أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مرح

صفحة 588 - الجزء 1

  وأمرٌ مارجٌ ومَريج. وفي الحديث: «كيف أنتم إذا مَرِجَ الدِّينُ وظهرتِ الرّغبةُ»؛ قال زهير:

  مَرِجَ الدِّينُ فأعدَدتُ لَهُ ... مُشْرِفَ الحارك محبوكَ الثَّبَجْ

  يَرهَبُ السّوطَ سَريعاً فإذا ... ونتِ الخيلُ من الشدّ مَعَجْ

  وأمرجوا عهودَهم ودينَهم. وطَلَعَ مارجٌ من نار: لهبٌ ساطعٌ.

  مرح - به مَرَحٌ ومِرَاحٌ: شدّة فرح ونشاط {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً}. ورجلٌ مَرِحٌ ومَرُوحٌ. وفرس وناقة مَرُوحٌ ومِمْراحٌ. ومرّحَ مُهرَه: ليّنه وأزال مَرَحه وشِماسَه فهو ممرَّح؛ قال:

  والله لَوْلا مهرُك المُمَرَّحُ ... المنتَقَى مِنَ الجِيادِ الأقرَحُ

  لقامَ آمِيكَ عليكَ النّوحُ

  ويقال للرامي إذا أصاب: مَرْحَى وهو تعجُّب؛ قال ابن مقبل يصف فرساً:

  أقولُ والحبلُ مَعقودٌ بمِسْحَلِه ... مَرْحَى له إن يفتْنا مسحُه يَطِرِ

  ومن المجاز: قوسٌ مَرُوحٌ إذا كانت حسنَةَ الإِرسال للسّهم. ومرِحتْ عينُه بمائِها وبقذاها إذا رمت به؛ قال كثيّر يصف نفسه وكان أعور فبكى في إحدى عينيه:

  كأنّ قذًى في العينِ قد مَرِحتْ به ... وما حاجة الأخرى إلى المَرَحَانِ

  وقال آخر:

  لقد هاجَ هذا الشّوقُ عيناً مريضَةً ... أجالَتْ قذًى ظلّتْ به العينُ تَمْرَحُ

  وعينٌ مِمْراحٌ: غزيرة الدّمع. ولا تَمْرَحْ بعِرضك: لا تعرّضه؛ قال الحُليجُ من بني ثَعلبة:

  أشمّاخ لا تَمْرَحْ بعِرْضِك واقتصد ... فأنتَ امرؤ زَنداكَ للمُتَقادحِ

  أي فيك للطاعن مقال، ومن أراد أن يقع فيك قدر. ومَرِحتِ المَزادةُ الجديدةُ: كثر سيلانها، ومرّحتها: ملأتها لتنسدّ عيونها، وقد ذهب مَرَحُ المَزادة إذا انسدّت العيون؛ قال الطرمّاح يصف قطاة:

  سرَتْ في رَعيلٍ ذي أداوَى منوطةٍ ... بلبّاتها مدبوغة لم تُمَرَّحِ

  وأرض مِمْراح: سريعة النّبات، وقد حالت الأرض سنة فهي تَمْرَحُ بالنّبات؛ قال الرّاعي:

  بكلّ مَيْثَاء مِمْرَاحٍ يبَيّتها ... من الذّراعَينِ رجّافٌ لهُ نَضَدُ

  وعن عليّ كرّم الله وجهه: فرغنا من مَرَحِ الجَمَلِ، ورُويَ: مَرْحَى الجَمَل. وكَرْمٌ مُمَرَّحٌ: مذلَّل محنًّى على دعائمه.

  مرخ - مَرّخَ جسدَه بالدُّهن، وتمرّخ به، ورجل مَرِخٌ: كثير الادّهان. وله زناد من مَرْخٍ. ورماه بالمِرّيخ وهو سهم طويل ذو أذنين يُغلَى به؛ قال:

  أدبَرَ كالمِرّيخ من كفّ الغالْ

  مرد - هو مارد من المُرّاد ومتمرّد، وشيطان مَريد ومِرّيد، وقد مَرَدَ يمرُدُ مُرُوداً ومَرُدَ مَرادةً، وتمرّد عليّ. ومرّد البناء: طوّله وملّسه، وصَرْحٌ مُمَرَّدٌ. ويقال: مُرْد على جُرْد. وشابّ أمردُ. وقالت امرأة لزوجها: يا شيخ، فقال لها: «من أين لي لك أُمَيرِدٌ!» فسار مثلاً. ومَرِدَ يمرَدُ مُرودةً ومُرْدَةً، وتمرّد زَماناً ثمّ خرج وجهُه، وعن معاوية: تمرّدتُ عشرين، وجمعت عشرين، ونتفت عشرين، وخضبت عشرين، فأنا ابن ثمانين. وبنى تماريدَ للحَمام وتِمْراداً، ومرّدتُ لها تمريداً.

  ومن المجاز: «تمرّد ماردٌ وعزّ الأبلق». وجبل متمرّد، وجبال متمرّدات. وشجرة مَرْداء: لا ورق لها، ومرّدتُ الغصنَ تمريداً. ورملة مَرداء: لا نبت عليها. وامرأة مرداء: لم يُخلق لها إسبٌ. و {مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ}: مرنوا عليه.

  مرر - مررتُ به وعليه مَرّاً ومُروراً ومَمَرّاً. ومرّ فلان، وأمررته: أمضيته. ومرّ الأمرُ واستمرّ: مضى؛ قال ابن أحمر: