أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

درك

صفحة 186 - الجزء 1

  الله بالشكر. وفي بعض الحديث: «استدرّوا الهدايا بردّ الظروف». ولله دَرُّكَ، ولا دَرَّ درُّك. وفرس دَرير: كثير الجري. وفلان مُستدرّ في عدوه. وأدرَرْتُ عليه الضرب: تابعته. ودرَّت العروق: امتلأت دماً. وعلى جبينه عرق يُدِرُّه الغضب. ودَرَّت الدنيا على أهلها إذا كثر خيرها. ودَرَّ بما عنده: أخرجه. ودَرّتْ حَلوبة المسلمين: كثر فَيْؤهم وخراجهم. وأدرَّت المرأة المغزل: فتلته فتلاً شديداً.

  درز - دقَّقَ الخيَّاطُ الدُّروزَ، وفلان منعَّم يؤذيه ثِقل الدروزِ. وهم أولاد دَرْزَةَ: للسّفِلة والخياطين؛ قال حبيب بن جُدْرة الهلالي:

  يا با حُسَينٍ والجديدُ إلى بِلى ... أولادُ دَرْزَةَ أسلَمُوكَ وطارُوا

  يريد زيد بن عليّ رضي الله تعالى عنهما.

  درس - ربعٌ دارسٌ، ومدروسٌ، وقد دَرَسَ دُروساً، ودرسَتْه الرياحُ درساً: تكرّرت عليه فعفّته.

  ومن المجاز: درَسَ الحنطة دِراساً: داسها؛ قال ابن ميّادة:

  يكفيك من بعض ازديارِ الآفاقْ ... سمراءُ ممّا درَس ابن مِخراقْ

  وهجمَةٌ صُهْبٌ طِوالُ الأعْناقْ ... تَباكرُ العضاهَ قبلَ الإشراقْ

  بمُقْنِعاتٍ كقِعابِ الأوْراقْ

  ودَرَس الناقة: راضها. ورجُل مُدرَّس: مجرَّب. ودَرَسَ الكتابَ للحفظ: كرّر قراءته درساً ودراسة، ودرَّس غيره، ودارسْتُه الكتاب مُدارسَة، وتدارسوه حتى حفظوه. واجتمعت اليهود في مدارسهم، وهو بيت تُدرس فيه التوراة. ودَرَسَ المرأة: نكحها. ودَرَسَتْ: حاضت. ويُكنى العَوْف: أبا إدريس، والفَلْهَمُ: أبا أَدْراس. ودَرَسَ الثوبُ: أخلق فهو دِرْسٌ ودَريسٌ. وتدرَّستُ أدراساً، وتسمّلتُ أسمالاً، ولبس دَرِيساً، وبسط دريساً أي ثوباً وبساطاً خَلَقاً. وقَتَل رجُلٌ في مجلس النعمان رجلاً فأمر بقتله، فقال الرجل: أيقتل الملكُ جاره ويضيّع ذماره؟ قال: نعم إذا قتل جليسه وخضب دريسه؛ أي بساطه. وطريق مَدروسٌ: كثر مشي الناس فيه حتى ذلّلوه. وهذه مدرسة النَّعَمِ: طريقها. ودارَسَ الذنوبَ: قارفها.

  درص - «ضَلَ الدُّرَيْصُ نَفَقَه» لمن أخطأ حجته. «ووقعوا في أمِ أدْراصٍ»: في مهلكة وأصله جحرة الفأر؛ قال:

  وما أمّ أدْراصٍ بأرْضٍ مَضِلَّةٍ ... بأغدَرَ من قَيسٍ إذا اللّيلُ أظلَمَا

  درع - له دِرْعٌ سابغة، ولها درع واسع، ورجُل دارع، وتدرَّع وادّرع، ودرّعه غيره، ولبس مِدْرَعَةً ومِدرَعاً. وشاة دَرْعاء: سوداء المقدّم، وشاء دُرْعٌ. واندرع في السير: تقدّم.

  ومن المجاز: ادّرع الليل، وادّرع الخوف.

  درق - اتّقاه بدرَقَتِه، وأقبلت الرجّالة بالدَّرَقِ: وهو ضرب من التِّرَسة. وجاء بدَوْرَقٍ من شرابٍ أو دِبس وهو مكيال. ولفلان دَرْدَق ودرادِقُ، وهم الأطفال؛ قال:

  تاللهِ لَوْلا صِبيَةٌ صِغارُ ... كأنّما وُجُوهُهم أقْمَارُ

  درادِقٌ ليسَ لَهم دثارُ ... باللّيل إلّا أن تشبّ نَارُ

  لَمَا رآني مَلِكٌ جَبّارُ ... ببابِه ما وَضَحَ النّهارُ

  درك - طلبه حتى أدركه أي لحق به وأدرك منه حاجتَه. وأدرك الثمرُ. وأدركتِ القِدرُ: بلغت إناها. وتدارك القوم: لحق آخرهم بأوّلهم. وتدارك الثَّرَيانِ: أدرك الثّرَى الثاني الثرَى الأوّل. ورجل درّاك: مُدرِك لما يرومه؛ قالت الخنساء:

  اذهَبْ فلا يبعدَنْكَ اللهُ من رجُلٍ ... درّاكِ ضَيْمٍ وطلّابٍ بأوتارِ

  ودَرَاكِ: بمعنى أدرِكْ. و «اللهمّ أعني على دَرَك الحاجة» أي على إدراكها. وما أدركَه من دَرَكٍ فعليّ خَلاصُهُ وهو اللّحَقُ من التّبِعة أي ما يلحقه منها. وتداركه الله برحمته، وتدارك ما فرط منه بالتوبة. وتدارك خطأ الرأي بالصواب واستدركه. واستدرك عليه قولَه. وفرسٌ دَرَكُ الطَّريدَة.