أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

لجأ

صفحة 559 - الجزء 1

  وخُفٌ ملثوم ومِلثَم، ولثمه: صكّه كما يصطكّ فما اللاثِمَين.

  لجأ - لجَأْتُ إليه ولجِئْتُ والتجأْتُ إليه. وهو حَسَنُ اللَّجَإِ إلى الله. وهو مَلْجأُ القوم ولجَأُهم. وألجأتُه إلى كذا ولجَّأْتُه: أحرجته واضطررته. وفعل ذلك من غير إكراهٍ ولا تَلْجِئَةٍ. ولجَّأَ مالَه تلجِئةً: جعله لبعض الورثة دون الآخرين.

  لجب - جيشٌ لَجِبٌ وذو لَجَبٍ وهو كثرة أصوات الأبطال وصهيل الخيل. وبحرٌ لَجِبٌ بالتطام الأمواج. وسحابٌ لَجِبٌ بالرّعد. وعنز لَجِبَةٌ ولَجَبَةٌ ولَجْبَةٌ بالحركات الثلاث، وأعنزٌ لِجابٌ، وقد لَجَّبتْ ولَجُبَتْ لُجوبةً؛ قال:

  كأنّ أطباءها في الصّيفِ إذ غَرزَتْ ... ولجبَتْ أوْ دنا منهنّ تَلجيبُ

  وهو تولية اللَّبَن وذهابه.

  لجج - رجلٌ لَجوجٌ ولَجوجَةٌ ولُجَجَةٌ ومِلجاجٌ، وفيه لَجَاجٌ ولَجَجٌ. والتَجَ البحرُ: عظمتْ لُجَّته وتموّج، ولجَّج القومُ: دخلوا في اللُّجج، ولجّجتِ السفينة، و {بَحْرٍ} لُجِّيٍ. ولجلج المضغةَ في فيه: أدارها. ولجلج لسانه بكلام غير بيّن، وتلجلج لسانُه به. ورجلٌ لَجلاجٌ. واستجمر باليَلَنْجُوجِ؛ قال الشمّاخ:

  يثقّبُ نارَها واللّيلُ داجٍ ... بعيدانِ اليَلَنجوجِ الذّكيِ

  ومن المجاز: لجَ به الهمّ والنزاع. واستلجَ بيمينه إذا لم يكفِّرها. والتجّ الظّلام. والظُّعْنُ تسبح في لُجِ السراب. وأرض مُلتَجَّة: شديدة الخضرة. وفي حديث طلحة: فوضعوا اللُّجَ على قَفَيَ: يريد السيف شبّهَه باللُّجّ في كثرة مائه، وقيل: هو سيف الأشتر وكان يسمّيه: اليمَّ واللُّجَ؛ وقال فيه:

  ما خانَني اليَمّ في مأقِطٍ ... ولا مشهَد مذ شددتُ الإزارَا

  وكأنّه ينظر بمثل اللُّجَّتَينِ أي المِرآتين، كما يقال: عيناه كالماوِيّتَين.

  لجف - لَجَّفْتُ البئرَ: حفرتُ في جوانبها، وفي البئر لجَفٌ وهو ما حُفر في جانب منها أو أكله الماءُ حتى صار كالكهف، وبئر ذات لجَفٍ وألجافٍ، وقد تلجّفتِ البئرُ، ولجَّفها مخضُ الدلاء.

  ومن المجاز: لَجَّفَ القومُ مكيالَهم: وسّعوا أسفله.

  ولَجَّفَ الوحشيُّ كناسَه؛ قال العجّاج:

  إذا انتَحى معتَقِماً أو لَجَّفَا

  أي حافراً سُفْلاً أو حفَر في جانب، ونظير الاعتقامِ والتلجيفِ: الضَّرْحُ واللَّحْدُ في القبر.

  لجم - استلجمتُه فرسي فألجمه لي، وعلَك الفرسُ اللّجامَ، والخيلُ اللُّجُمَ، وصك باللّجام مُلَجَّمَه: فاه وموضع لجامه.

  ومن المجاز: ألجموا القدرَ إذا جعلوا في عروتها خشبةً فرفعوها بها، ويقال: حملوها بلجامها. وتلجَّمتِ الحائض: استثفرتْ باللِّجام واللَّجَمَةِ وهو خرقتها التي كالثَّفَر، وأمّا التي تحملها في فرجها فهي الفِرامُ، يقال: استفرمتْ بالفِرام، وتلجَّمتْ باللّجام، وفي الحديث: «تلجّمي في علم الله ستّاً أو سَبْعاً». وألجَمه عن حاجته: كفَّه؛ وتكلَّم فلان فألجمتُه وألقمتُه الحجرَ. وفي مثل: «التَّقيُ مُلجَمٌ». وجاء فلان وقد لفظ لجامه إذا جاء مجهوداً. وأتْبِعِ الفرسَ لجامَها أي أتمّ الحاجة. وضربه على مُلَجَّمه: على فيه؛ قال:

  لِمَ استَثرْتُمْ أسداً من أجَمِهْ ... ترَى زِجاج الموْتِ في مُلَجَّمِهْ

  لجن - لَجَّنَ الخَبَطَ: دقّه بالحجر حتى تلجّن أي تلزّج وهو اللَّجِينُ تُعلَفه الإبلُ مع الدقيق أو السعير؛ قال الشمّاخ:

  وماءٍ قد وردتُ لوَصلِ أرْوَى ... علَيهِ الطّيرُ كالوَرَقِ اللَّجِينِ

  وتقول: عنده وَرِقُ اللُّجَين كالوَرَقِ اللَّجينِ. ولَجَّنَ الخطْميَّ: أوْخفَهُ. وناقة لَجونٌ: بيّنة اللَّجانِ، وقد لَجَنَتْ تَلْجُنُ: خَلأَتْ؛ قال النابغة:

  فما وخدتْ بمثلك ذاتُ غَرْبٍ ... حَطوطٌ في الزِّمامِ وَلا لَجُونُ

  ومن المجاز: تلجَّن رأسُه: توسّخ حتى تلبّد. ورمى