أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سبك

صفحة 284 - الجزء 1

  وبفلان سِباق عن السّباق: من سِباقَيِ الطائر وهما قيداه. وسبّقتُ الطائر: قيّدته. وسَبّق بَدْرَةً بين الشّعراء، من غلب أصحابه أخذها، ومعناه جعلها سَبَقاً بينهم. وخرجوا يستبقون: ينتضلون {فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ}: ابتدروه.

  سبك - سبَكَ الفصّة: خلّصها من الخَبَث سَبْكاً، وسَبّكها تسبيكاً، وأفرعها في المِسْبكة، وعندي سبيكة من السّبائك.

  ومن المجاز: هذا كلام لا يثبت على السَّبْك، وهو سَبّاك للكلام. وفلان قد سبكته التجارب. وسَبَك الدقيقَ: أخذ خالصه وحوّاراه، ورأيتُ على خِوانه السّبائك: الخبز الأبيض. وأراد أعرابيّ رُقي جبلٍ صعب فقال: أيُ سبيكة هذا! فسمّاه سبيكة لاملاسه.

  سبل - خذ هذا السّبيل فهو أوطأ السُّبُل، وسبيل سابل: مساوك، ومرتِ السّابلة والسّوابل وهم المختلفون في الطرقات لحوائجهم. وأسبلَ السِّترَ والإزارَ: أرسله، وهو من السَّبيل، والمرأة تُسبِل ذيلها، والفرس يُسبِل ذنبه.

  ومن المجاز: أسبَلَ المطرُ: أرسل دَفْعَه وتكاثف كأنّما أسبلَ سِتراً. ووقفتُ على الدار فأسبلتْ مني عَبرة؛ قال النّابغة:

  وأسبَلَ منّي عَبرَةٌ فرَدَدْتُها ... على النّحرِ مِنها مُستَهِلٌّ ودامعُ

  مُنصبّ كثير وقليل يبِضّ. ومطر مُسبِل، ووقع السَّبَل وهو المطر المسبل. وأسبل الزّرعُ وسَنبل وخرج سَبَلُه وسُنبُلُه. وطالت سَبَلَتُك فقُصّها وهي شعر الشّاربين، ويقال لمقدَّم اللّحية: سَبَلة، ورجل مُسبَّل: طويل اللّحية، وقد سُبِّل فلان. والزم سبيل الله خير السّبيل. وجاؤوني وقد نشروا سِبالهم أي متوعّدين؛ قال الشمّاخ:

  وجاءتْ سُلَيْمٌ قَضَّها بقَضِيضِها ... تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقيعِ سِبالَها

  وسمعتهم يقولون: حيّا الله سَبَلَتك، وحيّا الله هذه السَّبَلَة المباركة. وهو أصهب السَّبَلَة: عدوّ، وهم صُهْب السِّبال. وملأ الإناء إلى سَبَلَته وإلى أسباله: أصباره. ووجأ بشَفرته في سَبَلَة البعير وهي منحره. وقد أسبل عليّ فلان إذا أكثر عليك كلامه كما يُسبل المطر.

  سبي - سبَيْتُ النّساء سَبْياً وسِباء، ووقع عليهنّ السِّباء، وهذه سَبيّة فلان: للجارية المسبيَّة، وتقول: خرجتِ السّرايا فجاءت بالسّبايا. وتلاقوا فتآسروا وتسابَوْا. وبها أسابيُ الدّماء: طرائقها؛ قال سلامة بن جندل:

  والعادِياتِ أسابيُ الدّمَاء بها ... كأنّ أعناقَها أنصَابُ تَرْجيبِ

  ومن المجاز: هنّ يَسبِينَ القلوبَ ويستَبينَ. وما لَه سَبَاه اللهُ أي غرّبه؛ قال امرؤ القيس:

  فقالَتْ سَبَاكَ اللهُ إنّكَ قاتِلي ... ألَسْتَ تَرَى السُّمّارَ والنّاسَ أحوالي

  ويقولون: طال عليّ اللّيل ولا أُسْبَ له ولا أُسْبَى له: دعاء لنفسه بأن لا يُقاسيَ فيه من الشدّة ما يكون بسببه مثلَ المَسْبيّ للّيل. وجاؤوا بسَبْيٍ كثير: بسبايا. وجاء السّيل بعُود سبيٍ: حمله من بلد إلى بلد. ودرع كسبيّ الهلال: كسلخ الحيّة؛ قال كثير:

  يُجَرِّرُ سِرْبالاً علَيهِ كأنّهُ ... سَبيُ هلالٍ لم تُخَرَّقْ شرانِقُهْ

  وعندي سبيّة كأنّها سبيّة: دُرّة؛ قال مزاحم:

  بدَتْ حُسَّراً لم تحتَجبْ أوْ سَبِيّةً ... منَ البَحرِ نَحّى القُفْلَ عنها مُفيدُها

  بائعها. وهو يتّجر في السّابِياء: في المواشي، وبنو فلان يروح عليهم سابياء من أموالهم. وفي الحديث: «تسعة أعشار الرّزق في التجارة والجزء الباقي في السّابياء». وأصلها الجلدة التي يخرج فيها الولد؛ قال ذو الرّمّة:

  يحُلّونَ من يَبرِينَ أوْ من سُوَيْقَةٍ ... مَشَقَ السّوَابي عن أُنوفِ الجآذِرِ

  ستر - الله ستّار العيوب، ودونه سِتر وسُترة وسِتارة وسِتار وسُتور وأستار وسُتُر وستائر، واستترتُ بالثوب وتستَّرت.

  ومن المجاز: جارية مُسَتَّرة وجَوارٍ مُستَّرات، ورجل مستور، وقوم مساتير، وسترتِ المرأةَ سِتارةٌ فهي ستيرةٌ. وشجر ستير: كثير الأغصان. وساتره العداوةَ مساترة، وهو