أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خلو

صفحة 174 - الجزء 1

  والودْق يخرج من خَلَلِ السّحاب ومن خِلاله. وهذه خُلّة صالحة. وفيه خِلال حسنة. ورعَتِ الإبل الخُلّة، واختلّت. وسلّوا السيوف من الخِلل وهي الجُفُون. وخلّلَ أسنانَه، وتخلّلَ، وأكل خُلالتَه. وخلّلَ أصابعَه. ودعا فخلّلَ أي خَصّ. وخَلّلَتِ الخمرُ: صارت خَلًّا. وخَلَ الثوبَ: شكَّه بالخِلال وهو ما يُخَلّ به من عود أو حديدة. وأخلّ بمركزه: تركه. وأخَلّ بقومه: غاب عنهم. وتخلّلَ الثوبُ: بَلي ورَقّ.

  ومن المجاز: اختَلّ: افتقر. ونزلت به خَلّة. واختَلَلتَ إليه: احتجتَ. واقسِمْ هذا المال في الأَخَلّ فالأخَلّ وهو الأفقر. واختَلّ أمره. وبدا فيه خَلَلٌ. وما فلان بخَلّ ولا خمر أي ليس بشيء. وخَمْرٌ خَلّةٌ: حامضة.

  خلو - خلا المكان خَلاءً، وخلا من أهله، وعن أهله، وخلوت بفلان وإليه ومعه خلوة، وخلا بنفسه: انفرد. واستخلَيتُ المَلِك فأخلاني أي خلا معي، وأخلى لي مَجْلِسَه. وخلا لك الجوّ. ومكانٌ خَلاء، وبات في البلد الخلاء والأرض الفضاء؛ وهو خِلْوٌ من هذا الأمر، وهي خِلْوَةٌ، وهم أخْلاء، وهو خَليّ من الهَمّ، وهي خليّة منه، وهم خليّون، وهنّ خَليّاتٌ. وخَلَوتَ على اللبن وعلى اللحم إذا أكلته وحده ليس معه غيره من تمر أو خبز. وخَلّيتَه وخَلّيتَ عنه: أرسَلْتَه. وخَلّيْتُ فلاناً وصاحبَه. وخَلّيتَ بينهما. وخاليتُه مُخالاة: وادعتُه. وتخلّى من الدنيا وخَالاها مُخالاة، وما أحسَن مخالاتَك الدنيا! وخلا شبابُك: مضى. وهو من القرون الخالية. وتقول: كان ذلك في القرون الأوالي والأمم الخوالي؛ وافعل ذلك وخَلاك ذَمٌّ. وما أردتُ مَساءتك خلا أنّي وعظتُك. والعسل في الخليّة وفي الخلايا. وعلفتَه الخَلَى وهو الحشيش. واختليتَه: اجتزَزتَه. وخَلّيتُ دابّتي: حششت له وملأتُ له المِخلاة، وعلّقوا على دوابّهم المَخالي. والمِخلاء في المِخلاة وهو ما يُقطع به الخَلَى. وأخليتَ الدابة: علفتَه الحَلَى.

  ومن المجاز: خَلّى فلان مكانَه: مات. ولا أخْلى الله مكانك: دعاء بالبقاء. وخَلّى سبيله: تركه. وخَلا به: سخِر منه وخَدعه لأن الساخر والخادعَ يخلوان به يُرِيانه النّصحَ والخصُوصيّةَ. وأخلى الفرسَ اللّجامَ: ألقمه إيّاه إلقامَ الخَلَى؛ قال ابن مقبل:

  تَمَطّيتُ أُخْليهِ اللّجامَ وبَذّني ... وشخصي يُسامي شخصَه وهو طائِلُهْ

  وفلان حُلو الخَلَى إذا كان حَسَن الكلام؛ قال كثير:

  ومُحترشٍ ضَبَّ العداوَةِ منهُمُ ... بحُلوِ الخَلَى حرْشَ الضِّبابِ الخوادعِ

  وأخْلى القِدْرَ: أوقد تحتَها بالبَعَر كأنّه جعله خَلًى لها؛ قال الراعي:

  إذا أُخْلِيَتْ عُودَ الهشيمةِ أَرْزَمَتْ ... حَناجرها حتى نَبيتَ نَذُودُها

  وما كنت خلاةً لِمُوعدٍ؛ قال الأعشى:

  وحَوْليَ بكْرٌ وأشْياعُها ... فلستُ خَلاةً لمن أوْعَدَنْ

  وهذا سيف يختلي الأيديَ والأرجلَ؛ قال:

  كأنّ اختِلاء المشرَفيّ رُؤوسَهُمْ ... هُوِيُّ جنوبٍ في يَبيسٍ مُحَرَّقِ

  خمد - نار خامدة وقد خَمَدت خُمُوداً: سكن لهبُها وذهب حسيسُها، وللنّار وَقْدَة ثمّ خَمْدة.

  ومن المجاز: خمدتِ الحُمّى: سكنت. وخمد فلان: مات أو أُغمي عليه {فَإِذا هُمْ خامِدُونَ}.

  خمر - خامرَ الماءُ اللبنَ: خالطَه. وخمّرْتَها: ألبستَها الخِمار فتخمّرتْ واختمرَتْ، وهي حسنة الخِمْرَةِ. وخَمَرَت العجينَ والنبيذَ فاختمر. وجعل فيه الخُمْرَةَ والخَميرَ والخَميرة. ووجدتُ خَمَرَة الطيب: رائحتَه. وسارّه فخَمَر أنفه. وصلّى على الخُمرة وهي سجّادة صغيرة.

  ومن المجاز: خَامرتُ فلاناً: خالطتُه. وخَامرتُ المكانَ. لم أبرحْه. وخَمَرَ شهادتَه: كَتَمَها. وشاة مخمَّرة: بيضاء الرأس. واجعل هذا السرّ في سرّ خميرك أي اسْتُرْه.

  خمس - غزاهم الخَميسُ. والخِمْسُ شرُّ الأظْمَاء. وخَمَسْتَ القومَ: أخَذْتَ خُمُس أموالهم وكنت لهم