أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خضل

صفحة 167 - الجزء 1

  إنّا وجَدْنا خَلَفاً بِئْسَ الخَلَفْ ... أغلَقَ عَنّا بابَه ثمّ حَلَفْ

  لا يُدْخِلُ البَوّابُ إلّا مَن عَرَفْ ... عَبداً إذا ما ناءَ بالحِمل خَضَفْ

  خضل - خَضِلَ الشيءُ: نَدِيَ حتى ترشرش نداه، فهو خَضِل، واخضَلّ فهو مُخضَلّ، وأخضَلَه وخضّلَه: ندّاه. وأخضلتنا السماءُ. واخْضَلّتْ لحيته بالدموع. وسنانٌ خَضِلٌ: نَدٍ من الدّم؛ قال أبو النجم:

  ومُجَرَّبٍ خَضِلِ السّنانِ إذا التَقَى ... رَهَجٌ بخاطِرِهِ الصّدُورُ ظِمَاءُ

  وبأرضهم خَضِيلَة وهي الروضة الغَمِقَة. ونبات خَضِل: ناعم. ويومنا يوم خُضُلّةٍ وهي النّعيم؛ قال مرداس الدُّبَيرِيّ:

  إذا قُلتُ هذا اليَوْمُ يوْمُ خُضُلّةٍ ... ولا شَرْزَ لا قَيتُ الأُمُورَ البَجَارِيَا

  وطلعت الخُضُلّة وهي قوسُ قُزَحَ.

  ومن المجاز: دُرّة خَضْلة: صافية كأنّها قطرة ماء. وخُضُلّةُ الرّجل: امرأته، كما يقال طَلّته.

  خضم - يَخْضِمُون ونَقْضِم، أي يأكلون بأقصى الأضراس، ونحن بمقدّمها. وبحر خِضَمٌ: كثير الماء.

  ومن المجاز: رجل خِضَمٌ: جواد، ورجال خِضَمّون. وفرسٌ خِضَمّ: ذو أجارِيَّ. وسيف خِضَمّ: كثير الماء. ومِسَنّ خِضَمّ: ذو جوهر وماء؛ قال أبو وجزة يصف نصلاً:

  حَرّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بها ... على خِضَمٍ يُسَقّى الماءَ عَجّاجِ

  واختضموا الطريق: قطعوه. واختضم السيفُ العظام: مرّ فيها وقطعها؛ قال:

  إنّ القُساسِيّ الذي يُعْصَى بهِ ... يختضِمُ الدّارع في أثوابِهِ

  فيما يشتمل عليه من كمّ الدرع، وهو السيف المنسوب إلى قُسَاسٍ: جبل فيه معدن حديد.

  خضن - بات يخاضنها: يغازلها.

  خطأ - أخطأ في المسألة وفي الرأي. وخَطئ خطأً عظيماً إذا تعمّد الذنب (وما كُنّا خَاطِئِين). ويقال: لَأنْ تخطئ في العلم خير من أن تخطئ في الدين، وقيل هما واحد. وفي مثل: «مع الخواطئ سهم صائب»؛ وقال امرؤ القيس:

  يا لهفَ هندٍ إذْ خَطِئنَ كاهِلا ... القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا

  خير مَعَدٍّ حَسَباً ونَائِلا

  والغالب في الاستعمال الأوّل. وتقول: إن أخطأتُ فخطّئني وإن أسأتُ فسوّئ عليّ وسوّئني؛ وتخطّأتُ له بالمسألة وفي المسألة أي تصدّيتُ له طالباً لخطئه.

  ومن المجاز: لن يُخطِئَك ما كُتبَ لك وما أخطأك لم يكن ليُصيبك وما أصابك لم يكن ليُخْطِئك. وأخطأ المطرُ الأرض: لم يصبها. ويوم خاطئ النوء. وخطّأ الله نوءك أي لا ظفرت بحاجتك؛ قال:

  وإذا السّنُونَ الدُّبْسُ خُطِّئ نَوْءُهَا ... وتُرُومِقَ النَّمِرُ الغَرُورُ الكاذِبُ

  أي ترامقت العيونُ السحابَ النَّمِرَ. وتخاطأتْه النَّبْلُ: تجاوزته؛ قال القطاميّ:

  أهل المَدينَةِ لا يحزنْكَ شأنهُمُ ... إذا تخاطأ عبدَ الواحِدِ الأجَلُ

  وتخطّأتُه. وناقتك هذه من المتخَطّئات الجِيَف، أي تمضي لقوّتها وتخلف وراءها التي سقطت من الحَسْرَى. واستخطأتِ الناقَةُ: لم تحمل سنتها. وخطأت القدر بزبدها عند الغليان: قذفت به.

  خطب - خاطبه أحسن الخطاب، وهو المواجهة بالكلام. وخطب الخطيب خطبة حسنة. وخطب الخاطب خِطبةً جميلة. وكثر خطّابها. وهذا خِطْبها، وهذه خِطْبه وخِطْبته. وكان يقوم الرجل في النادي في الجاهليّة فيقول: خِطْبٌ، فمن أراد إنكاحه قال: نِكْحٌ. واختطب القوم فلاناً: دعوه إلى أن يخطب إليهم، يقال: اختطبوه فما خطب إليهم. وحمار أخطب: بيّن الخُطبة، وهي غَبَرَة تَرْهَقُها خضرة. وتقول