أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ربع

صفحة 217 - الجزء 1

  خيلهم، ثمّ سُمي الإقامة في الثغر مُرابَطةً ورباطاً. والغزاة في مرابطهم ومرابطاتهم وهي مواضع المُرَابطة. ووقف ماله على المُرابِطة وهي الجماعة التي رابطت، ومنه: اللهمّ انصر جيوشَ المسلمين ومُرابِطاتهم.

  ومن المجاز: ربط الله على قلبه: صبَّره {لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها}. ورجل رابط الجأش ورَبيط الجأش. وقد ربُطَ رباطة. ولولا رَجاحة رأيه ورباطة جأشه لما طمع الجَدُّ العاثر في انتعاشه. وقَرَض فلان رِبَاطه إذا مات أو بلَّ من مرضه. وأصبح قد رَبَط الله عنه وَجَعَه. وترابط الماء في مكان كذا إذا لم يَخْرُجْ من مُجْتمعه وركد فيه، وماء مترابط؛ قال يصف سحاباً:

  ترَى الماءَ منهُ مُلْتَقٍ مُترَابِطٌ ... ومُنجَرِدٌ ضَاقتْ به الأرْضُ سائحُ

  مُنْجَرِدٌ: جارٍ ذاهب. وعنده رَبيطٌ طيِّبٌ وهو تمر يُجعل في الجِرار ويُبَلُّ بالماء فيعود كالرُّطب.

  ربع - رَبَع بالمكان: أقام به. وأقاموا في ربعهم وربوعهم ورباعهم، وهذا مَرْبَعُهم ومُرْتَبَعُهم. وناقة مِرباع، ونوقٌ مرابيع: يُنْتَجْنَ في الربيع. وما له هُبَع ولا رُبَع: فصِيل صيفيّ ولا رِبْعيّ والجمع رِباع؛ قال:

  وعُلبة نازعتُها رِبَاعي ... وعُلبة عند مَقيلِ الرّاعي

  وَوُلِدَ في رِبْعِيّة النتاج. ورُبِعَت الأرض فهي مربوعة: مُطِرَت في الربيع. وأخذ المِرباع وهو رُبُع المَغْنَم. وحبل مربوع: مفتول على أربع قُوًى. ورجل رَبْعة، ومربوع ومرْتَبع: وسيط القامة. وسقى إبلَه الرِّبع. وأصابته حُمّى الرِّبع، ورُبِع وأُرْبِع. ورجل مربوع ومُرْبَع؛ قال الهذلي:

  من المُرْبَعِينَ ومِن آزِلٍ ... إذا جَنّهُ اللّيلُ كالنّاحِطِ

  وفرس رَبَاع. وألقى رَباعِيَتَه. وقد أربع الفرس. ومرّ بقوم يَرْبَعون حجراً ويَرْتبعون ويَتَرَبّعُون. وهذه ربيعة الأشدّاء وهي الحجر المرتَبع. ورابعني فلان: حاملني وهو أن يتآخذا بأيديهما حتى يرفعا الحِمْل على ظهر الجمل. يقال: من يرابعني يداً بيد. وفلان مستربِع للحِمْل وغيره: مطيق له. واستربع الأمرَ: أطاقه؛ قال الأخطل:

  لعمري لقد ناطَتْ هوَازِنُ أمرَها ... بمستربِعينَ الحرْبَ شُمِّ المناخرِ

  وقال أبو وجْزة:

  لاعٍ يكادُ خَفيضُ النّقرِ يُفرطه ... مُستربِع لِسُرَى الموْماةِ هَيّاجِ

  اللاعي: الفزِع، يفرطه: يملؤه رُعباً، هيّاج: يهيج في العَنَق. ويقال: إنّه لجَلْد مستربع: مطيق متصبِّر؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  استرْبعوا ساعَةً فأزْعَجَهم ... سيّارة يَسحَقُ النّوَى قَلِقُ

  أي صَبروا فحركهم رجل كثير السير. والقوم على رَباعتهم ورِباعتهم أي على حالهم التي كانوا عليها وعلى استقامتهم، وتركناهم على رِباعتهم. وما في بني فلان من يَضْبِط رِباعته إلّا فلان أي أمره وشأنه. وكفى فلان قومه رِباعتَهم؛ قال الأخطل:

  ما في مَعَدّ فتًى يُغني رِباعَتَه ... إذا يَهُمّ بأمْرٍ صالِحٍ فَعَلا

  ويقال: أغنِ عني رِباعَتَك. وفلان على رِباعَة قومه إذا كان سيّدهم. وتربّع في جلوسه. وما هذه الرَّوْبَعة وهي قعدة المتربّع. وتقول: يا أيّها الزّوبعه ما هذه الروبعه. وفتح العطّار رَبْعَتَه وهي جُونة الطيب وبها سمّيت ربعة المصحف.

  ومن المجاز: رَبَع الفرس على قوائمه إذا عَرِقت، من ربع المطر الأرض. والخيل يَرْبَعْن الشَّوَى. ورَبَعَه الله: نَعَشَه. ويقال: اللهمّ ارْبَعْني من دَين عليّ أي انعَشني وهو من الربع بمعنى الرّفع. وقيل: هو من المطر. وغيث مُرْبع مُرْتع: يحمل الناس على أن يَرْبعوا في ديارهم لا يرتادون. وارْبَع على نفسك: تمكَّث وانتظر. وربَعْت على فعل فلان: لم أتجاوزه واقتديت به فيه. وأكثر الله رَبْعك أي أهل بيتك. وهم اليوم رَبْعٌ إذا كثروا ونموا. وحيّا الله ربعك أي قومك.