أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جزي

صفحة 93 - الجزء 1

  وقلم جَزْمٌ: مستوي القَطّ لا حرف له. و «التكبير جَزْمٌ والسلام جَزْمٌ» وهو تَرْكُ الإفراط في الهمز والمدّ.

  جزي - اللهُ يَجْزِيك عني ويُجَازِيك؛ قال لبيد:

  وإذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِهِ ... إنّما يَجْزِي الفَتى ليسَ الجَمَلْ

  وكما تُجَازي تُجَازَى. وأحْسَن إليه فَجَزاه خيراً إذا دعا له بالمُجَازَاة. وهذا رجلٌ جَازِيكَ من رجل أي كافيك. وهذا لا يَجْزِي عنك أي لا يَقْضِي، ومنه جِزْيَة أهل الذّمّة لأنّها تَقضي عنهم. يقال: أدَّوْا جِزْيَتَهُم وجِزَاهُم. واشترى من دِهْقَانَ أرضاً على أن يَكْفِيَه جِزْيَتَها أي خراجَها.

  ومن المجاز: جَزَتْكَ الجَوَازي أي أفعالك أي وجدتَ جَزَاء ما فَعلتَ؛ قال:

  جَزَتْكَ الجَوَازي عن صَديقك نَضرَةً ... وأدْنَاكَ رَبّي في الرّفيقِ المقرَّبِ

  أو ألْطافُ الله وأسبابُ رحمتِه؛ قال الحطيئة:

  مَنْ يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَمْ جَوَازِيَه ... لا يَذْهَبُ العُرْفُ بَينَ الله والنّاسِ

  أو أراد جمع جازِيَةٍ بمعنى الجزاء.

  جسأ - جَسأتْ مفاصلُه جُسوءاً، وجَسَتْ تَجْسُو جُسُوّاً وهو يُبْسٌ وصلابة. وفي عنق الدابة جُسْأةٌ وهي يُبْسُ المَعْطِف، ودابّة جاسِئَةُ القوائم: يابِسَتُها لا تكاد تنعطف.

  وأرض جاسِئَةٌ وجبل جاسئ وجاسٍ؛ قال ابن الرِّقاعِ:

  يَتَعاوَرانِ منَ الغُبَارِ مُلاءَةً ... بَيضاءَ مُخْمَلَةً هما نَسَجَاهَا

  تُطْوَى إذا هَبَطَا مكاناً جَاسِياً ... وإذا السّنابِكُ أسْهَلَتْ نَشَرَاها

  ولهم قلوبٌ قاسيَه كأنّها صخورٌ جاسِيَه. ويد جاسِئَةٌ من العمل، وقد جَسَأتْ منه وبَسَأتْ به.

  جسد - دم جَاسِدٌ وجَسِيدٌ: جامد يابس. ودمٌ كلونِ الجِسَاد وهو الزّعفران. ولَبِسْنَ المَجَاسِدَ وهي الشُّعُرُ، جمع مِجْسَد أو مُجْسَد، وعليها مُجْسَدٌ مُجَسَّد أي شِعَارٌ مزعفَر. ولا تخرجْنَ إلى المساجد في المجاسد.

  جسر - رجل جَسُور، وفيه جَسَارة، وقد جسر على عدوّه، ولا يَجْسُر أن يفعل كذا، وإن فلاناً يُشَجِّع أصحابَه ويُجَسّرهم، وتجاسَرْتُ على كذا: تجرَّأْتُ عليه، إنَّكَ لقَليلُ التَّجاسر علينا. وناقة جَسْرَةٌ: قويّة جَريئَةٌ على السفر؛ قال الأعشى:

  قطَعتُ إذا خَبّ رَيْعانُها ... بدَوْسرَةٍ جَسرَةٍ كالفَدَنْ

  وقال امرؤ القيس:

  فدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنكَ بجَسرَةٍ ... ذَمُولٍ إذا صَامَ النّهارُ وهَجَّرَا

  وجارية جَسْرَة السّوَاعِدِ، وجسرَة المُخَدَّمِ: ممتلئتها. وأرادوا العُبُور فعقَدوا الجُسُور.

  ومن المجاز: رحم الله امرأ جعل طاعتَه جَسْراً إلى نجاتِه. وجسَرَتِ الرِّكابُ المفازَةَ واجتَسَرَتها: عَبرَتها عبورَ الجَسْر والجِسْر؛ قال ذو الرُّمّة:

  فلا وَصْلَ إلّا أن تُقارِبَ بَيْنَنا ... قلائِصُ يَجْسُرْنَ الفَلاةَ بنا جَسْرَا

  واجتَسَرَتِ السفينةُ البحرَ: عبرته؛ قال أُميّةُ بن أبي الصَّلْتِ في وصْف سفينة نوح #:

  فهْيَ تَجْرِي فيهِ وتَجْتَسِرُ البَحْ ... رَ بأَقْلاعِها كقِدْحِ المُغَالي

  وفي حديث عُوجٍ: «فوقع على نيل مصر فجَسَرهم سَنَةً». أي صار لهم جَسْراً. والخيل تَجَاسَرُ بالكُمَاةِ: تمضي بها وتَعْبُرُ؛ قال:

  تَجَاسَرُ بالكُمَاةِ إلى ضِرَاحٍ ... علَيها الخَطُّ والحَلَقُ الحَصِينُ

  وقال الطِّرِمّاح:

  قُوداً تَجَاسَرُ بالحُدُو ... جِ بشاطئ الشرَفِ المُقابِل