  وألفَيتَنا رُمحاً على النّاسِ واحداً ... فنظلِمُ أوْ نأبَى على مَن تَظَلّمَا

  رمد - رَمَّدَ الشِّوَاءَ. وقَدِمْنا هذا البلد فرَمَدْنا فيه أي هلكنا وصرنا كالرّماد، ومنه أصابهم عام الرَّمادة وهي القحط. وأرمد القوم مثل أسنتوا. ونعامة رمداء وربداء، ونعام رُمْد ورُبْد. ومنه قيل: ارمدّ: عَدَا عَدْو الرُّمْدِ. وعين رمداء، وعيونٌ رُمْدٌ، ورَمِدتْ عينه، وبه رَمَدٌ، وهو رَمِدٌ وأرمدُ، وأرمَدَ عينَه البكاءُ. وارمَدّ وجهُه واربَدّ. وماءٌ رَمِدٌ: آجن. وثوبٌ رَمِدٌ وأرمَدُ: وسِخ. وتقول: إن طنين الرُّمد من الدواهي الرُّبد؛ وهي البعوض لرُمْدة لونه؛ قال أبو وجزة:

  تَبيتُ جارَتَهُ الأفعَى وسامِرُهُ ... رُمْدٌ به عاذِرٌ منهنّ كالجَرَبِ

  ومن المجاز: سُفيَ الرَّمادُ في وجهه إذا تَغَيّر. وفي مثل: «شَوَى أخوك حتى إذا أنضجَ رَمَّد» أي أحسن ثمّ أفسد إحسانه. وبكت عليه المكارم حتى رَمِدَتْ عيونُها وقَرِحتْ جفونُها.

  رمز - رَمَزَ إليه، وكلّمه رمزاً: بشفتيه وحاجبيه. ويقال: جاريةٌ غمّازةٌ بيدها همّازةٌ بعينها لمَّازَةٌ بفمِها رمّازَةٌ بحاجبها. ودخلتُ عليهم فتغامزوا وترامزوا. وضربه حتى خرَّ يرتمز للموت: يتحرّك حركة ضعيفة وهي حركة الوقيذ. ونَبّهتُه فما ارتمز وما ترمَّز؛ قال:

  خررتُ منها لقَفايَ أرتَمِزْ

  وقال مُزرّد: