أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هدي

صفحة 698 - الجزء 1

  وفلان هَدَفٌ لهذا الأمر وغرض له.

  هدل - هَدَلَ الحَمَامُ هَديلاً. وتهدّلتِ الثمرة. وتهدّل الثوبُ: استرسل، وهدَلته هَدْلاً. ومِشفر أهدلُ ومَشافر هُدْلٌ. وشَفة هَدلاء، وبها هَدَلٌ.

  هدم - بناء مهدوم ومهدَّم، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هَدَمٌ من الحائط وهو ما انهدم منه؛ قال يهجو امرأة:

  تمضي إذا زُجرتْ عن سَوءة قُدُماً ... كأنّها هَدَمٌ في الجفر مُنقاضُ

  ومن المجاز: عجوز متهدّمة: فانية. وتهدّم الثوبُ: بَليَ، وعليه هِدْمٌ وأهدام: أخلاق. ودمه هَدَمٌ: هَدَرٌ. وجاءت هَدْمَةٌ من مطر: دُفعة منه. وتهدّمت النّاقةُ من شدّة الضَّبَعة. وهو يتهدّم بالمعروف؛ قال ابن هرمة:

  ما ذا بمَنبِجَ إن تُنشر مقابرُها ... من التهدّم بالمعروف والكرم

  وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام ويتهوّر، ويقال: «إنّ حفرك إليّ لهَدَمٌ وإنّ حبلك إليّ لأنشوطة» إذا وُصف بقلّة النُّصرة. وهُدِمَ الرجلُ في البحر: دِيرَ به، وأخذه الهُدامُ.

  هدن - هدّنتُ الرجلَ: سكّنتُه وثبّطتُه فهَدَنَ هُدوناً؛ قال الحماسيُّ:

  ولا يرعَونَ أكنافَ الهوينا ... إذا حَلّوا ولا روضَ الهُدونِ

  وهدّنتْ صبيّها بكلامها لينام. وهدّنوه بالقول حتى هَدَنَ. وإن مَلغاةَ أوّل اللّيل مَهْدَنَةٌ لآخره.

  ومن المجاز: هادنه: صالحه، مهادنة. وتهادنوا: تصالحوا. وبينهم هُدْنة. وتهادنَ الأمرُ: استقام.

  هدي - هو هادٍ من الهُداة. وهداه للسّبيل وإلى السبيل والسبيلَ هِدايةً وهُدًى. وهداه من الضلالة فاهتدى. وهَدَى هَدْيَ فلان: سار سيرته. وفي الحديث: «واهدُوا هَدْيَ عَمّار». وما أحسن هَدْيَه! ورأى هَدْيَ أمره وهِدْيَةَ أمره: جهتَه. واستهديتُه فهداني. وهو لا يتهدّى لذلك، وتركه على مُهَيْدِيَتِه: على جهته وحالته التي كان عليها. وجاء يُهادَى بين اثنين ويتهادَى.

  ومن المجاز: هَدَاه: تقدّمه كما يتقدّم الهادي المَهديَ. وجاءت الخيلُ يَهديها فرس أشقر. واقتنصَ هادياتِ البقر وهواديَها: متقدّماتها. وضرب هاديته: عنقه. وأقبلت هوادي الخيل. وانتصب هادي الفَلَق؛ قال ذو الرُّمّة:

  حتى إذا ما جلا عن وجهه فَلَقٌ ... هاديه في أُخريات اللّيل منتصبُ

  وتوكأ على الهادية وهي العصا. وأصابه هادي السهم: نصله؛ قال ذو الرُّمّة:

  يمشي بِزُرْقٍ هَدَتْ قُضْباً مصدَّرة ... مُلس المتون حداها الرّيشُ والعَقَبُ

  ومنه: أهدى له وإليه هَدِيّة لأنّها تُقدّم أمام الحاجة في مِهْدًى: في طبق. واستهدَى صِدّيقَه. «وتهادوا تحابُّوا». ورجل وامرأة مِهْداء. وفلان يُهَدّي للنّاس إذا كان كثير الهدايا؛ قال أبو خراش:

  لقد علمتْ أُمُّ الأُدَيْبر أنّني ... أقول لها هَدّي ولا تَذْخَري لحمي

  وأهدَى إلى الحرم هَدْياً وهَدِيّاً. وهَدَى العروسَ إلى زوجها هِداء وأهداها إليه، لغة تميم هَدَيْتُها بمعنى دللتها، ولغة قيس أهديتها: جعلتها هَديّة.

  هذب - هذّبتُه فتهذّب، و «أيُّ الرجال المهذَّب». وفرس وطائر مُهْذِب: سريع، ومرَّ يُهذِبُ.

  هذذ - هَذَّهُ هَذّاً: أسرع قَطْعه. وسكّين هَذوذٌ.

  ومن المجاز: هَذّ القرآنَ وهو يَهُذّه هَذّاً إذا أسرع فيه وتابعه؛ ومنه قول رؤبة:

  ضرباً هَذَاذَيْك وطعناً وخْضَا

  وقول مَعبد بن سَعْنَة:

  فباكرَ مختوماً عليه سَياعُه ... هَذاذَيْك حتى أنفد الدَّنَّ أجمعا

  أراد سرعة الضرب والشرب ومتابعتَهما.