أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ثمد

صفحة 76 - الجزء 1

  كثر عنده الصوف. وثلَلْتَ عرشَ البيت وهو سقفه: هدمتَه، وبيت مَثْلُول.

  ومن المجاز: ثُلّ عَرْشُه إذا ذهبَ قِوامُ أمرِه. وفلان كثير الثَّلّة إذا كان أشعرَ البَدنِ؛ قال:

  وأنتَ في الحَيّ قَليلُ العِلّهْ ... ضَخْمُ الكَرَاديسِ كَثيرُ الثَّلّهْ

  ذو سَبَلاتٍ وَلِحًى عِثْوَلّهْ

  ثلم - ثلَمْت الحائطَ ثَلْماً وثلّمْته، وحائط مثلوم ومثلَّم، وقد انْثَلَمَ وتَثَلّم، وفيه ثُلْمَةٌ وثُلَم، وحوضٌ ونُؤيٌ أَثْلَمُ، وقد ثَلِمَ ثَلَماً؛ ويقال: في السيف ثَلْم، وفي الإناء ثَلَم؛ قال النّابغة:

  رَمادٌ كَكُحْلِ العَينِ ما إنْ أُبِينُهُ ... ونُؤيٌ كجِذْمِ الحوضِ أثلمُ خاشعُ

  ومن المجاز: هذا ممّا يَكْلِم الدِّين ويَثْلِم اليقين. وموت فلان ثُلْمَة في الإسلام لا تُسَدّ. وقد انثلموا عليه، وانثَلُّوا، وانْثالُوا، وانْهَالُوا، وانهدّوا، وانصَبّوا.

  ثمد - لو كنتم ماء لكنتم ثَمْداً أي قليلاً. وقال الأصمعي: هو ماء المطر يبقى مَحْقُوناً تحت رملٍ، فإذا كُشف عنه أدّتْه الأرضُ. وتركناهم يَمُصّون الثِّمَادَ؛ وقال بِشْرٌ يصف خَيلاً:

  يبارِينَ الأسِنّةَ مُصْغِياتٍ ... كما يَتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ

  وثَمَد الماءُ يَثْمِد فهو ثامِد. وأثْمَدَ العَينَ: كَحَلَها بالإثْمِد.

  ومن المجاز: أصبح فلان مَثْمُوداً: فنيَ ماءُ صُلبِه، والنساء ثَمَدْنَه. ورجلٌ مَثْمُودٌ: كَثُرَ عليه السُّؤّالُ حتى أنفدوا ما عنده، وأصبح النّاس يَثمِدونَه؛ قال زياد ابن مُنْقِذٍ:

  غَمْرُ النّدى لا يكادُ الحيُ يَثْمِدُه ... إلّا غدا وهوَ سامي الطَّرْفِ يَبتَسِمُ

  وقال آخر:

  قُعُوداً لَدَى أبْوَابِهِم يَثْمِدونَهم ... رمَى الله في تلكَ الأكفّ الكَوَانِعِ

  أي الضّوارع للمسألة. وقد استَثْمَدَني فلان فثَمَدْتُه أي استعطاني فأعطَيتُه. وثَمَدْتُ النّاقةَ بالحلب: اشتَفَفْتُها.

  ثمر - شجر مُثْمِر، وله ثَمَر وثُمُر وثِمَار وثَمَرة حسنة، واشتريتُ ثَمَرة بستانه.

  ومن المجاز: دقّ الجلّادُ ثَمَرَة سوطِه، وسوط عظيم الثمرة وهي العُقْدة في طرفه؛ قال:

  وإذا الرِّكابُ تكَلّفَتْها عُطّفَتْ ... ثَمَرَ السّياطِ قَطُوفُها وَوَساعُها

  وفي الحديث: «تكون في آخر الزمانِ فتنة كثَمَرَةِ السّوْطِ يَتْبَعُها ذُبابُ السّيفِ». وقُطِفَتْ ثمرَةُ فلان إذا طُهّر وهي قُلْفَتُه، وقُطِفَتْ ثمارُهم؛ قال:

  ما زالَ عِصْيانُنا للهِ يُسْلِمُنَا ... حتى دُفِعْنا إلى يحيَى ودينارِ

  إلى عُلَيْجَينِ لم تُقْطَفْ ثِمارُهما ... قد طالَ ما سَجَدَا للشّمسِ والنّارِ

  وفلان خَصّني بثَمَرة قلبه: بمودّته؛ قال الكميت:

  خلائِقُ أنزَلَتْكَ يَفَاعَ مَجْدٍ ... وأعطَتْكَ الثِّمَارَ بها القُلُوبُ

  وقال ابن مُقْبِل:

  لفَتَاةِ جُعْفيٍّ لَياليَ تجتَني ... ثَمَرَ القُلوبِ بجِيدِ آدَمَ خاذِلِ

  وفي السّماء ثَمَرَةٌ وثَمَرٌ: لَطْخٌ من سحابٍ. وضربني بثَمَرَةِ لسانِه: بعَذَبَتِها إذا لَسَنَك. {وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ} أي مال، وانظر ثَمَرَ مالك ونماءَه، ومال ثَمِرٌ: مبارَكٌ فيه، وأَثْمَرَ القومُ، وثَمَرُوا ثُمُوراً: كثُر مالهم، وثَمُرَ مالُه يثْمُرُ: كثر، وفلان مجدود ما يَثْمُرُ له مال، وثمّر مالَه تثميراً. وإنّ لبنك لحسن الثَّمَرِ، وهو ما يُرَى عليه إذا مُخِضَ من أمثالِ الحَصَفِ في الجلد، ولبنٌ مُثَمِّرٌ، وقد ثَمّرَ تثميراً، وأَثْمَرَ إثْماراً، وشرِبَ الثَّميرةَ وهي اللّبن المُثْمِر،