أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وهد

صفحة 691 - الجزء 1

  من نُطفَةٍ في شَنّةٍ خَلَقٍ ... من ماء مَوْهَبَةٍ على صَمْدِ

  وقال أبو صخر الهذليّ:

  شِيبَتْ بمَوْهَبَةٍ في رأس مَرقبةٍ ... جرداءَ مَهْيَبَةٍ في حالقٍ شَممِ

  وأوهب له الطعامُ إذا كثر واتّسع حتى وهب منه. ووادٍ مُوهِبُ الحطبِ: كثيره واسعه؛ قال يصف رجلاً منعَّماً مرفَّهاً:

  سمين الصَّلا رِخو الخواصر أوهبتْ ... له عَجوَةٌ مسمونَةٌ وخميرُ

  وقال آخر:

  جَيش المِحَمَّينِ حَشَّ النّارَ تحتهما ... غرثانُ أمسى بوادٍ مُوهِب الحطب

  القُمْقُمين. وأوهبتُ لأمر كذا إذا اتّسعتَ له وقَدرتَ عليه، وأصبحتُ مُوهِباً لذلك.

  وهج - للنّار وَهَجٌ شديد وتَوَهُّجٌ، وقد وهَجَتْ تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً ووَهِجَتْ تَوْهَج وَهَجاً، وسِراج وهّاج.

  ومن المجاز: توهَّج الجوهرُ: تلألأ. وتوهّجت الرائحةُ؛ وقال في صفة الروضة:

  نُوّارها متباهجٌ يتوهّجُ

  وإنّ يومَنا لوَهِجٌ: شديد الحرّ، وقد توهّج يومُنا، وتوهّج حرُّهُ.

  وهد - عمّ النِّجادَ والوِهادَ وكلَّ نجدٍ ووَهْدٍ، وبتنا في وَهْدَة، وتوهَّد: تسفَّل؛ قال يصف سبعاً:

  متضابئاً طوراً لدى استشرافه ... فإذا توَهّد في مجالٍ أرتبي

  أعلو فوق رابية.

  وهز - وهَزَهُ: دفعه وذهب، يَهِزُهُ وَهْزاً.

  وهق - صادوه بالوَهَقِ والوَهْقِ وبالأوهاق. وأوهق الدابّةَ: طرح في عنقه الوَهَقَ. ووَهَقَه عن كذا: حبسه. وتواهقتِ الركابُ: مدّتْ أعناقها في السّير وتبارت فيه، وهذه الناقة تُواهِقُ الأخرى؛ قال:

  وتواهقتْ أخفافُها طَبَقاً ... والظلُّ لم يفضُلْ ولم يُكْري

  ومن المجاز: تواهقوا في الفَعال: تباروا فيه وتكايلوا. وفلان يواهِق فلاناً؛ قال الحطيئة:

  أسلموها في دمشقَ كما ... أسلمَتْ وحشيّةٌ وَهَقَا

  وَهَقُها: ولدُها لأنّه يحبسها، ورُويَ لهَقا وهو ولدها الأبيض.

  وهل - رجلٌ وَجِلٌ وَهِلٌ: فَزِعٌ، وقد وَهِلْتُ وَهَلاً شديداً، وأصابهم أهوال وأوهال، وجاء وهو مستوهَلٌ: فزِعٌ، واستُوهِلَ فلان؛ قال طُفيل:

  فقلنا لها لمّا رأينا الذي بها ... من الشرّ لا تُستوْهَلي وتأمّلي

  ويقال: وهِلتُ منه: فزِعتُ منه. ووهِلتُ إليه: فزعتُ إليه. ووهِلَ في الحساب والمسألة، ووهِلَ عنه إذا غلِط فيه وسها عنه. ووهَمتُ إلى كذا ووهَلتُ إليه، بالفتح، وأنا أهِمُ إليه وأهِلُ إذا ذهب وهْمُك إليه، ووَهْلُك أي ظنُّك. و «لقيته أوّلَ وَهْلةٍ».

  وهم - في قلبه وَهْمٌ. وفي الحديث: «لا تُدركه الأوهام». ووهَمتُ الشيءَ أهِمُه وَهْماً وتوهّمتُه: وقع في خَلَدي، وشيء موهوم ومتوهَّم؛ قال أبو زبيد:

  واستحدث القومُ أمراً غير ما وهموا ... وطار أنصارهم شتّى وما جمعوا

  ظنّوا أنّهم يغلبونني فاستحدثوا الفزَع والجبن، ووهَمتُ به سوءاً وتوهّمتُه به؛ قال عديّ:

  فإن أخطأتَ أو أوهَمتَ أمراً ... فقد يَهِمُ المصافي بالحبيب

  وأوهَمَنيه غيري ووهّمنيه. واتُّهِمَ بكذا، وفلان مُتّهِمٌ: يتّهِمُ النّاسَ، وهو صاحب تُهْمَةٍ وتُهَمٍ. ووهِمَ