جهل
  بالأمر جِهاراً أي عالَنْتُهم به عِلاناً، ورأيتُه فجَهَرْتُه، واجْتَهَرْتُه. واسْتَجْهَرْتُه: رأيتُه عظيم المَرْآةِ؛ قال:
  إنّ سِرَاجاً لكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ ... تَحْلَى بهِ العَينُ إذا ما تَجْهَرُهْ
  وجَهَرَني فلان: راعَني بجَمَالِه وهيئَتِه. وجهَرْتُ الجيشَ واجتَهَرْتُهم: كثروا في عيني، وجَيش مُجْتَهَرٌ وجَهْوَرٌ. ورأيْتُ جُهْرَه فعرَفتُ سِرَّه؛ قال القَطاميّ:
  شَنِئْتُكَ إذْ أبصرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً ... وما غَيّبَ الأقوامُ تابعَةُ الجُهْرِ
  أي مغيَّبَاتُهم ومَخَابِرُهم تابعة لهيئتهم. وما أحسن جُهْرَه، وأسوَأ جُهْرَه. وفلان جَهِيرٌ بَيّن الجَهَارَةِ إذا كان ذا جَهرَةٍ ومنظَرٍ تَجْتَهِرُه الأعين؛ قال أعرابيّ في الرشيد:
  جَهِيرُ الرُّوَاء جَهِيرُ الكَلامِ ... جَهِيرُ العُطَاسِ جَهيرُ النّغَمْ
  ويَخْطو على الأيْنِ خَطوَ الظَّليمِ ... ويَعْلُو الرّجالَ بخَلْقٍ عَمَمْ
  وفلان مشتَهِرٌ مجتَهِرٌ. وهو جَهِيرٌ للخير: خَلِيقٌ، وهم جُهَرَاءُ للمعروف؛ قال الأخطل:
  جُهَرَاءُ للمَعرُوفِ حينَ تَرَاهُمُ ... حُلَمَاءُ غيرُ تَنَابِلٍ أشرارِ
  ورجلٌ أجْهَرُ وامرأةٌ جَهْرَاءُ: تَسْدَرُ عينُهما في الشَّمس. وأرض جَهْراءُ: عَرَاءٌ لا يسترها شيء. وتقول: جَهَرَتْ لنا جَهْرَاءُ، ووَطِئْنَا أعْرِيَةً جَهْرَاوَاتٍ. وفلان عفيف السَّرِيرَةِ والجَهِيرَةِ؛ قال:
  لا يُتْبِعُ الجارَاتِ رِيبَةَ طَرْفِهِ ... ويُتَابِعُ الإحْسَانَ للجِيرَانِ
  عفُّ السّرِيرَةِ، والجَهِيرَةُ مثلُها ... فإذا اسْتُضِيمَ أرَاكَ فِسْقَ طِعَانِ
  وجَهَرْنا بني فلان: صَبّحْناهم.
  جهش - جَهَشَتْ نفسه مثل جاشَتْ إذا نهَضَتْ إليه وهمّ بالبُكاء، وأجْهَشَتْ؛ قال الطِّرِمّاحُ:
  لما رَأيتُهُمُ حَزَائِقَ أجْهَشَتْ ... نفسي وقلتُ لهمْ ألا لا تَبْعُدُوا
  ولما رأوْني جَهَشُوا إليّ أي نهَضُوا فزِعِينَ. وتقول: جَهَش ثمّ بَهَشَ. وما كانت بَهْشَه إلّا وبعدَها جَهْشَه؛ وهي العَبرَة.
  جهض - أجْهَضَه عن كذا: أعْجَلَهُ عنه. وصاد الجارحُ فأجْهَضْناه عن صيده وغلبناه عليه. وأنْهَضُوهم عن أماكنهم وأجْهَضُوهم. وأجهَضَتِ النّاقةُ: أسْقَطَتْ، وحُوَارٌ جَهِيضٌ ومُجْهَضٌ؛ قال أبو النجم:
  يَتْرُكْنَ في المُشْتَبِهِ الدّاوِيِ ... كلَ جَهِيضٍ مَيّتٍ أوْ حَيِ
  جهل - فلان جَهُولٌ، وقد جَهِل بالأمر. وجَهِلَ حَقَّ فلان. وهو يَجْهَلُ على قومِه: يتسافه عليهم؛ قال:
  ألا لا يَجْهَلَنْ أحَدٌ عَلَيْنَا ... فنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجاهِلِينَا
  وفي مثل: «كفى بالشكّ جهلاً». وكان ذلك في الجاهليّة الجَهْلاء وهي القديمة. وجهَّل صاحبَه: رماه بالجهل. واستَجْهَلَه: عدّه جاهلاً. وتجاهَلَ: أرَى من نفسه أنّه جاهلٌ. وجاهَلَه: سافَهَه. ورأيتُ منهما مُجَامَلَه ثمّ انقلَبَت مُجَاهَلَه. «والولد مَجْهَلَةٌ». وفلاة مَجْهَلٌ لا عَلَمَ بها، خلافُ مَعْلَم. وساروا في مَجَاهِلِ الأرض ومَعَامِيها. وتقول: كم قطعتُ من مَجْهَل وورَدْتُ من مَنْهَل.
  ومن المجاز: استَجْهَلَتِ الريحُ الغصنَ: حرّكَتْه. وقال النابغة:
  دعاكَ الهوَى واستَجْهَلَتَكَ المنازِلُ ... وكيفَ تَصَابي المَرْء والشّيبُ شاملُ
  أي استَخَفّتْك. وفي مثَل: «نَزْوَ الفُرَارِ استَجْهَلَ الفُرَارَ». وجَهِلَتِ القِدْرُ: اشتَدّ غَليانُها، نقيض تحلّمَتْ. قال ابن أحمر:
  وَدُهْمٍ تُصَاديها الوَلائِدُ جِلّةٍ ... إذا جَهِلَتْ أجوافُها لم تَحَلَّمِ
  وناقة مَجْهُولَةٌ: لم تُحْلَبْ قطّ، وقيل: لم تَحْمِلْ. وناقة مِجْهَالٌ: تخفّ في سيرِها؛ قال ابن مقبل: