أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نأي

صفحة 612 - الجزء 1

  ونأمتُ إليه نأمَةً، وناءمتُ مُناءمةً؛ قال المَرّارُ:

  وأن ألِجَ البيتَ مُدْجَى الغِطاء ... أُنائمُ في البيتِ صَوْتاً ضَعيفا

  مُسْبَل السِّتر. وسمعتُ نَغْمتَه ونأمتَه. وما يعصيه زأمةً ولا نأمةً أي ما يعصيه كلمة.

  نأي - سَفَرٌ ناءٍ، ونأيتُ عنه ونأيتُه؛ قال:

  نأتْكَ أُمامةُ إلّا سُؤالا ... وإلّا خَيالاً يُوافي خَيَالا

  وتناءَوا عني، وانتأوا، وناءيتُه: باعدتُه. وناءيتُ عنه الشرّ: دافعتُ، وأنأيتُه عني، ونأيتُ الدّمعَ عن خدّي بإصبعي؛ قال:

  إذا ما التَقَينا سالَ من عبراتِنا ... شآبيبُ ننأى سيلَها بالأصابعِ

  وحفروا النُّؤيَ؛ قال الطّرمّاح:

  عَفَتْ إلّا أياصِر أو نُؤيّاً ... محافرُها كأسْرِيةِ الأضِينِ

  وهي التي تُحفر حول الخيام، ولم يبقَ إلّا النُّؤيُ والمُنْتأى، وانتأيتُه: احتفرتُه؛ قال ذو الرّمّة:

  ذكرْتُ فاهتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ ... وقد يَهيجُ الحاجةَ التَّذكُّرُ

  مَيًّا وشاقتكَ الرّسومُ الدُّثَّرُ ... آرِيُّها والمُنتَأى المُدَعْثَرُ

  نبأ - أتاني نَبَأ من الأنباء، وأُنبِئتُ بكذا وكذا، ونُبّئتُ، واستنبأتُه: استخبرتُه، ونُبّئ رسول الله ÷ واستُنبئ. ورجلٌ نابئ. وسَيلٌ نابئ: طارئ من حيثُ لا يُدرَى، وقد نبأ علينا وضبأ. وهل عندكم نابئةُ خَبرٍ ومُغَرِّبة خبرٍ وجائبةُ خبرٍ؛ وقال خُنَيش بن مالك:

  فنَفسَكَ أحْرِزْ فإنّ الحُتُو ... فَ يَنبأنَ بالمرء في كلّ واد

  وقال:

  ألا فاسقِياني وانفِيا عنكُما القَذَى ... وليسَ القذَى بالعُود يسقطُ في الخمرِ

  ولكِنْ قَذاها كلُّ أشْعَثَ نابئ ... أتَتنا بهِ الأقدارُ من حَيثُ لا نَدري

  وقال أبو النّجم:

  والنّابِئِ العِرّيضِ من جُهّالِها

  وسمِعتُ نَبْأةً: صوتاً.

  نبب - رمح مُطّرد الأنابيب. وكَعّب الشّجَرُ ونبّبَ. ونبّ التيسُ نَبيباً، وقال عمرُ ¥ لوفد أهل الكوفة حين شكَوْا سعداً: يكلّمني بعضُكم ولا تنبُّوا عندي نَبِيبَ التُّيوس.

  ومن المجاز: شرب من أُنبوب الكوز. وله أُنبوب من نخلٍ وغيره: سَطْرٌ؛ قال:

  أوْ من مُشَعشعةٍ ورْهاء نشوَتُها ... أو من أنابيبِ رُمّانٍ وتُفّاحِ

  وقال مالك بن خالدٍ الخُنَاعيُّ:

  في رَأسِ شاهِقَةٍ أنبُوبُها خَصِرٌ ... دونَ السّماء لهُ في الجَوّ قِرْناسُ

  طَرَفٌ نادِر أي طريقها بارد. وذهب في كلّ أنبوب: في كلّ طريقة، وتقول: إنّي أرَى الشرّ قَصّب وشَعّب ونَبّب وكعّب؛ وقال الشمّاخ:

  يَردّ أنابيبَ البُغامِ جِرانُها ... كما ارتدّ في قوْس السَّراء زَفيرُها

  جعل بُغامَها مِزماراً حتى جعل له أنابيب وهو من لطيف المجاز. نبّ فلان نبيباً: طلب النّكاح، وقد أنبَّهُ طولُ العُزبة، ونبّبَ الرّجلُ: حَمْحَم عند الجِماع.

  نبت - ظهرَ النّبتُ والنبات في الأرض، ونبت البقلُ نَباتاً، وأَنبته اللهُ ونبَّته، ونبَّتَ النّاسُ الشّجرَ: غرسوه، ونبَّتوا الحبَّ: حرثوه.

  ومن المجاز: نبتَ فلانٌ في مَنبِتِ صِدقٍ، وفي أكرم المنابت، وإنّه لحسَن النِّبتةِ، وأنبته اللهُ نباتاً حسناً، ومن