أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سبت

صفحة 282 - الجزء 1

  وأسابيبُ. وتقول: ما هي أساليب إنّما هي أسابيب. وفرس ضافي السَّبيب، وقد عقدوا سبائب خيلهم، وأقبلت الخيل معَقَّداتِ السّبائب. وله سَبيبة من ثوب وسبائب: شُقق. وانقطع السّبَب أي الحبل. وما لي إليه سبب: طريق.

  ومن المجاز: خيل مُسبَّبة، يقال لها: قاتَلَها الله تعالى أو أخزاها إذا استُجيدت؛ قال الشمّاخ:

  مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطونِ كأنّها ... رِماحٌ نَحاها وِجهَةَ الرّيحِ راكزُ

  وأشار إليه بالسَّبّابة والمسبِّبة. وسيف سبّاب العراقيب كأنّه يعاديها ويسُبّها. وامرأة طويلة السّبائب وهي الذّوائب. وعليه سبائب الدّم: طرائقه. ونشر الآلُ سبائبه؛ قال ذو الرّمّة:

  فأصْبَحنَ بالجَرْعاءِ جَرْعاءِ مالِكٍ ... وآلُ الضُّحى يُزْهي الشُّبوحَ سَبائِبُهْ

  وانقطع بينهم السّبب والأسباب: الوُصَل. وجرى في سبب الصِّبا؛ قال مُصَرِّف بن الأعلم العُقَيْليّ:

  فزِعَ الفُؤادُ وطالمَا طاوَعْتَهُ ... وجرَيتَ في سَبَبِ الصِّبا ما تَنزِعُ

  تكفّ. وسبّب الله لك سبَب خير. وسبّبْتُ للماء مَجرًى: سوّيتُه. واستسبّ له الأمرُ. وطعنه في سَبّته: في استه لأنّها مذمومة. وعن بعض الفرسان: طعنتُه في الكَبّه فوضَعتُ رُمحي في اللَّبّه فأخرجتُه من السَّبّه. ومضَتْ سَبّة من الدّهر؛ قال:

  والدّهْرُ سَبّاتٌ فحَرٌّ وخَصَرْ

  لأن الدّهر أبداً مشكُوٌّ، ولقولهم: كان ذلك على است الدهر.

  سبت - يلبسون النّعال السِّبْتيّة ونِعالَ السِّبْت وهو الأَدَم، لأن شعره يسْقُط في الدّباغ كأنّه سُبِت أي حُلِق. وسبَت رأسَه، ورأس مَسبوت. وسَبَتَتِ اليهود وأسْبتَتْ. وجعل الله النّومَ سُباتاً: موتاً، وأصبح فلان مسبوتاً: ميتاً.

  ومن المجاز: سَبَتَ عِلاوتَه إذا قطَع رأسَه. وأرُوني سِبْتَيّ. واخلَعْ سِبتَيْك.

  سبح - سبّحتُ الله وسبّحْتُ له، وهو السُّبُّوح القُدُّوس، وكَثُرتْ تسبيحاتُه وتسابيحُه. وقضى سُبْحَتَه: صلاته، وسبّح: صلّى {فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}. وصَلّى المكتوبة والسُّبْحَة أي النّافلة. وفي يده السُّبَحُ يسبِّح بها. وتعلّم الرّماية والسِّباحة.

  ومن المجاز: فرس سابِح وسَبُوحٌ، وخيل سوابح وسُبُح. والنّجوم تَسبح في الفَلَك، ونجوم سوابح. وسَبَح ذِكرُك مسابحَ الشّمس والقمر. وفلان يسبح النّهار كلّه في طلب المعاش. وسبحانَ مِن فلان: تعجُّبٌ منه؛ قال الأعشى:

  أقُولُ لَمّا جاءني فَخْرُهُ ... سُبحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِ

  وأسألك بسُبُحاتِ وجهك الكريم: بما تُسَبَّح به من دلائل عظَمتك وجلالك. وأشار إليه بالمُسَبِّحَة والسَّبّاحة.

  سبخ - طارت سبائخ القُطن. وفي الأرض سَبَخَة وسِباخ، وأرض سَبِخة وقد سَبِخت وأسبخت، وفيها سِباخٌ بِيضٌ كالسَّبائخ.

  ومن المجاز: وردتُ ماء حولَه سَبيخ الطير وسَبائخه: ما نَسَل من ريشه. وسَبَّخ الله عنك الحُمّى: خفَّفها، وسُبِّخَ عنّا الحرُّ: خُفِّف.

  سبد - هو سِبْدُ أسْبَادٍ: للداهية.

  ومن المجاز: «ما له سَبَد ولا لَبَد» أي شَعْر ولا صُوف لمن لا شيء له. وسبّد رأسَه: استقصى طَمَّه أو جَزَّه، ومنه السُّبَدة: العانة، كناية عنها. وفي الحديث «التَّسبيد فيهم فاشٍ»: في الخوارج.

  سبر - سَبَرَ الجُرْحَ بالمِسْبَار والسِّبَار: قاس مقدار قَعْره بالحَديدة أو بغيرها. وفي مثل: «لولا المِسبار ما عُرِف غَور الجُرح». وأتيته في حدّ السَّبْرة وهي الغَداة الباردة.

  ومن المجاز: خبرتُ فلاناً وسَبرتُه، وفيه خير كثير لا يُسْبَرُ، وهذا أمر عظيم لا يُسبر، وهذه مفازة لا تُسبر: لا يُعرَف قدرُ سَعَتِها؛ قال أبو نُخَيْلة:

  ومُقْفِرٍ قد جُبْتُهُ لا يُسْبَرُ ... والقُورُ في بحرِ السّرَابِ تَمْهَرُ

  تسبح. وعرفتُه بِسَبْرِه: بما عُرِف وخُبِر من هيئته ولونه. وجاءت الإبل حَسَنَةَ الأسبار والأحبار.