أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حقد

صفحة 135 - الجزء 1

  ومضى عليه حُقْبٌ وحِقْبَةٌ وأحقابٌ وحِقَبٌ.

  ومن المجاز: امرأةٌ نُفُجُ الحَقيبَةِ: للعَجزَاء، واحتقَبَ خيراً أو شرّاً، واستحقبه: احتمله وادّخره، واسمُ المُحتَقَبِ الحَقيبَةُ، تقول: احتقَبَ فلان حقيبَةَ سوء؛ وقال امرؤ القيس:

  واللهُ أنجحُ ما طلبتَ بهِ ... والبِرُّ خَيرُ حَقيبَةِ الرّحلِ

  وقال الحارث بنُ حَرِجَةَ الفزاريّ:

  وَلّوْا وأرماحُنا حَقائبُهُمْ ... نُكْرِهُها فيهِمُ فتَنْأطِرُ

  وأحْقَبْتُ غلامي: أردفته. وحَقِبَ العامُ: احتبس مطرُه، ومنه الحديث: «لا رأيَ لحاقنٍ ولا حاقبٍ».

  حقد - حَقَدَ وحَقِدَ عليه يحقَدُ ويحقِدُ إذا أمسكَ العداوة في قلبه، يتربّصُ فرصةَ الإيقاع به، من حَقِدَ المعدِنُ وأحْقَدَ إذا لم يخرج منه شيء. وفي قلبه حِقْدٌ، وفي قلوبهم أحقادٌ وحُقُودٌ، وقلبه حاقِدٌ على أخيه ومُحْتَقِدٌ. وتقول: رئيس القوم محسودٌ أو حاسد، ومحقودٌ عليه أو حاقِد. وفلان حَقودٌ وحَسُودٌ. وتحاقَدُوا، وهم متحاقِدون.

  حقر - هو حَقِيرٌ نَقِيرٌ. وقد حَقُرَ في عيني حَقَارَةً. وحَقَرَهُ وحَقّرَه واحتقره واستحقرَه. وهو حاقِرٌ ناقِر. وفي مثل: «مَن حَقَر حَرَم». وفلان موقَّر غيرُ محقَّر، وخَطيرٌ غير حَقِير. وحَقْراً له وعَقْراً. وتحاقَرَتْ إليه نفسُه. وحَقّرَ الاسمَ: صَغّره، وهو باب التّحقير.

  حقف - نزلنا بين قِفَافٍ وأحْقَافٍ. وفلان مأواه الحُقُوف لا تُظِلّهُ السُّقُوف. والحِقْفُ نَقاً يعوجّ ويَدِقّ. واحقَوْقَفَ الرملُ. واحقوْقف ظهرُ البعير من الهزال. واحقوقف الهلالُ.

  قال العجّاج:

  سَمَاوَةَ الهِلالِ حَتى احْقَوْقَفَا

  ومررتُ بظبي حَاقِفٍ وهو المنعطف في منامه؛ قال الحطيئة:

  تُطِيرُ الحَصَى بعُرَى المَنْسِمَينِ ... إذا الحاقِفَاتُ ألِفْنَ الظّلالا

  حقق - قال أبو زيد: حَقَ اللهُ الأمرَ حَقّاً: أثبته وأوجبَه. وحَقَ الأمرُ بنفسه حَقّاً وحُقُوقاً. وقال الكسائي: حَقَقْتُ ظنّه مثل حقّقته؛ وأنشد:

  فبَذلْتَ مالَكَ لي وجُدْتَ بهِ ... وحَقَقْتَ ظَنّي ثمّ لم تَخِبِ

  وحَقّقْتُ الأمرَ وأحْقَقْتُه: كنتُ على يقين منه. وحَقَقْتُ الخبرَ فأنا أَحْقّه: وقفتُ على حقيقتِه. ويقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أَحُقّ لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم وأعرف حقيقته. فإن قلت: فما وجه قولهم: أنت حَقيقٌ بأن تفعل، وأنت مَحْقُوقٌ به، وإنّكِ لمَحْقُوقةٌ بأن تفعلي، وحَقيقَةٌ به، وحَقَقْتَ بأن تفعل، وحُقَ لك أن تفعل، قلت: أمّا حَقيقٌ، فهو من حَقُقَ في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنّه من فَقُرَ مقدَّراً، وفي شديد من شَدُدَ، ونظيرُه خَليقٌ وجَديرٌ، من خَلُقَ بكذا وجَدُرَ به، ولا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. وهو محقوقٌ لقولهم: أنتِ حقيقةٌ بكذا، وهذه امرأةٌ حقيقةٌ بالحضانة. وأمّا حَقَقْتَ بأن تفعل، وأنت محقوقٌ به، فبمعنى جُعِلتَ حقيقاً به وهو من باب فَعَلْتُه ففَعُلَ، كقولك: قَبُحَ وقَبَحَه اللهُ؛ قال:

  ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ ... وحَيَّ أبيهِمُ قَبْحَ الحمارِ

  وبَرُدَ الماءُ وبَرَدْتُه، وحَقُرَ وحَقَرْتُه، ورَفُعَ صوتُه ورَفْعَه. ويجوز أن يكون من حَقَقْتَ الخبر أي عُرِفْتَ بذلك. وتُحُقّقَ منك أنّك تفعله لشهادة أحوالك به. وأمّا حُقَ لك أن تفعل، من حَقَ اللهُ الأمرَ أي جُعِلَ حَقّاً لك أن تفعل، وأُثْبِتَ لك ذلك. وهذا قولٌ حَقٌ. والله هو الحَقّ. وحقّاً لا آتيك، ولحَقُ لأفْعَلُ، وهو مشبَّه بالغايات، وأصله لَحَقُ الله، فحُذِفَ المُضاف إليه وقُدّر، وجُعل كالغاية. وأ حَقّاً أن أُظلَم، وأ في الحَقّ أن أُغْصَب حَقّي. ولما رأيتَ الحَاقّةَ مني هربتَ، ورُوِي الحَقّةَ؛ قال رؤبة:

  وحَقّةٍ لَيسَتْ بقَوْلِ التُّرَّه

  ويوم القيامة تكونُ حَوَاقُ الأمور. وأحَقَ الرجلُ إذا قال