أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هتر

صفحة 694 - الجزء 1

  وهَبَطَ الرّجلُ من منزلته. وهَبَطوا من حال الغنى إلى حال الفقر؛ قال:

  إن يُغبَطوا يَهْبِطوا وإن أَمِروا ... يوماً يصيروا للهُلْك والنَّكَد

  ويقال: بعد الغَبْط الهَبْط. وهَبَطَ ثمَنُ السّلعة: نقص.

  هبل - لأمّه الهَبَلُ: الثُّكْلُ، وهَبِلَتْهُ أمُّه، وأمُّه هابلٌ، وهَبِلتْه الهَبولُ. وفلان مُهَبَّلٌ: مَقولٌ له ذلك؛ قال أبو كبير:

  فشَبّ غير مُهَبَّلِ

  ويقال: أصبح مُهَبَّلاً مهَبَّجاً: مورَّماً. وفي الحديث: «والنساء يومئذ لم يُهَبِّلْهُنّ اللّحم». واستقرّت النُّطفة في المَهْبِل وهو موضعها من الرحم. واهتبلَ الصائدُ الصيدَ: احتال عليه واختدعه. وهو هَبّالٌ؛ قال ذو الرُّمّة:

  ومُطعَمُ الصّيد هَبّالٌ لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسبِ يَكتسبُ

  ومن المجاز: هو يَهتبِلُ غِرّتَه. وسمعتُ كلمة فاهتبلتُها: اغتنمتُها وافترصتها.

  هبن - «أحمقُ من هَبَنَّقَهْ»: لقبُ رجلٍ يقال له: ذو الوَدَعات واسمه يزيد بن حرثانَ أحد بني قيس بن نَعامةَ يُضربُ به المثل في الحُمْق.

  هبو - سطَعتِ الهَبْوةُ والهَبَواتُ. وصار هَباء وهو دقاق التراب الساطع في الجوّ كالدّخان وما ينبثّ في ضوء الشمس. وتراب ورَماد هابٍ؛ قال مالك بن الرَّيبِ:

  ترى جَدَثاً قد جرّت الرّيحُ فوقه ... تراباً كلون القَسطلانيّ هابيا

  وهَبَا الغبارُ يهبو. وأهبَى الفرسُ: أثار الغبار.

  هتر - «إنّه لهِتْرُ أهتار»: داهيةٌ من الدواهي. وجاء بهِترٍ من القول: بسَقَطٍ. وتهاترت الشهاداتُ: كذّبَ بعضُها بعضاً. وتهاتر الرَّجلان: ادّعى كلُّ واحد على الآخر باطلاً. وفي الحديث: «المُستَبّانِ شيطانانِ يتهاتران ويتكاذبان وما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد الآخر». وهو مُهتَرٌ وهي مُهتَرة، وأُهْتِرَ: خَرِفَ.

  ومن المجاز: هو مُهْتَرٌ به، ومُسْتَهْتَرٌ به: مفتون به ذاهب العقل، وقد أُهْترَ بفلانة واستُهتِر بها.

  هتف - هتفَتِ الحمامةُ، وهي هَتُوفُ الضُّحى. وقوسٌ هَتُوفٌ وهَتّافة، ولها هُتَافٌ، وهَتَفْتُ به: صِحتُ به. وسحابة هَتوفٌ: راعدة؛ قال لبيد:

  أربّتْ عليه كلُّ وطفاءَ جَوْنَةٍ ... هَتوفٍ متى يُنزف لها الوبلُ تَسكبِ

  هتك - هَتَكَ السِّترَ هَتْكاً وهو أن تجذِبه حتى تنزعه من مكانه أو تشقّه حتى يظهر ما وراءه. وهَتَكَ الثوبَ: شقّه طولاً. وانهتك السِّترُ وتهتّك.

  ومن المجاز: هَتَك الله تعالى سِتر الفاجر: فضحَه. وصبّحوهم فهتكوا أستارهم. وتهتّك في البِطالة: أهملَ نفسَه فيها. ورجلٌ مستَهْتِكٌ: لا يبالي هَتْكَ سِترِه. وهُتِكَ عَرشُه، كقولك: ثُلّ عرشُه إذا ذهب عزّه. وهاتكنا اللَّبّةَ: هَتَكنا سُدولها؛ قال رؤبة:

  هاتكتُه حتى انجلتْ أكْراؤه

  جمع الكَرَى، ومنه: سرنا هُتْكَةً من اللّيل: طائفةً منه.

  هتل - هَتَلَتِ السّماء وهَتَنَتْ. وجاءهم تَهْتانٌ من المطر وهو تتابُع القَطر.

  هتم - هَتَمَ أسنانَه، ورجلٌ أهْتَمُ وامرأة هَتماء، هَتْماً. الهَتْمُ: انكسار الثنايا من أصلها.

  هجد - قومٌ هُجود وهُجَّدٌ، ونساءٌ هُجَّدٌ؛ وقال:

  يُثِرن باللّيل الغَطاطَ الهُجَّدا

  وهَجَدَ الرّجلُ هُجوداً، وتهجّد: ترك الهُجودَ للصلاة، {فَتَهَجَّدْ بِهِ}. وبات فلان متهجِّداً: متوحِّداً. وهَجِّدْنا: مَكِّنّا من الهُجود؛ قال لبيد:

  قال هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى ... وقَدَرْنا إن خَنَى الدّهرُ غَفَلْ

  هجر - هَجَرَه وهاجره واهتجره؛ قال عديّ: